البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

سر ظاهرة أضواء الزلازل الغامضة

البوابة نيوز

عندما يضرب زلزال قوي أي مدينة يظهر ضوء أزرق وأخضر مصاحب له في السماء، وهذا الضوء الذي التقطته بعض الكاميرات أثناء حدوث زلزال في بعض الدول أثار حيرة العلماء واعتبروه ظاهرة غامضة، كما حدث في زلزال المكسيك الذي بلغت قوته 8.1 درجة في عام 2017، ظهرت صور غريبة عن أضواء زرقاء وخضراء في السماء مصاحبة للزلازل ومثل البرق الكوري، وحيرت تلك الظاهرة العلماء لمئات السنين.
وظهرت الكثير من النظريات والمعتقدات التي تربط بين تلك الأضواء والأجسام الغريبة، حيث قال فريدمان فروند، أستاذ مساعد في الفيزياء بجامعة ولاية سان خوسيه وباحث كبير لوكالة ناسا، في مقابلة له مع "National Geographic" أن تلك الأضواء تأخذ العديد من الأشكال والألوان المختلفة، ودرس فروند وزملاؤه 65 رواية عن هذه الأضواء التي يعود تاريخها إلى 1600، ونشروا نتائجهم في رسائل أبحاث الزلازل في عام 2014.
وكانت كرة أرجوانية زاهية من الضوء على طول نهر سانت لورانس في كيبيك، في 12 نوفمبر عام 1988، قبل 11 يومًا من حدوث زلزال قوي، وفي بيسكو "البيرو" ظهرت الأضواء عبارة عن ومضات ساطعة أضاءت السماء، وتم التقاطها بواسطة كاميرات المراقبة قبل وقوع زلزال بلغت قوته 8.0 درجة في عام 2007، وقبل زلزال عام 2009 في لاكويلا بإيطاليا، شوهدت ألسنة من الضوء طولها نحو 4 بوصات، تتلألأ فوق طريق حجري.
واختلف علماء الجيوفيزياء عن سبب حدوث ظاهرة أضواء الزلازل واعتقادهم بأن التقارير الفردية التي تفيد بحدوث أضواء غير عادية بالقرب من مركز الزلزال تمثل في الواقع ظاهرة أضواء الزلازل أو EQL.
وعند تحليل 65 حادثة لضوء الزلازل لأنماط في دراسة عام 2014، خلص فروند وزملاؤه إلى أن الأضواء قد تكون ناتجة عن الشحنات الكهربائية التي يتم تنشيطها في أنواع معينة من الصخور أثناء النشاط الزلزالي (كما لو كنت قد قمت بتشغيل بطارية في قشرة الأرض مثلًا).
وفي اعتقاد أخر للعلماء بأن صخور البازلت والجابرو لها عيوب صغيرة في بلوراتها يمكن أن تطلق الشحنات الكهربائية في الهواء، ويقدر العلماء أن الظروف التي تتناسب مع وجود الأضواء موجودة في أقل من 0.5% من الزلازل في جميع أنحاء العالم وهو ما يفسر ندرتها نسبيًا، كما لاحظوا أن أضواء الزلازل تظهر بشكل شائع قبل الزلازل أو خلال حدوثها وليس بعد ذلك.
واقترحت دراسة سابقة أن الضغط التكتوني قد خلق تأثيرًا يُسمى كهرضغطية، حيث تنتج الصخور الحاملة للكوارتز مجالات كهربائية قوية عند ضغطها بطريقة معينة ولكن أحد التعقيدات في دراسة أضواء الزلازل هي أنها غير متوقعة وقصيرة الأجل وفي محاولة للتغلب على ذلك حاول بعض العلماء إنشاء تلك الظاهرة في المختبر.
وفي دراسة أجراها عالم فيزيائي في جامعة روتجرز في نيو جيرسي ونشرت في عام 2014، أنتجت حبيبات من مواد مختلفة مثل الدقيق، والأقراص البلاستيكية، والجص طفرات في الجهد عند تحريكها، وأرجع العلماء هذا التأثير إلى الاحتكاك بين الحبوب، الأمر الذي يتناقض مع كل من نظرية الكهرضغطية ونظرية Freund.