المرأة المصرية تتربع على عرش التعديلات الوزارية في عهد السيسي
تعتبر المرأة المصرية على مدى تاريخها السياسي ركنا أساسيا في صناعة القرار وكسب ثقة القيادة السياسية على أحقيتها في تبوء مكانتها اللائقة بها وتقلد المناصب القيادية بالدولة، وتمكنت من أن تكون محورا هاما للنهوض بالبلاد ومواجهة التحديات العاصفة.
حكمت أبو زيد كانت أول سيدة تتقلد منصب وزيرة في مصر؛ عندما اختارها الرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر كوزيرة للشئون الاجتماعية في 25 سبتمبر 1962، وأطلق عليها "قلب الثورة الرحيم"، وكان لها الفضل في تثبيت دور المرأة وتعزيز العمل على تكافؤ الفرص بين الجنسين.
ومنذ ذلك الحين أخذ منحنى الاهتمام بالمرأة يرتفع تدريجيا حتى رأيناها تتقلد أرفع المناصب القيادية للدولة، إلا أن جاءت جماعة الإخوان الإرهابية التي قضت على ما تم إنجازه في ذلك الأمر، وأعادت المرأة لعصور التهميش والعودة للوراء؛ الأمر الذي جعل هناك حالة شديدة من الصخب انتابت المرأة المصرية.
ومع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم بالبلاد، حظيت المرأة المصرية بمكانة كبيرة من حيث التمكين، وظهر ذلك من خلال وجود 8 وزيرات في حكومة الدكتور مصطفى مدبولي؛ وهي المرأة الأولى التي تمثل فيها المرأة داخل الحكومة بهذه النسبة العظيمة وغير المسبوقة.
وتولت المرأة منصب المحافظ ومنهن المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة السابقة، والدكتورة منال عوض، محافظ دمياط، ولم تتوقف الدولة عن تمكين المرأة داخل البرلمان أو غيره حتى تم إقرار التعديلات الدستورية الأخيرة متضمنة كون الـ25% للمرأة بجميع الاستحقاقات الانتخابية.
وفي الآونة الأخيرة ارتفعت نسب تمثيل السيدات في المناصب القيادية ومواقع صنع القرار، فقد اتجهت الدولة نحو رفع مكانة المرأة والعمل على تكافؤ الفرص بين الجنسين، واستطاعت المرأة أن تثبت جدارتها واستحقاقها لتولي المسئولية في ظل اهتمام القيادة السياسية وتوجيهات الرئيس السيسي لدعم المرأة، وتمثيل المرأة غير المسبوق في الحياة السياسية، لم يكن سيحدث لولا وجود إرادة سياسية قوية، تعي تمامًا قيمة المرأة ومكانتها في المجتمع..
وشملت قائمة الوزيرات داخل الحكومة (الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط، ونيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، والسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، والدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والدكتورة رانيا المشاط للتعاون الدولي، نيفين جامع، وزيرا للتجارة والصناعة، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة).
ولا شك أن التعديلات الوزارية التي شهدتها الحكومة اليوم خير شاهد على إيمان القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي بقدرات وإمكانيات المرأة المؤهلة لأن تكون ركيزة في دفع عجلة التنمية والمساهمة في خطوات الإصلاح، حيث إنه إذا نظرنا للتعديلات سنجد 4 من أصل 11 وزيرا تم تعيينهم من المرأة بنسبة تتجاوز الـ40% تقريبا، وهو الأمر الذي يدفعها لبذل مزيد من الجهد العرق لإثبات جدارتها ولأن تكون على قدر ثقة قيادتها السياسية.