البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

بيرم التونسي.. ابن ثورة 1919

بيرم التونسي
بيرم التونسي

"الأولة "مصر" قالوا تونسي ونفوني جزاة الخير.. والثانية "تونس" وفيها الأهل جحدوني حتى الغير.. والثالثة "باريس" وفي باريس جهلوني وأنا موليير"، هكذا قال الشاعر بيرم التونسي في قصيدته "حياتي"، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم الأحد، ويعد أحد أهم شعراء العامية في مصر والوطن العربي، حصل على الجنسية المصرية في 1954، منحه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر جائزة الدولة التقديرية فرع الآداب والفنون في 1960، رغم رحيله إلا أنه ترك تراثا كبيرا من الشعر، والفن الغنائي المتنوع الحي بوجدان الكثير من محبيه.
قال عنه الكاتب كامل الشناوي: "أنه فنان ثائر، عاش طوال حياته يعاني العرق والقلق، وشظف العيش، وقد يتهيب خاصة المثقفون عندنا من الاعتراف به في حين كانت جامعات أوروبا تدرس آثاره وتعترف بموهبته الأصلية وفنه الرفيع".
جمعته سهرات فنية مع فنان الشعب السيد درويش ابن مدينة الإسكندرية، وكتب له العديد من الأشعار والأوبريتات من بينها: "شهر زاد" ويأتي في هذا الأوبريت أروع ما قيل عن الشعب المصري: "أنا المصري كريم العنصرين"، حيث شارك بالعديد من الأشعار في ثورة 1919، من بينها قصيدة "مالك"، ضد قوى الاستعمار الإنجليزي لمصر، وغيرها من القصائد التي الهبت حماس المصريين. 
التحق بمجال الصحافة وأصدر صحيفة بعنوان "المسلة" كان أول عددها مهاجمة الاستعمار، إلى جانب العمل بعدة صحف أخرى منها أخبار اليوم، الجمهورية، وغيرها، نظرا لآرائه الجريئة إلا أنها كانت سببا في نفيه إلى تونس، ثم إلى فرنسا، عاش في المنفى شاعرا يحن إلى وطنه وظهر هذا في العديد من أعماله، وعندما قامت ثورة 1952 فرح بها وأيدها وألقى فيها الكثير من الأشعار والأزجال.
التقى "بيرم" بسيدة الغناء العربي أم كلثوم في 1941، وكتب لها أجمل الأغاني العاطفية، والوطنية، وغيرها، وقد وصل عدد ما كتبه لها خلال فترة تعاونه معها ما يقرب إلى 32 أغنية، وقد أدركت أن العبء أصبح كبيرا على "رامي"، كان لا بد من مواكبة التطور وتتجه لكلمات شعبية تساير الزمن، وتعجب الجمهور ولم يكن أمامها إلا الزجل، وعرفت أن هذه الطبقة من الشعب لا يناسبها إلا الزجل، فقد كان يلحنها ملحنها الأفضل في ذلك الوقت الشيخ زكريا أحمد الذي شكل بتعاونه مع بيرم التونسي ارقى أنواع التعامل الفني، واعتبر ما قدماه من أعمال خالدة حلقا من خلالها مع سيدة الغناء العربي أم كلثوم لأعالي المجد، فقد ألف الكثير من الأغاني لكبار الفنانين من بينهم: أم كلثوم، فريد الأطرش، وأسمهان، محمد فوزي، شادية، محمد الكحلاوي، نور الهدى، وغيرهم، إلى جانب تقديم العديد من الأعمال الإذاعية.