البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

حتى لا ينسينا كورونا


إرادة الله وقوانين الكون وطبيعة الحيوات تجعل استمرارية الحياة دائمة ومستديمة، ولذا فكم مر بالبشرية من كوارث وزلازل وبراكين وأوبئة وجائحات بما لا يحصى ومع ذلك فالحياة استمرت وستستمر وكورونا سيغادر اجلًا ام عاجلًا،نعم هناك تأثيرات ومتغيرات أصابت العالم وستصيبه وظهر أولها في الجانب الاقتصادي،نعم تصورنا بل تمنينا ان يوحد كورونا المشاعر الإنسانية في مواجهة الخطر الحال،ولكن طبيعة البشرالتي جُبلت على الخير والشر ستظل هكذا، وإن كانت هذه الطبيعة تظهر في العلاقات الدولية أكثر من العلاقات بين البشر، فسريعا تحول الصراع الأمريكي الصيني الاقتصادي إلى صراع حول كورونا، تحول الصراع الأمريكي الايراني من الصراع النووي إلى الصراع الكوروني وهذا يعني ان كورونا لن يُوقف الزمن ولن يقضي على الصراعات بأنواعها حول العالم،الشيء الذي يجب الأ يغيب عن ناظرينا،وبعيدًا عن فكرة المؤامرة التي أعتقد بها "فهى مُحركة التاريخ السياسي" فأن مصر تواجه مشكلات وتحديات لن ولم تسقط مع الانشغال بكورونا بل لا بد ان نعى الأمور جيدًا فمع الاهتمام الواجب اتجاه كورونا والتوازن بين الحفاظ على صحة الإنسان المصري وبين دوران عجلة الإنتاج من أجل الإنسان المصري ايضًا، لا بد ان نعي ونرصد ونواجه كل التحديات الحالة التي يعيشها الوطن حتى لا نفأجا بما لا نريد،ففي ظل انشغال العالم الآن نجد تحديات تواجه الوطن كنا قد تصورنا أنها توقفت أمام كورونا،ولكن هذا لم يحدث،فالإرهاب الذي توقف فترة بعد كورونا وجدناه يطل برأسه الإرهابية في عملية الاميرية بما يعني ان الإرهاب والارهابيين لن يتوقف إرهابهم ليس في مواجهة النظام السياسي ولكن في مواجهة المصريين الذين أسقطوا الإخوان حفاظًا على الهوية المصرية الجامعة،وهذا يتطلب المواجهة الفكرية قبل الأمنية بتغير الخطابات الدينية والتعليمية والإعلامية،فهذا تحدي يجب ان لا يغيب عن أذهاننا. هناك تحدي مع تركيا الاردوغانية بأحلامه بخلافته العثمانية،حيث إنه يعلم جيدًا أن مصر بتاريخها لن تسمح بتحقيق أطماعه،وهنا نرى هذا الاسبوع تحركات عسكرية في مواجهة جيش حفتر مما يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري على الحدود الغربية حيث إنها معبر الإرهاب،والأهم انه يستغل الانشغال ويسعى في أفريقيا خاصةً الصومال وأثيوبيا،وهنا لا ننسى قضية ومشكلة سد النهضة،تلك المشكلة التي تهدد حياة المصريين،فهى بالفعل قضية حياة أو موت، وبالرغم من التعامل الدبلوماسي المصري الذي لا يتدخل في شئون الغير ولكن يحمي مصالح الوطن، نجد أبي أحمد،وبتشجيع تركي أسرائيلي،يستغل الظروف ويُصعد التفتت ويتحدى القانون الدولي ويعلن ملئ سد النهضة في موسم الأمطار القادم واضعًا الوطن في مأزق لا نقبله ولا نرضى به،هذا التحدى وتلك المواجهة تتطلب الحكمة والحنكة ولكن كل شيء له حد وخاصةً ما يهم الوطن وأمنه واستقراره.
هذه التحديات وغيرها قائمة ويجب أن نعي خطورتها جيدًا، نعم هي تحديات كبيرة وتحتاج مواجهة مدروسة ومحسوبة خاصةً في ظل وباء سيطر وجدانيًا على البشر على اعتبار الخوف على الذات وحب الحياة شيء غريزي وطبيعي،ولكن هذا وذاك يتساويان في الأهمية والخطورة،هذا يعني بكل وضوح أن الوطن تحيط به الأزمات والتحديات والمواجهات ومصر وشعبها وشخصيتها الحضارية المصرية القابعة في الضمير الجمعي المصري والتي شكلت الهوية المصرية منذ الآف السنين تظهر جليًا عند الشدائد،وهذه طبيعة الجغرافيا وحكم التاريخ وقراءة الواقع، فإذا كان الانتماء للوطن يعني الأخذ المتبادل بين المنتمي والوطن،وهذا حق المنتمي وطبيعة الانتماء،ولكن عند الشدائد تكون سلامة الوطن وأمنه هو المقابل للمنتمي خوفًا على الوطن والمواطن. فلنجنب الخلافات التكتيكية ونتوحد ونتكاتف حول التحديات الاستراتيجية حتى يواجه الوطن التحديات ويخرج منتصرًا وطنًا لكل المصريين.