البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"كورونا" في الطريق.. فهل نحن على أتم الاستعداد؟


شهدت دول العالم خلال الأيام الماضية حالة من الترقب والقلق بسبب ظهور فيروس "كورونا" مؤخرًا في مقاطعة "ووهان" الصينية، والذي بدوره تسبب في وفاة ما يقرب من 350 شخصًا داخل الصين حسبما أكدت السلطات المحلية، بالإضافة إلى اتساع انتشاره خارج البلاد حتى وصل لبعض البلاد المجاورة، الأمر الذي يؤكد خطورته على مستوى العالم.

 

وبحسب وسائل الإعلام العالمية، فإن خطورة ذلك الفيروس تتمثل في سرعته الفائقة بالانتشار من داخل المدن الصينية، إلى الدول المجاورة، ليتخطى خطورة "سارس" الذي ظهر منذ ما يقرب من 15 عامًا، مما يعني أن العالم بأكمله في حالة حرب جديدة مع مرض قد يكون الأشد فتكًا بالحياة البشرية في حالة واصل انتشاره، الأمر الأشبه بأفلام هيوليوود الخيالية، التي جسدت الفيروسات في صورة كائنات متوحشة تهدد البشرية، إلا أن هذا الأمر أصبح حقيقة على أرض الواقع. 

 

والسؤال هنا الذي يطرح نفسه: هل مصر في مأمن من "كورونا"، وكيف استعدت وزارة الصحة لمواجهة ذلك الفيروس اللعين، خاصة بعد عودة المصريين المقيمين بالصين إلى وطنهم، وما مدى جاهزية المحاجر الصحية بالقدر الكافي لاستقبالهم وتقديم كل ما هو ضروري لمواجهته والحد من انتشاره داخل المدن المصرية.

 

للإجابة على تلك التساؤلات، سنعود للوراء منذ سنوات قليلة لنتذكر ظهور فيروس أنفلونزا الطيور في العالم، وحيئنذ تحركت جميع وزارات الصحة في جميع الدول فيما عدا وزارة الصحة المصرية التي تباطأت في اتخاذ إجراءاتها اللازمة لمواجهة ذلك الفيروس، مما تسبب في ظهور حالات إصابة في بعض المدن والمحافظات، وأدخل الدولة حيئنذ في دوامة خسائر كبيرة كان يمكن تفاديها لولا التباطؤ في اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.

 

لكن فيما يبدو أن وزارة الصحة وعت الدرس جيدا هذه المرة وسارعت باتخاذ إجراءاتها اللازمة بمجرد إعلان منظمة الصحة العالمية ظهور "كورونا" في الصين، من خلال إصدار بيان لإعلان رفع حالة الطوارئ، بالإضافة إلى قيامها بتجهيز المطارات بوحدات الكشف للمسافرين العائدين من الصين؛ وكذلك المحاجر الصحية التي أعدت بكافة المستلزمات الطبية اللازمة؛ ولعل حرص وزيرة الصحة هالة زايد على التواجد بنفسها في المحجر الصحي بمدينة العلمين لمتابعة إجراءات استقبال المصريين العائدين من الصين أبلغ دليل أن "الصحة" وعت الدرس بشكل جيد، فمصر مثلها مثل باقي دول العالم ليست في مأمن من ظهور "كورونا" بها، فكل الاحتمالات الواردة مثل أنفلونزا الطيور التي لم تكن في الحسبان إلا أنها دخلت مصر فيما مضى.

 

ولكن لنكون منصفين، فإن "الصحة" لن تستطيع بمفردها تحمل مسئولية مواجهة "كورونا"، فلابد من تكاتف كافة أجهزة ومؤسسات الدولة المختلفة؛ بدءا من دور الإعلام في توعية المواطنين بخطورته وتقديم الإرشادات الواجب اتباعها في حالة الاشتباه بالإصابة؛ مرورًا بدور "الزراعة" في تحصين الدواجن والمواشي التي قد تكون مصدرًا لنقل العدوى، وكذلك الحرص على سلامة المنتجات الغذائية، ولا نغفل دور وزارة البيئة في تقديم يد العون من خلال استئصال كافة مصادر التلوث التي قد تكون نواة لظهور الأوبئة وفي مقدمتها "كورونا".

 

ومما لاشك فيه فإن الكل على قلب رجل واحد، متخذين كافة الاستعدادات اللازمة لمواجهة "كورونا"؛ وفي مقدمتها وزارة الصحة، التي هى أمام تحد من العيار الثقيل قادرة على تجاوزه والخروج بمصر إلى بر الأمان.