البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

على أنغام الكمان.. لوحات فاروق حسنى في قصر عائشة فهمي

البوابة نيوز

على أنغام آلة الكمان، افتتح الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق، معرضه الفنى في مجمع الفنون- قصر عائشة بالزمالك، وسط حضور جماهيرى كبير، ليستمر القصر في احتضان أعماله طوال شهر مارس الجارى.
حضر الافتتاح نُخبة من الفنانين والسياسيين والشخصيات العامة، من بينهم الدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والفنان إيهاب اللبان مدير قصر عائشة فهمى، والدكتور أشرف رضا رئيس المجلس المصرى للفنون التشكيلية، والفنان العالمى جورج البهجورى.
وحرص على الحضور كل من عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق، والدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق، والدكتور زاهى حواس عالم المصريات ووزير الآثار الأسبق.
كما حضر كل من الفنان حسين فهمى، والفنانة ليلى علوى، والفنانة إلهام شاهين، بالإضافة إلى المخرج المسرحى خالد جلال، ومن الإعلاميين حضرت كل من الإعلامية لميس الحديدى، والكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى، ورجل الأعمال نجيب ساويرس، كما حرص العديد من رؤساء الأحزاب على الحضور، إضافة إلى الحضور الجماهيرى اللافت.
وجاءت أهم مميزات هذا المعرض، أن كل شخصية ممن حضروا وشاهدوا اللوحات، كانت ترى وتُترجم الأعمال بطريقة وعين تختلف عن الأخرى، فكل زائر لهذا المعرض شاهد الأعمال بحواسه وخبراته ومعتقداته ونظرته للأشياء المُختلفة مع الكثير؛ لأن هذا هو طبع وحال «الفن التجريدى» الذى يحافظ ويهتم الفنان فاروق حسنى على تقديمه دائمًا، مُحاولًا إضافة بعض اللقطات عليه في كل معرض جديد له.
ويبدأ الفنان فاروق حسنى بالتعبير عما يثيره من خلال أعماله التجريدية، ويرسمها بيده وعينه التى رأت الأشياء المؤدية لهذه الإبداعات، ثم يترك العنان لكل زائر يُترجمها بوجهة نظره في حرية، فيخرج من العمل الواحد العديد من المعانى والتراجم التى قد يتفق أو يختلف عليها الجميع.
وبالرغم من اختلاف معنى الأعمال عند كل شخص، فإن ما يتفق عليه الجميع دائمًا هو براعة «باليتة الألوان» التى يستخدمها الفنان في مهارة وحس فنى شديد. 
تشكيليون وشخصيات عامة يؤكدون روعة أعمال رائد «مدرسة التجريد»
إيهاب اللبان: تجربته تشكل علامة في تاريخ الحركة التشكيلية المصرية.. وسيد هويدى: امتداد طبيعى لأسلوبه الرائع الذى بدأه منذ سنوات طويلة
في ظل اختلاف الوظائف والاتجاهات التى يهتم بها كل شخص عن الآخر من زوار معرض الفنان فاروق حسنى، اهتمت «البوابة» بمعرفة عدد من هذه الآراء ووجهات النظر المُختلفة، ليعيش القارئ لدقائق مع فكر ورؤى متعددة، ربما يتفق معها وقد يختلف معها، من خلال هذه السطور..
بدأت الرحلة عند الفنان إيهاب اللبان، مدير قصر الفنون، والذى قال: «فاروق حسنى فنان له باع طويل، وله تجربة معروفة ومشهورة تكاد تكون علامة في تاريخ الحركة التشكيلية المصرية».
وأضاف: للفنان معارض عديدة يفاجئنا بها في كل مرة من خلال تغيير ما يُقدمه، حتى على المستوى التجريدى، فنلحظ دائمًا أن هناك تغييرًا مُفاجئًا في كل مرة من خلال الإضافات الرمزية وبعض التغيرات والتحولات في أعماله التى تُضيف عليها البهاء الذى اعتدنا عليه في كل مرة بمعارضه.
وحول الإقبال الجماهيرى على افتتاح المعرض، قال «اللبان»: لا يجوز التعامل مع فنان بحجم فاروق حسنى في إطار واحد، فهو فنان ومُثقف كبير، وله في تاريخ الثقافة المصرية مشوار طويل جدًا، فبالتأكيد له من يُقدرونه، وهذا يتضح في الإقبال الجماهيرى الموجود بكل معارضه وحتى في معرضه الحالى بقصر عائشة فهمى.
وعلى الجانب السياسى، شارك وزير الخارجية الأسبق عمرو موسى برأيه، قائلًا: سعيد جدًا برؤية أعمال معرض فاروق حسنى بقصر عائشة فهمى، فالإبداعات المصرية والإنتاج في مُختلف نواحى الفن شىء مطلوب وأحب رؤيته.
وواصل «موسى» عن اهتمامه بالفن التشكيلى: «أحرص على حضور معارض كثيرة من هذا النوع»، وعن إسهامات فاروق حسنى الفنية، قال وزير الخارجية الأسبق: فاروق حسنى يُنتج إنتاجًا جيدًا يستحق أن نُحييه ونحضر معارضه، فكل ذلك جيد بالنسبة لمصر.
كما أدلى المخرج خالد جلال برأيه قائلًا: «منذ رؤية أعمال المعرض وأنا أردد قائلًا إننى لم آتى فقط للاستمتاع بالجانب الفنى عند الفنان فاروق حسنى، ولكن أحرص على المجىء للاستمتاع بالجانب الإنسانى أيضًا».
وتابع «جلال» قائلًا: «كم المحبة الموجودة عند كل الجمهور وزوار المعرض يكشف أن هذا الرجل محبوب ورجل مُبتكر ومُبدع».
وواصل: الناس تُحب فاروق حسنى ليس على المستوى الفنى فقط، ولكن على المستوى الإنسانى أيضًا، وذلك ما يجعل مختلف الأطياف والوظائف والفنانين والإعلاميين والصحفيين والموسيقيين وكل المجالات في حرص على متابعة الموعد الخاص بمعرض فاروق حسنى لزيارته.
وختم قائلًا: أحرص دائمًا على متابعة الحركة التشكيلية من خلال المعارض الفنية التى تقدمها طوال عمرى.
«معرض جميل ومتميز كعادة معارض الفنان فاروق حسنى».. هكذا بدأ وزير الثقافة الأسبق الدكتور شاكر عبد الحميد حديثه حول معرض فاروق حسنى، وواصل قائلًا: «أعتقد أنه يحاول أن يُضيف بعض الإضافات مثل التشخيص، والكولاج، وبعض التكوينات والتشكيلات والرؤى التجريدية الجديدة».
وتابع قائلًا: «كل هذه الإضافات التى يحرص عليها «حسنى» تدل على حيوية الفنان وعلى إبداعه الدائم».
ثم جاءت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى، وقالت: «الزحام الموجود يدل على أن لوحات الفنان فاروق حسنى تلقى قبول وصدى وتعاطف وإعجاب المطلعين عليها».
ثم تذكرت «الشوباشى» موقفًا لمعارض الفنان، وقالت: «دائمًا أستشهد بأنه مرة في باريس نظم فاروق حسنى أحد معارضه في متحف اللوفر، وكان عليه زحام كبير جدًا، وهناك لا توجد مجاملات ولا يعرفون أنه كان وزيرًا للثقافة، وكان الانبهار والإعجاب بفنه، وذلك اتضح على كل مراحل حياته، بأنه دائمًا ما يعطى الفن أولوية».
وتابعت الكاتبة الصحفية: «لذلك كان راعيًا للفن والقوى الناعمة، وكان في عهده يوجد ازدهار كبير جدًا، رغم كل التدفق الظلامى الذى أصابنا في إحدى الفترات وأن كل ما حولنا كان يُقال عنه حرام، حتى أننا نعيش حرام»، وختمت قائلة: «الحمد لله أنه صمد وانتصر وأنا سعيدة جدًا بمعرضه هذا».
وقال الفنان التشكيلى سيد هويدى: المعرض امتداد طبيعى لأسلوب فاروق حسنى الذى بدأه منذ سنوات طويلة وظل عليه وهو «التجريد».
ثم بدأ شرح ووصف هذه المدرسة الفنية، قائلًا: «التجريد مدرسة فنية ليست لها شعبية بشكل كبير في مصر، لدرجة أن بعض الجمهور يتهم الفنان في فنيته وقولهم بأن ذلك «شخبطة»، وأنه ليس بفن، لأن الجمهور لديه ذائقة، ويرى أن الفن في الدراما والحدث التاريخى والسرد والوصف والفوتوغرافيا، فهى ذائقة تتعلق بالفن المقروء وليس الفن ذو المواصفات البصرية».
وتابع هويدى: «اللغة البصرية للفن هى خط ولون ومساحة، وعند تطبيقها على فن فاروق حسنى سيصبح فنا، لأن اللغة البصرية في القرن العشرين هى لغة تتعلق باللغة الأساسية للفن التشكيلى، بدليل أن الفن التشكيلى بدأ مع بداية القرن العشرين بأنه الفن الجميل، ثم تغير المصطلح إلى الفن التشكيلى باتساع الفروع الفنية المختلفة، عندما أضيفت فروع فنية مختلفة مع القرن العشرين، وبعد ذلك مع انتهاء القرن العشرين ينتهى الفن التشكيلى بأن يصبح اسمه «الفن البصرى».
«إذا قلنا حاليًا الفن التشكيلى لا يفهمنا العالم» هكذا أكد سيد هويدى على شمولية مصطلح الفن البصرى، وواصل قائلًا: «يجب استخدام مصطلح الفن البصرى، لأن به اتساع لدائرة الفروع الفنية المختلفة التى دخلت على الفن التشكيلى، مثل فن الفيديو، وفن مفاهيم الأشكال والرسم، فكثير من الفروع الفنية أضيفت إلى الفن التشكيلى بحيث اتسع المصطلح ليصبح الفن البصرى».
وأضاف: «يوجد أيضًا بعض الناس وأنا من بينهم ممن كتبوا أن أعمال فاروق حسنى تتماثل مع فنانين عالميين، مثل الفنان الإسبانى أنطونيو تابيوس، فيوجد بين أعمالهم تشابه كبير، وبالطبع هذا الفنان الإسبانى يسبقه في العمر، وأيضًا الفنان الإسبانى جوزى، فهم فنانون أعمالهم تتشابه إلى حد كبير جدًا مع أعمال الفنان فاروق حسنى».
وفى سرده لما حدث بعد هذا التعليق، رد فاروق حسنى قائلًا: «إن التجريد بشكل عام يتشابه، فالتجريد في مصر يمثل أزمة تتعلق بالذائقة بشكل عام».
ثم وجه الفنان التشكيلى عتابًا إلى الفنان فاروق حسنى، وقال: «الحقيقة أن هذه الأزمة لم تحل، ووزير الثقافة كان على مدى فترته التى استمرت ٢٣ سنة من عمر الوزارة، لم يسهم بأن يكون التجريد أحد المدارس الفنية التى تتقبلها الذائقة في مصر، فهو لم يفعل مجهودا في ذلك، فكل من قدم لهم معارضه خلال فترته كانوا من الأجانب، ولم يختر ناقد مصرى وحيد يكتب له كتالوج معرضه، فهو لم يسهم في وجود التجريد باعتباره رأس السلطة الثقافية في مصر على مدى ٢٣ سنة، بأن يسهم في أن تتقبل الذائقة الفنية التجريد».
وواصل قائلًا: «ذلك سيئ لأنه مع القرن العشرين ومع الانطباعية كمدرسة حديثة، بدأت في الربع الأخير من القرن التاسع عشر لتستمر في القرن العشرين، وبداية الفن التجريدى في هذا القرن، جعل الذائقة الفنية عند الناس والفنانين تتجه إلى الفن المعاصر، وهو اللغة البصرية أى الخط واللون والمساحة، فذلك فن معاصر وضرورى أن تكون المعاصرة من العناصر الأساسية للفن».
وختم هويدى بشرح عناصر الفن قائلًا: «الفن يعتمد على ثلاثة عناصر أساسية لوجوده، وهى البيئة التى خرج منها، والتراث الذى يعتمد عليه، والمعاصرة، وهى أهم العناصر على الإطلاق».