البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

ضعف أوروبي في مواجهة نفوذ تركيا

البوابة نيوز

في الوقت الذى بدأ فيه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الحديث عن إرسال فعلى لقواته إلى ليبيا، كان من المفترض أن يقوم الاتحاد الأوروبى بأى تحركات تحول دون ذلك، خصوصًا أنه من الجلى أن وجود أنقرة في طرابلس، غرضه الأكبر هو التنقيب عن الغاز والنفط في شرق المتوسط، قرب الحدود القبرصية، غير أن ذلك لم يحدث، ما يبرر ضعف سياسات «الأوروبي» في مواجهة أنقرة.
الرضوخ للابتزاز
دائمًا ما ترضخ دول الاتحاد الأوروبى لابتزاز تركيا، وهو نهج اتخذته الأخيرة لخدمة مصالحها، فبعد أن اعتزم وزراء خارجية الاتحاد، في ١١ نوفمبر ٢٠١٩، فرض عقوبات اقتصادية على أنقرة، بسبب أعمال حفر تقوم بها قبالة الساحل القبرصي؛ وانتهاكها المنطقة الاقتصادية البحرية، هدد «أردوغان» بأن بلاده ستعيد مسلحى «داعش» الموقوفين لديه إلى بلدانهم. ودعا «أردوغان» الاتحاد الأوروبى إلى إعادة النظر في مواقفه من بلاده، الأمر الذى جعل الأخير يتراجع عن تلك العقوبات، خصوصًا أن مسألة عودة المقاتلين تؤرق دول القارة العجوز، كما أن تركيا تتلاعب بأزمة اللاجئين السوريين، والتى طالما هدد «رجب طيب»، بفتح الحدود أمامهم باتجاه أوروبا. 
الإضرار بالمصالح
بحسب أندرياس كلوت، المحلل السياسى الألماني، فإن تركيا وروسيا عازمتان على تقسيم ليبيا إلى مناطق نفوذ على غرار ما حدث في سوريا، مؤكدًا في تحليل نشرته وكالة «بلومبيرج» للأنباء، أن هذا سيضر بمصالح الاتحاد الأوروبي، التى باتت على المحك في طرابلس، خصوصًا أن الأخيرة باتت مأوى لعصابات تهريب البشر والمهاجرين غير الشرعيين المتجهين إلى القارة.
وعلى الرغم من أن «اليونان وقبرص» دولتان فاعلتان في الاتحاد الأوروبي، ومن شأنه الحفاظ على مصالحهما، فإنه في ١٢ ديسمبر ٢٠١٩، اكتفى بالرد بطريقة شفهية فقط، وأعلن رفضه الاتفاق الذى أبرمته تركيا وحكومة الوفاق في طرابلس، بشأن مناطق النفوذ في البحر المتوسط، معتبرًا أنه انتهاك للقانون الدولي، دون التحدث عن عقوبات أو اتخاذ إجراءات حاسمة ضد أنقرة.
وكذا الحال عقب موافقة البرلمان التركى على نشر قوات عسكرية في ليبيا، اكتفى الاتحاد الأوروبى بالإعراب عن قلقه مما يحدث، مشددًا على أن خطوات تركيا تزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن دول الاتحاد الأوروبى لم تتخذ موقفًا موحدًا ضد تركيا، في خضم ما تعتزم فعله في ليبيا وشرق المتوسط، ما يؤكد ضعفها في احتواء السياسات التى تقوم بها أنقرة. 
ويرى المحلل الألمانى أندرياس كلوت، أن ضعف السياسة الخارجية الأوروبية، يتناقض مع قوة الموقف الموحد للاتحاد في مجالات أخرى، مشيرًا إلى أنه حتى الآن ما زالت القضايا الخارجية والدفاعية تعامل من منظور وطنى بحت للدول الأعضاء، ولا يتم اتخاذ قرارات بشأنها بالإجماع.