رئيس الوزراء اللبناني السابق: "الدوحة" سبب الأزمة الحكومية الراهنة
أكد رئيس الحكومة اللبنانية السابق تمام سلام، أن تشكيل حكومة جديدة من الاختصاصيين (تكنوقراط) هو السبيل لإنقاذ لبنان الذي أصبح على مشارف الانهيار الاقتصادي والاجتماعي، مشيرا إلى أن نمط الحكومات التي تشكلت منذ اتفاق الدوحة المبرم بين القوى السياسية اللبنانية في قطر عام 2008 تسبب في الأزمة الراهنة.
وقال سلام - في حديث لصحيفة (الجمهورية) في عددها الصادر اليوم الخميس - "إنه منذ اتفاق الدوحة وإلى اليوم، أصبحت الحكومات في لبنان مرآة للمجلس النيابي، الأمر الذي أضعف آلية المحاسبة" مؤكدا أن المطلوب حاليا أن يكون مجلس النواب سلطة التشريع والمحاسبة، وأن تكون الحكومة السلطة التنفيذية التي تخضع لرقابة المجلس.
وأضاف: "نمط الحكومات التي تشكلها معظم كتل المجلس النيابي، والذي طُبق بعد اتفاق الدوحة، انتهت صلاحيته وهو ليس من الدستور، ويجب اليوم تشكيل حكومة تكنوقراط مُنتجة لوقف الانهيار".
وأشار إلى أن لبنان يحتاج إلى حل جذري غير تقليدي، وأن حكومة التكنوقراط ليست اختراعا، وإنما هي ممر إجباري لاستعادة الثقة في الداخل والخارج، والخروج من الأزمة الحادة القائمة، لاسيما أزمة البنوك ومصير الودائع بها والتي هي ليست بأزمة عابرة.
وشدد على أن المطلوب حاليا إبعاد القوى السياسية عن تسلم الحقائب الوزارية، ووضع هذه الحقائب في أيدي اختصاصيين محررين من التبعية السياسية، ولا يعملون إلا بدافع من ضميرهم وكفاءتهم ورؤيتهم للإنقاذ المطلوب، مشيرا في نفس الوقت إلى أنه يمكن إدخال مشاركة سياسية بحدود معينة في الحكومة لإعطاء نوع من الاطمئنان إلى طبيعة القرارات التي ستتخذها، ناصحا بالاعتماد على وجوه جديدة تُضيف أملا في إمكان نجاح الحكومة.
وأكد رئيس الوزراء السابق أن المعادلة التي يضعها رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، والتي تقول إما أن يكون هو وسعد الحريري معا في الحكومة المقبلة أو خارجها، غير قابلة للتحقق، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة لا يُقارن موقعه بموقع أي وزير، وإنما بموقع رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي.