باحث: طهران تتهم واشنطن بنشر كورونا في العالم بحرب بيولوجية
قال أسامة الهتيمي، باحث في الشأن الإيراني، إن تفشي فيروس "كورونا" في إيران كان له انعكاسه السلبي الكبير على الأوضاع في إيران فعلى الرغم من محاولات النظام السياسي توظيف انتشار الوباء من الناحية السياسية حيث تحمل واشنطن مسئولية ظهور المرض من خلال شنها ما أسمته بالحرب البيولوجية ضد كل من الصين وإيران وتحميلها مسئولية إضعاف قدرات إيران في مواجهته نتيجة العقوبات الاقتصادية.
وأضاف الهتيمي في تصريحات ل"البوابة نيوز"، أن الأخبار والوقائع تؤكد أن إيران تعاني بالفعل من تداعيات خطيرة نتيجة تفشي المرض وصلت إلى حد إصابة العشرات من المسئولين والنخبة السياسية بل إن شائعات تتزايد قوتها يوما بعد يوم تتحدث عن إصابة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي نفسه بالمرض وأن هذه الإصابة هي ما ستمنعه ربما من القاء كلمته المعتادة مع بداية العام الفارسي الجديد.
وأكد أن تفشي الوباء أحدث حالة هلع وفزع انتابت الشعب الإيراني الذي فوجئ بعد عملية تعتيم شديدة نتيجة حرص النظام على إجراء الانتخابات البرلمانية في الواحد والعشرين من فبراير الماضي بعدد كبير من المصابين وعدم اتخاذ الاحتياطات الواجب اتخاذها عندما تم اكتشاف المرض وهو ما ساعد في انتشاره بدرجة خطيرة حتى أضحت إيران واحدة من أهم بؤر انتشاره وانتقاله للعالم.
وأشار إلى أنه مع فقدان الثقة الشعبية في النظام السياسي لم يعد الشعب يصدق كل ما يعلنه النظام من أرقام حول الإصابات والضحايا خاصة وأن ثمة تقارير كثيرة في الداخل والخارج تتحدث عن أن الاعداد أضعاف أضعاف ما تعلنه الجهات الحكومية.
وأوضح الهتيمي، أن تداعيات تفشي المرض كشفها ما اتخذته إيران من إجراءات لفرض قيود على التنقل بين 11 محافظة تقريبا فيما أشار البعض إلى أن الأمر مرجح للزيادة فضلا عما سبق ذلك من إغلاق للمزارات الدينية في كل من قم ومشهد وهي خطوة تمثل ضربة موجعة وقاسية للنظام الإيراني على المستوى الفكري والأيدلوجي وهو ما أثار حفيظة الكثيرين الذين اعتبروه إجراء خاطئ.
وقال الباحث، أن أوضاع النظام الإيراني دفعته إلى الإطلاق الاضطراري لسراح نحو 85 ألف سجين الذين تشير بعض التقارير إلى أنه ليس من بينهم سياسيون فيما يتحدث البعض عن اشتمالهم على بعض من يحسبون على التيار الإصلاحي غير أن الدلالة الأهم في ذلك هي أنه ليس مستبعدا أن تتخذ قرارات مع تزايد انتشار الفيروس بإطلاق سراح كل السياسيين المعتقلين ما سيكون له أثره في الحالة السياسية في الداخل الإيراني.
وأضاف، أن تاثير فيروس كورونا على إيران خارجيا في فرض المزيد من العزلة على إيران حيث قررت العديد من دول العالم وقف رحلاتها مع إيران أو استقبال قادمين منها خشية انتقال المزيد من المصابين إلى أراضيها بعد أن ثبت أن الكثيرين من المصابين في دول المنطقة والعالم قد أصيبوا بالمرض خلال رحلات لهم إلى إيران.