البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

مؤسس "العالم يحتاج إلى أم" في حوار لـ"البوابة نيوز": إنجيلا ميركل دليل على إجادة المرأة للقيادة القوية.. جيني كارستز: دربنا نحو مليون أب حول العالم ونطمح في الوصول لـ50 مليونا

البوابة نيوز

قالت جينى كارستز، مؤسس مشارك في حملة «العالم يحتاج إلى أم»، في حوار لـ"البوابة نيوز": إن المرأة عليها دور كبير خاصة فيما يتعلق بالأسرة والمجتمع بعد ذلك، وأضافت أن مشاركة الزوجات للفكر والوعى الذى يصل إليه الزوج من شأنه أن يتم رسالتنا.


من هى جينى كارستز؟ وما الدور الذى تقدمه حملة «العالم يحتاج إلى أم»؟

- أنا واحدة من المواطنات الجنوب أفريقيات، ارتبطت بـ«كارسي»، وكنت في بداية الأمر ممرضة ومعنية بتنمية المجتمع في دول مختلفة، وجاءتنى الفكرة نتيجة لشغفى بتمكين القيادات النسائية من التأثير في المجتمع وممارسة دورهن في بناء أسرة أشبه بجنة على الأرض وهو شعار حملة زوجي.

انتظرت ٣ سنوات على انطلاق «العالم يحتاج إلى أب» كى أكون طرفًا فاعلًا في تدريب المرأة، فمرافقتى لزوجى خلال التدريب بالدول المختلفة وجدت بعض السيدات اللائى شاركن مع أزواجهن يرغبن في معرفة ما يمكنهن فعله كى يكون للتدريب الذى حظى به رجالهن أكثر فاعلية وتأثيرًا في تكوين أسرة صحية.

فمشاركة الزوجات للفكر والوعى الذى يصل إليه الزوج من شأنه أن يتم رسالتنا التى نطمح في أن تكون حاضرة، فقد أدركت أن نوع التدريب والوعى لن يكتمل دون وعى حقيقى للزوجة ولن يكون هناك تأثير دون إدراك منها للدور المهم الذى يقدمه الزوج وأن تعمل على مساعدته بناء على إلمام بدورها هى الأخرى، فقد رأيت عائلات كثيرة تعانى من مشكلات تتفاقم وإذا لم تقم الزوجة بدورها والمساعدة فسيضيع ما يقوم به الزوج من مجهود، لذا ألفت مادة لتدريب الزوجات حول أهمية الفهم والتفاعل مع نفس المادة التى تعطى للأزواج.

كيف تصلين إلى ما تطمحين إليه من تدريبات؟

- أقوم بتفسير دور الأب المهم وكيف يكون التأثير إيجابيًا لصالح الأسرة، ففى بعض الجوانب الزوجة تستطيع التعرف على أن قيادة الزوج في بعض المساحات تحقق تأثيرًا إيجابيًا على صالح الأسرة، وكيف يمكن للمرأة أن تكمل هذا الدور بحساسيتها ومشاعرها ودمجها مع تفاعل الرجل، لذا خصصت جزءا لقيام الأم بدورها كأم وكزوجة، ووضع الضوء الواضح بين دورها ودور الزوج لتنمية الأسرة بصورة صحية، وجزء تنمية التفاهم والعلاقة بين الزوجين الهدف هو الوصول بيت أشبه بجنة على الأرض قائم على التفاهم والسعادة وشعور الأطفال بأنهم في عائلة صحية، كما أن دورى تمكين المرأة بأن تكون زوجة وأمًا كما ينبغي، كما أن هناك تخصيصا لجزئيات تتعلق بالمرأة التى تمارس دورها منفردة نتيجة لظروف اجتماعية.

ما التحديات التى واجهتكم؟

- أول تحد كان «نفسي»، وذلك لرغبتى في التحدي، وكيف أصبح مدربة؟ وكيف أتطور؟، وقد أدركت بالإحصائيات أن الزوجات اللاتى يرعين أبنائهن في ظل غياب الزوج كثيرات، وأن على دور في مساعدتهن بطريقة فعالة في القيام بدورهن في عملية تعويضية.

ماذا عن نظرة الجماعات المتطرفة للمرأة؟

بعض الحركات المتطرفة، لديها فكرة تقوم على الرغبة في تعزيز دور المرأة بشكل يؤدى إلى الانفصال، كما يقمن بنشر وعى منافٍ للحقيقة التى تقول بأن الأمومة الحقيقية مليئة بالتضحية ويجب أن تكون تلك التضحيات عفوية وفطرية، فالأم الحقيقية هى أن التى تقدم الصالح لأبنائها، فالمشكلات التى تواجه الناس حاليا هو الانشغال في سوق العمل وأدى إلى إهمال الأطفال، فالأم حاليا تريد إثبات نفسها ما أدى إلى افتقار وجود الأب والأم معًا، ومن هنا الأفضل ربما عدم الإنجاب. نحن نؤكد على أهمية الإدراك لدى الأم بأن عليها تضحية للأولاد الأمر الذى ينتج عنه عائلة سعيدة وصحية، مما يحصد نتيجة فعالة من أطفال أسوياء في الفكر والمشاعر.

ما الموضعات التى تناولتها في برنامج تدريب الواعظات والراهبات الذى شاركت فيه بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة؟

- هناك الكثير الذى رغبت في تقديمه لكن عامل الوقت لم يسعفنى، فاقتصرت على إلقاء أربع محاضرات فقط، ولمست الرغبة في المعرفة والتغيير لدى هؤلاء النسوة مما أعطانى أملا، فالمرأة دورها القيادى في مجال البيت والمجتمع مهم، وواحدة من المحاضرات ركزت الحديث عن المواقع الإباحية وكيفية مساعدة المراهقين في التناول بصورة صحية.

ماذا عن ظاهرة استغلال المرأة؟

- واحدة من التدريبات التى يقدمها زوجى هو الرجولة الحقيقية، وأن الرجل الحقيقى الذى يحترم المرأة، وأن واحدة من التأثيرات هو معرفة الرجل بأن المرأة جزء من كيانه الحقيقي، ووفق الإحصائيات مشاهدة المواقع الإباحية في سن العشرين، فهناك علاقة وثيقة بين تلك ظاهرة التحرش والعنف والتطرف ضد المرأة، ولما المراهقون في هذه السن يكون لديهم تأثير كبير على التحرش، لأن المواقع الإباحية بطريقة كبيرة تسلب الإنسان قيمته وآدميته، وجزء منها نظرته للمرأة التى تتحول من كائن يشعر إلى مجرد أداة، وهذه تأثير سلبى ويؤثر على الثقافة المجتمعية والشباب.

هناك تعنت في تولى المرأة للمناصب القيادية.. فما تعليقك؟

هذا الأمر مؤسف للغاية، فكثير من النساء يعانين معاناة شديدة من هذا الأمر المحبط، فأوقات كثيرة أشاهد في جنوب أفريقيا مثل هذه الممارسات وأحزن لرؤيتها، فالمعيار يجب أن يكون قائمًا على أنه متى توافرت الإمكانات والمهارات التى تتفوق فيها المرأة لا بد أن يجعلها في المكانة التى تستحقها دون تفرقة، والمثل الرائع على إجادة المرأة هى المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل التى تقدم قيادة قوية، لكن مازلت أرغب في التأكيد على أنه يجب تركيز على مساعدة المرأة في دورها داخل الأسرة أولًا، وهناك محاولات كثيرة لتعزيز دور المرأة لكن أفضل الاستثمار في مجال الأسرة كى أصل لأسرة أشبه بالجنة من خلال تدريبها بشكل صحي.

كم يبلغ عدد المتدربات في الحملة؟

- هناك نحو ألفى امرأة دربت على مدى السنوات الخمس الماضية، فنوعية التدريب تعتمد على التأثير بشكل مباشر على أن تكون المتدربة عنصرًا فعالًا ومؤثرًا على أخريات، وأن يكن قادرات على الانطلاق في مجال أوسع، وقد نجحت في الانتشار في نحو ٤٩ دولة مختلفة، ولدى كتيب ترجم لخمسين لغة مختلفة.

ماذا عن المعوقات؟

- ليس هناك معوقات، بل ينقصنا أمور تتعلق بالاحتياج للوقت لإيصال الفكرة بشكل أكثر شمولية، نحتاج لنحو ٢٠ ساعة لتدريب متكامل، وهو ما نفتقره بسبب تقنيات تتمثل في الترجمة للغة العربية والرغبة في توفير محتوى مدمج يحتوى على تلك اللغة.