البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الجيش الليبي يكبد مرتزقة أردوغان خسائر فادحة.. حصيلة القتلى ترتفع إلى 145.. وعودة الجثث إلى سوريا

 أردوغان
أردوغان

تتوالى الخسائر فى صفوف المرتزقة السوريين الذين أرسلهم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لليبيا، ومع سقوط المزيد منهم يصل العدد إلى نحو ١٤٥ قتيلًا، بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان.

وكان المرصد السورى لحقوق الإنسان، وثق السبت ٢١ مارس مزيدًا من القتلى فى صفوف الفصائل الموالية لتركيا بمعارك ليبيا، على خلفية مقتل وجرح دفعات جديدة منهم فى معارك هناك، حيث وصلت نحو ١٤ جثة جديدة للمقاتلين إلى مناطق نفوذ الأتراك فى ريف حلب الشمالي.
وينحدر القتلى الجدد بحسب المصدر من تدمر وسلقين والبوكمال والباب، وبذلك بلغت حصيلة القتلى فى صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية فى ليبيا ١٤٣ مقاتلا، من فصائل «لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه».
ووفقًا لمصادر المرصد فإن القتلى قتلوا خلال الاشتباكات على محاور حى صلاح الدين جنوب طرابلس، ومحور الرملة قرب مطار طرابلس ومحور مشروع الهضبة، بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى فى ليبيا.
لكن مصدر عسكرى ليبى أكد أن الرقم الحقيقى للقتلى فى صفوف مرتزقة أردوغان أكثر ذلك بكثير، مشيرا إلى أن الرقم المعلن يعتمد على إحصائيات من داخل الأراضى السورية لمن لقوا مصرعهم فى ليبيا من عناصر الميليشيات الناشطة هناك، بينما هناك مرتزقة تم جلبهم إلى طرابلس من جنسيات غير سورية، أو تم تجنيدهم من دول الجوار الأفريقي.
وأضاف المصدر أن هناك إحصائيات تتحدث عن أكثر من ٢٧٠ قتيلا فى صفوف المرتزقة، منهم نحو ٨٠ لقوا مصرعهم فى محاور القتال بجنوب وشرق مدينة مصراتة.
كما أكدت شعبة الإعلام الحربى التابعة للقوات المسلحة الأربعاء الماضى، مقتل عدد من المرتزقة ومن أفراد ميليشيات حكومة الوفاق جراء استخدام الجيش لوحدات المدفعية فى قصف عدد من المواقع التى تأويهم فى عين زارة جنوب العاصمة طرابلس، وأضافت أن أغلب القتلى هم من مرتزقة أردوغان ومن وصفتهم بإرهابى داعش الذين كانوا قد فروا من بنغازى واتجهوا للعاصمة طرابلس.
وعلى صعيد متصل، أعلن مصدر ميدانى عن قيام مسلحى حكومة الوفاق المدعومين بمرتزقة أردوغان بشن هجوم فاشل على القوات المسلحة للجيش الوطنى الليبى فى محور عين زارة، لكن القوات الخاصة حماة أبوسليم تصدت للهجوم، وبنجاح نفذت هجوما مرتدا وتمركزت فى مواقع أكثر قوة استراتيجيًا. وبين عقيلة الصابر، عضو مكتب الإعلام فى غرفة عمليات أجدابيا، التابعة لعملية الكرامة، إنه «تم القضاء على ١١ من المرتزقة وعناصر المليشيات وإصابة أكثر من ٢٥ منهم وبينهم ٦ حالات حرجة».

وبحسب المراقبين يتلقى مرتزقة أردوغان فى ليبيا ضربات موجعة بشكل متكرر حيث تؤكد التطورات الميدانية عجزهم عن مواجهة الجيش الليبى الذى حقق تقدمات مهمة خلال الأيام الماضية. ويبدو أن مأزق أردوغان يتزايد وهو ما كشفت عنه خطوته الأخيرة بتخفيض رواتب المرتزقة السوريين فى ليبيا فى مشهد كشف بوضوح حالة الارتباك التى يعيشها النظام التركي. وكان المرصد السورى وثق فى وقت سابق تخفيض الجانب التركى رواتب المرتزقة السوريين الذين جرى تجنيدهم وإرسالهم للقتال فى ليبيا، وذلك بعد أن فاق تعداد المجندين الحد الذى وضعته تركيا وهو ٦٠٠٠ مقاتل، ورصد المرصد السورى خلال الفترة السابقة ارتفاع أعداد المجندين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس حتى الآن إلى نحو ٤٧٥٠ «مرتزق»، فى حين أن عدد المجندين الذى وصلوا المعسكرات التركية لتلقى التدريب بلغ نحو ١٩٠٠ مجند.
يشار أن تركيا تدفع للمرتزقة السوريين رواتب تصل إلى ٢٠٠٠ دولار لكل مقاتل شهريًا، حسب الأرقام التى قدمها المرصد السورى لحقوق الإنسان بسوريا فى وقت سابق.
وتأتى خطوة تخفيض رواتب المرتزقة السوريين بحسب المراقبون كمحاولة من أردوغان للخروج من المستنقع الليبى بأخف الأضرار الممكنة بعد اقتناعه بحجم الخطأ الذى ارتكبه بالدخول على خط الأزمة فى ليبيا والرهان على ميليشيات الوفاق. ويضيف المراقبون أن سياسة التخفيض فى رواتب المرتزقة تكشف سياسة النظام التركى الذين يستغل المقاتلين لأغراضه الفردية دون الاكتراث بمصيرهم.

وهو الأمر الذى يؤشر على أن أنقرة باتت عاجزة عن تحمّل أعباء سياسات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الفردية وغير المدروسة فيما يخص الملف الليبي، وما ترتب عن دعم ميليشيات الوفاق بمرتزقة سوريين، من إثقال لكاهل اقتصاد البلاد المتدهور منذ سنوات.
ومن المرجح أن تثير هذه الخطوة غضب المرتزقة السوريين، وربما الانسحاب من دعم ميليشيات الوفاق فى الأيام المقبلة، نظرا لأن الإغراءات المالية التى قدمها أردوغان هى الدافع الوحيد لقدوم هذه القوات إلى طرابلس، مما سيسهم فى مزيد هشاشة جبهة الميليشيات وسيعجّل بقرار الجيش الليبى الدخول إلى العاصمة الليبية طرابلس وتحريرها من الجماعات الإرهابية الخارجة عن القانون.