البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

محمد مأمون الشناوي.. الإمام الثائر

محمد مأمون الشناوي
محمد مأمون الشناوي

تحل، اليوم السبت، 18 من يناير لعام 2020، الذكرى الـ 72 على تولي فضيلة الإمام الراحل محمد مأمون الشناوي، مشيخة الأزهر الشريف، ليكون بذلك الشيخ السابع والثلاثين للأزهر،  خلفًا للشيخ مصطفى عبد الرازق،  وذلك في مثل هذا اليوم من العام 1948 وحتى رحيله عام 1950. 
ولد "الشناوي"، في الـ10 من أغسطس عام 1878م بمدينة الزرقا التابعة لمحافظة الدقهلية سابقًا وتتبع حاليًا محافظة دمياط، حيث أتم حفظ القرآن في سن الثانية عشرة، وتلقى تعليمه في رحاب الأزهر الشريف، وتتلمذ على يد الشيخ جمال الدين الأفغانى، والإمام محمد عبده، والإمام محمد أبو الفضل الجيزاوي، ونال نال شهادة العالمية سنة 1906.
عمل الإمام الراحل بالتدريس بمعهد الإسكندرية الديني حتى سنة 1917، ثم عين قاضيا شرعيًا لما ذاع صيته العلمي والخلقي، واختاره المسئولون إمامًا للسراي الملكية بعد صدور قانون تنظيم الأزهر سنة 1930، ثم عين عميدًا لكلية الشريعة ثم عضوًا في جماعة كبار العلماء سنة 1934، ثم وكيلًا للأزهر مع رياسته للجنة الفتوى سنة 1944، قبل أن يتولى شياخة الأزهر عقب وفاة الإمام مصطفى عبد الرازق.
عمل الشيخ على التوسيع من دائرة البعثات للعالم الإسلامي، وأرسل النوابغ لإنجلترا لتعلم اللغة الإنجليزية توطئة لإيفادهم إلى البلاد الإسلامية التي تتخاطب بالإنجليزية، كما أفسح المجال أمام الوافدين إلى الأزهر من طلاب البعوث ويسر لهم الإقامة والدراسة وزاد عددهم عن ألفي وافد.
اختط الإمام الراحل للأزهر خطة تضمن تغطية المعاهد الدينية الأزهرية لعواصم الأقاليم، حيث افتتحت في عهده خمسة معاهد جديدة، ووصل إلى اتفاق مع وزارة المعارف ليكون الدين الإسلامي مادة أساسية بالمدارس العمومية، على أن يتولى تدريسها خريجو الأزهر.
لعب الشيخ السابع والثلاثين للأزهر دورًا بارزًا في الحركة الوطنية وثورة 1919، فكان له دور قوى أثناء الثورة من حيث تذكية الروح الوطنية عن طريق خطبه ولسانه.
يعرف الإمام الراحل بصفات منها أنه كريم الأخلاق، نبيل النفس، جليل السمات، رائع المنظر في جلالة وهيبة، صالحًا، ورعًا، تَقِيًّا، ذا شخصيَّة قوية، يتمسك بالحق ويُضَحِّى في سبيله بكل ما يملك، وكان موضع الحب من الجميع يُجِلُّونه ويحترمونه، وكان عالمًا كبيرًا، واسع الثقافة، غزير العلم، يرجع إليه الجميع فيما أشكل عليهم من دقائق العلوم.
توفى الشيخ محمد الشناوي سنة 1950، ومنح اسمه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفي للأزهر.