البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"البوابة نيوز" تنفرد بأول حوار مع زوجة ونجل المقاول ضحية"مذبحة حدائق الأهرام".. بشار: "والدي كان ناوى يترشح في مجلس النواب وفاتح بيوت ومش مديون لحد"

البوابة نيوز

"كان ناوى يترشح في مجلس النواب، وفاتح بيوت، وأراضيه كتير، ومش مديون لحد"، بتلك الكلمات بدأت أسرة مقاول حدائق الأهرام حديثها عن كواليس اللحظات الأخيرة في حياة المقاول، ابن محافظة قنا بصعيد مصر، والذى تم العثور على جثته وطفلته في منور العقار، وجثة زوجته في البلكونة، في واقعة أثارت الرأى العام.
انفردت "البوابة" بأول حوار مع زوجة المقاول الأولى (ابنة عمه) ومع نجله، ونقلت كواليس اللحظات الأخيرة في حياة المقاول، وسر المشوار الأخير إلى المنصورة، وما حدث بينه وبين نجله ليلة الجريمة، وسر مكالمته الأخيرة مع نجل عمه.

في البداية، تقول الزوجة إنها تفاجأت باتصال هاتفي ليلة الجريمة من والد زوجها المقاول، يخبرها بمصرع نجله وطفلته وزوجته الثانية في شقتهم بحدائق الأهرام، ولم تعد تصدق حتى الآن بأنه قد أقدم على الانتحار بعد قتلهم، لأن المقاول بطبعه كان إنسانا متفائلا مبهجا وينشر البهجة على كل المحيطين به.
وقالت إن زوجها اعتاد دائما أن يقوم بأخذها هي وأطفالها الأربعة للتنزه يوم كل اسبوع، وفي تلك الخروجة الأسبوعية كان ينفق الكثير من الأموال، نظرا لاختياره دائما للأماكن التنزه باهظة الثمن.
اما عن كواليس ما حدث يوم الواقعة، فقد أوضحت انه يوم اكتشاف الجريمة، أخبرها أنه متوجه إلى المنصورة من أجل أخذ مبالغ مالية من شركائه هناك، وهو في حالة طبيعية ولم تكن تتضح عليه أية معالم تشير بأنه حزين ومكتئب، حيث خرج من منزله يضحك ومبتسم، وقد أخبرني بأنه بعد أن يعود من ذلك المشوار سوف يأخذهم للتنزه.
وأشارت إلى أن أغلب إقامته كانت عندها في المرج، وكان بين الحين والآخر يذهب إلى زوجته الثانية في منطقة حدائق الاهرام؛ والتي تزوج منها منذ نحو عامين فقط.

أما عن نجله الوحيد من زوجته الأولى ويدعى "بشار" فقد كان شاهدًا على الفصل الأخير في حياة والده، وقد روى كواليس ما حدث في اللحظات الأخيرة واكتشافه الجريمة، حيث أكد أن البداية كانت عندما طلب منه والده أن يتوجه معه يوم السبت إلى مدينة المنصورة، من أجل إحضار مبالغ مالية من هناك، وبالفعل توجه معه إلى هناك عصرا، وهناك أعطاه "شنط" وطلب منه ان يضعها داخل السيارة، وكانت رحلة العودة تضم كلا من زوجته الثانية وطفلته ونجل زوجته بالإضافة إلى بشار والمقاول الأب، وأثناء رجوعهم في الطريق طلب من "بشار" أن يقوم بتشغيل الأغانى، وأخذ يردد مع الأغانى هو وزوجته الثانية طوال الطريق، وكان فرحًا ومسرورًا بصورة غير طبيعية.
وتابع "بشار":"عندما وصلنا امام العقار بحدائق الأهرام، صعد هو وزوجته والأطفال إلى الشقة بالأعلى، وطلب منى أن أصعد معهم، ولكننى رفضت وظللت بداخل السيارة، بعدما ساعدتهم بإدخال بالشنط التى أحضرناها من المنصورة إلى داخل الشقة، ولم أكن أعرف ما بداخل تلك الشنط، ولكنها كانت تشبه شنط الملابس، وأنتظرته أسفل العقار داخل سيارتى، ورفضت أن أظل معهم بداخل الشقة، وكنت كل نحو ربع ساعة أو عشر دقائق أقوم بالاتصال به حتى يخرج لنذهب إلى منزلنا الآخر في المرج حيث منزل والدتى " الزوجة الأولى"، ولكنه كان يخبرنى بأنه سيخرج ولن يتأخر عنى، وكان يصيبنى الملل احيانًا من الانتظار، فأقوم بالتجول في شوارع حدائق الأهرام، وبعد دقائق، هاتفنى وقال لى " اطلع يا بشار عشان تاكل معانا، جبنا أكل"، فرفضت وقولت له " لا يا بابا، أنا منتظرك تحت"، وكان ذلك في نحو الساعة الواحدة صباحًا.
وتابع: "عندما رفضت أن أصعد حتى أكل معهم، قالى لى " خلاص يا بشار، خد فلوس"، وقولت له في البداية " لا يا بابا، مش عايز فلوس"، ولكنه قام بإلقاء 200 جنيه لى من البلكونة، وبالفعل أخذتها وقمت بشراء أكل، وظللت أنتظرته بداخل السيارة، وأتصلت به، فأخبرنى بأنه سيخرج، وبعدها طلبت منه في الهاتف أن أدخل حمام الشقة، وصعدت ودخلت الحمام، وخرجت من الشقة وأنتظرته بالخارج داخل السيارة، وأخبرنى بأن هناك شخص يدعى "عم أحمد"، وهو شريكه في شغل المقاولات، سوف يأتى حتى يأخذ هو المبلغ المالى ويتوجه به معى إلى المرج، وبعد دقائق جاء بالفعل " عم أحمد"، واتصلت مرة أخري بوالدى، وقولت له " عم أحمد جه يا بابا، يلا هات الحاجة وتعالى"، فضحت وقالى لى " حاضر، جاى"، وبعدها عاودت الأتصال به 3 مرات متتالية، فلم يجب على هاتفى، وفى المرة الرابعة اكتشفت ان هاتفه قد أصبح مغلقًا.
أصابنى القلق، فصعدت على الفور إلى الشقة بالطابق الرابع، وأخذ الطرق الباب، فلم يجبنى أحد، هاتف والدى مغلق، وهاتف نجل زوجته " الطفل أدهم"، يعطى جرس ولكنه لا يجيب، واستمريت في الطرق على الباب، حتى كاد أن ينكسر من شدة الطرق عليه وكان معى " عم أحمد"، وعندما أصابنا الإحباط من عدم استجابة والدى وعدم رده علينا، اتفقنا نحن الثلاثة أن نغادر ونأتى له في الصباح، ولكن كان هناك شيئًا ما يقلقنى.

وعندما وصلنا إلى المرج، تفاجأت بأن نجل زوجة والدى، وهو الطفل الناجى من الحادث، يهاتفنى من تليفون والدته، ودار بيننا الحوار التالى:

الطفل الناجى " أدهم": ايه يا بشار، هو بابا معاك 
بشار: لا، انا سايبه عندك 
أدهم: لا مفيش حد هنا، طيب ماما معاك ؟ 
بشار: لا يا ابنى، انا سايبهم عندك 
أدهم: لا مفيش حد هنا خالص، استنى يا بشار، الحق، انا لقيت ماما واقعة في البكلونة
بشار: ازاى، طب فوقها يا ابنى 
أدهم: مش راضية ترد عليا 
بشار: طيب ما تحط ليها برفيوم أو أى حاجة، اتصرف.
في تلك اللحظة، أصابنى القلق والخوف الشديد من أن يكون قد أصاب والدى مكروها، فقمت على الفور بالاتصال بـ " عمى أحمد"، وأخبرته بما دار بيني وبين الطفل أدهم، فقام بالاتصال بعمي الآخر " كرم"، وعندما ذهب عمى كرم إلى الشقة، أتصل بي بعدها وأخبرنى أنهم وجدوا الجثث ملقاة وأن والدي توفى، وعدنا مرة أخرى إلى حدائق الأهرام سريعًا، لنكتشف الفاجعة الكبرى، جثة والدى وطفلته في المنور، وجثة زوجته في البلكونة ولا يوجد بها أى اثار ضرب، كما وجدنا أقارب زوجة والدى هناك في حدائق الأهرام قد وصلوا.
وبدموع الحسرة والاشتياق لوالده قال بشار" أنا مش مصدق ان بابا يعمل كده في نفسه، مستحيل، كان كويس ومفيهوش أى حاجة وبيضحك، انا طلبت منه يجيبلى موتوسيكل، جابلى عربية بـ 800 ألف جنيه"، ونفى الأبن الوحيد أن يكون والده مديون لدى أحد بمبالغ مالية، مشيرًا إلى أنهم ميسورو الحال".
ونفي أحمد الهوارى نجل عم الضحية ما تردد حول ان المقاول مدان بمبلغ كبير لأشخاص، قائلا " محدش جالنا ولا طالبنا بفلوس نهائيا، واحنا تفاجأنا بالكلام دا"، مشيرا إلى أن المقاول كان ميسور الحال جدا، ولديه الكثير من العقارات والأراضي كبيرة المساحة والتي تقدر بالملايين، كما أنه كان ينتوى الترشح فيما بعد لمجلس النواب، قائلًا " كان بيدور على الناس يجيب منها فلوس، مش الناس اللى بتدور عليه".

وأوضح الهوارى، بأنه قبل الواقعة بيوم واحد، كان نجل عمه المقاول، يجلس معه وقال له " هقولك على سر، أنا ليا فلوس عند نسايبي في المنصورة ورايح بكرة اجيبها منهم".
وكانت النيابة العامة بجنوب الجيزة، قد استعجلت تقرير الطب الشرعي الخاص بجثث مذبحة حدائق الأهرام، التي راح ضحيتها مقاول وزوجته وطفلته الرضيعة، كما طالبت التحريات التكميلية حول الحادث.
وتسلمت النيابة العامة التحريات الأولية التي أجرتها الأجهزة الأمنية حول الحادث، كما أمرت بتشريح الجثث لبيان سبب الوفاة، والتصريح بدفنهم عقب الانتهاء من ذلك، وقد تبين من خلال المعاينة والمناظرة، أن هناك آثار خنق حول رقبة الزوجة، وكسر في الجمجمة للزوج وابنته الرضيعة.
وكشفت تحقيقات النيابة أن بلاغًا ورد من بعض الأهالي لضباط مباحث قسم شرطة الهرم يفيد بالعثور على جثث أسرة بأكملها مقتولة داخل شقتهم، على الفور تم تشكيل قوة من مباحث القسم، وبالانتقال تبين وجود جثة أب ورضيعته ملقتين بمنور الشقة، كما تبين وجود الزوجة ملقاة في الصالة، وجار اتخاذ اللازم لكشف ملابسات الحادث.