البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

تفاصيل ندوة حركة التنوير بمؤتمر أدباء مصر

البوابة نيوز

بدأت منذ قليل ندوة حركية التنوير في مواجهة سطوة الموروث الاجتماعي، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر العام لأدباء مصر في دورته الـ34 دورة الشاعر الراحل محمود بيرم التونسي، والتي تحمل عنوان "الحراك الثقافي وأزمة الوعي إبداعا وتلقيا" والمقامة بمحافظة بورسعيد في الفترة من ٩ ديسمبر إلى ١٢ ديسمبر الجاري.
يُشارك في الندوة الشاعر الكبير فتحي عبدالسميع، والقاص والروائي الكبير أحمد أبو خنيجر، والدكتور مهدي القصاص وأدارها الدكتور أحمد تمام سليمان.
في البداية قال الدكتور مهدي القصاص، هناك تغيرات تحدث في المجتمع على مختلف المناحي تأثرا بالواقع الاجتماعي والتطور التكنولوجي لذلك تغيرت أهداف الشباب وتطلعاتهم للمستقبل، كما أن التواصل الاجتماعي له دور كبير في تغيرات المجتمع على مختلف المستويات، على سبيل المثال فكرة التعلم حتى الوصول إلى مرحلة الوظيفة أصبحت فكرة لا تروق للشباب فهناك من يتطلع ليكون يوتيوبر وغيره، فالعامل المادي أصبح له سطوته، وعلى سبيل المثال في بعض الجامعات أصبح الطلبة المتفوقين يرفضون فكرة التعيين معيدا في الجامعة نظرا للعائد المادي البسيط، نحن نمر بمرحلة خطيرة أدت إلى السلبية في العادات والتقاليد، وعلى سبيل المثال نجد اليابان تستطيع أن تواكب العولمة في توجهاتها وتطورها، ومع ذلك هناك قدرة في الحفاظ على الهوية الثقافية والموروث الثقافي.
ومن جانبه قال القاص أحمد أبو خنيجر، مع الحملة الفرنسية تكون حراك بين الشرق والغرب على اعتباره غازيا الغرب غازيا، وبدأت الجماعة المصرية في التفكير لتطور من نفسها لتواكب التطوير ونجحت في اختيار حاكمها مع فرض فكرة التعليم وهو ما فعله محمد على في إرسال بعثات لفرنسا، إلا أن التعليم الذي نشده محمد على وهو التعليم الغربي وجد أمامه مواجهة متمثلة في الكتاتيب وهو التعليم التقليدي، ومن هنا أصبح لدينا أزمة في عقلين أو نظامين من التعليم.
وأضاف: محمد على توجه بالتعليم إلى طبقة بعينها في نظامه التعليمي وهي الطبقة فوق المتوسطة، والمصريين منذ سقوط الدولة المصرية القديمة لم يختاروا حكوماتهم سواء احتلال روماني أو فرس أو عرب فالمصريين لم يديروا حياتهم وهو ما تمت ترجمته فيما قاله عرابي بأننا لن نورث لذلك التاريخ المصري القديم مازال مستمرا منذ قدماء المصريين وليكن الزراعة على سبيل المثال.
وتابع: تجلى التعليم المصري التقليدي وانقسامه عندما قدم طه حسين كتاب في الشعر الجاهلي فقام المجتمع عليه وتمت مهاجمته، وعلى سبيل المثال محمد عبده لم يكن تنويريا كما روجنا له لأنه حذف من مقامات الهمزاني لأسباب أخلاقية ومجتمعية، ولذلك أزمة التعليم في مصر هي أزمة كيانين تعليميين متناحرين، ولا يتم الاهتمام بالمجتمع ومشكلاته بشكل مباشر، وأزمتنا في ثورة ٢٥ يناير كانت أزمة فكر ووعي لأن الجماهير لم يكن لديها اتفاق نظرًا لاختلاف التصورات المبني على اختلاف المناطق الجغرافية التي تنتمي إلى خصوصياتها الثقافية. في الأساس لدينا أزمة في التعليم الذي يبني الأمة فلدينا عشرات الأنواع من التعليم وليس تعليما واحدا وفق خطة من الدولة من المرحلة الابتدائية حتى الجامعة، وترك الأمر لمن يقرر ما يتعلمه أولادنا فنجد المدارس اليابانية والإنجليزية والأمريكية وغيرها من أنظمة التعليم، وكثرة أنواع التعليم في المجتمع أضر بالمجتمع.
ومن جانبه قال الشاعر الكبير فتحي عبدالسميع، حركة التنوير شيء عشوائي غير منتظم نظرًا لارتباطها بأشخاص وليس مجتمع، وليس لدينا مفهوم واضح للمجتمع المصري. رغم وحدة المجتمع المصري إلا أننا لدينا مجتمعات مختلفة فالجغرافيا تصنع مجتمعات مختلفة من القرية للمدينة فقيم المدينة تختلف عن قيم القرية. وأضاف: هناك نسب متفاوتة من القيم المجتمعية على سبيل المثال الأقصر نجد أن المدينة لم تغيير من حيث الموروث لأن أهل القرية هم من يعيشون في المدينة وهذا يرجع لأن الأقصر لم يكن بلدا صناعيا، لأن الصناعة تجعل الفرد مرتبط بالآلة أكثر من ارتباطه بالقبيلة لكن نجد لدينا موروث قديم مثل القبلية والثأر، فالثأر موروث قديم قدم الدولة وربما أقدم منها، لذلك نقول أن حركة التنوير هي قشرة فقط والموروث الاجتماعي أقوى.
وتابع: "إن قلنا أن الدين هو القدوة فنجد المجتمع وموروثه أقوى من قدسية الدين فمثلا الدين يقول لا تزروا وازرة وزر أخرى، ولكن في الثأر هناك وزارة وزر أخرى، وهنا نجد الثأر كموروث أقوى من المقدس لأن الأخ لن ينفصل عن أخيه مهما حدث، ولو تحدثنا عن مؤتمرات وزارة الثقافة الكثيرة لن نجد فيها حديث عن الثأر أو معالجة القبلية المترسخة. وأنا أكاد أرفض فكرة الثأر نظرا للكلفة الباهظة التي يكلفها لأصحاب الثأر نفسهم؛ كما أرى أن التنوير مسئولية الدولة، ويحتاج خطة لتنفيذه من بدايات المرحلة الابتدائية، فالتعليم ليس مسئولا وحده عن التنوير إنما هي مسئولية على مختلف المستويات.