البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الجامعة العربية: موقف جماعي للتصدي لشرعنة الاستيطان

 الدكتور سعيد ابو
الدكتور سعيد ابو علي

أكدت جامعة الدول العربية، أهمية الدورة غير العادية لوزراء الخارجية العرب، المقرر انعقادها غدا "الاثنين " برئاسة العراق، وبحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط، لبلورة موقف عربي جماعي ومنسق، للتصدي للخطوة الأمريكية الاخيرة باعتبار أن الاستيطان الإسرائيلي غير الشرعي لا يتعارض مع القانون الدولي. 
وقال الدكتور سعيد أبو على، الأمين العام المساعد للجامعة العربية رئيس قطاع فلسطين، في تصريحات للصحفيين اليوم، إن الاجتماع الوزاري غدا ليس فقط من اجل تقييم الخطوة الأمريكية، وإنما لاتخاذ المواقف والخطوات التي أصبحت تتطلب تجاوز الادانة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عملية لمواجهة القرار الأمريكي، مؤكدا أن الموقف العربي الذي سيصدر عن الوزراء سيكون موقفا عربيا جماعيا منسقا وسيكون جزءا من الموقف الدولي في التصدي للخطوة الأمريكية، وفي ممارسة مزيد من الضغوط السياسية والدبلوماسية على الساحة الدولية للانتصار للحق الفلسطيني بتأكيد الحقوق الفلسطينية على المستوى الدولي.
وأوضح "ابو على" أن هناك خطة عمل عربية متواصلة لنصرة القضية الفلسطينية، وأن اجتماع الوزراء يأتي في إطار خطة التحرك العربي سياسيا واعلاميا وقانونيا للتصدي للموقف الأمريكي وابطال تداعياته على مستوى العالم.
وأكد أن الاجتماع الوزاري سيناقش كيفية التعامل مع الخطوة الأمريكية العدائية تجاه الشعب الفلسطيني والمنتهكة بصورة جسيمة للقوانين والشرعية الدولية، معتبرا أن السياسة والموقف الأمريكي هو محاولة لشرعنة الاستيطان الإسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة، خلافا للمنظومة القانونية وللمواثيق الدولية.
وحذر "أبو على"، من خطورة هذه الخطوة الأمريكية التي تضاف إلى سلسلة المواقف الأمريكية العدائية التي تحاول الاستمرار في تطابقها وتكاملها مع السياسات والخروقات الإسرائيلية، لتصفية القضية الفلسطينية، وذلك بدءا من الخطوة الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال مرورا بوقف الإدارة الأمريكية تمويل "الاونروا" واستمرار المواقف العدائية ضد السلطة الفلسطينية، في محاولة من تلك الإدارة لإقامة اسس جديدة منافية للقوانين الدولية، لإقامة عملية سلام محتملة أو ممكنة، مؤكدا أنها في نهايتها ستؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية وتصفية الموروث والأسس القانونية والدولية التي ترتكز عليها القضية الفلسطينية.
وأضاف "ابو على " أن اجتماع وزراء الخارجية العرب هو لتقييم الموقف العربي من هذه الخطوة الأمريكية العدائية بما تمثل من خطورة ليس فقط على القضية الفلسطينية وانما ايضا على المنظومة القانونية الدولية، منوها بالموقف الدولي الرافض لهذه الخطوة الأمريكية حيث كان هناك اجماعا على رفضها خلال اجتماع مجلس الأمن يوم الأربعاء الماضي، حيث رفضت 14 دولة عضو في المجلس باستثناء الإدارة الأمريكية، لهذا القرار الأمريكي باعتباره تهديدا لمنظومة القانون الدولي وايضا عدوانا على حقوق الشعب الفلسطيني وما اقرته الشرعية الدولية للشعب الفلسطيني من حقوق.
وأشار "أبو على" إلى وجود رفض داخلي أمريكي إلى جانب الرفض الدولي، عبر عنه عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي كما أن هناك أوساطا واسعة ترفض هذا الموقف الذي عبرت عنه الإدارة الأمريكية بشأن الاستيطان.
وأكد "أبو على" أن الإعلان الأمريكي الأخير لن يرتب أية حقوق للإسرائيليين ولن يشكل انقلابا في الموقف، لأن القانون الدولي لا ترسمه دولة واحدة مهما عظم شأنها ودورها، مؤكدا إصرار المجتمع الدولي على معطيات القانون الدولي وما استقر في هذا القانون من اسس ومبادئ وكذلك على نصرة الحقوق الفلسطينية.
ولفت " أبو على " إلى أن مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري سيبحث تداعيات الخطوة الأمريكية في استمرار هذا المنهج الأمريكي في التعاطي مع القضية الفلسطينية وما أصبح واضحا من انحياز أمريكي يتطابق مع الموقف اليميني الإسرائيلي في عدائه السافر لحقوق الشعب الفلسطيني وتناقضه مع القانون الدولي وبالتالي مع مبادرة السلام العربية.
وحذر "أبو على" من خطورة استثمار سلطات الاحتلال الإسرائيلي لهذه الخطوة الأمريكية لشرعنة الاستيطان والمضي قدما في نهب الاراضي الفلسطينية والاستيلاء عليها وتهويدها وهو ما عبر عنه " نتنياهو"، واعتبرها فرصة تاريخية مناسبة للتوسع في حمى الاستيطان وضم مناطق جديدة وهي الأغوار وما يمثله ذلك من خطورة على ابسط حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني ودول الجوار.
وقال " أبو على " إن الموقف الأمريكي عزل نفسه بنفسه عن أي صلة بالقانون الدولي وبإرادة المجتمع الدولي في الحفاظ على مبدأ حل الدولتين وعلى مسيرة سلام يمكن ان تحقق اهدافها.
وطالب بضرورة تجسيد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وذلك في سياق الرد على الخطوات الأمريكية التي تستهدف تصفية القضية والاستيلاء على الأرض الفلسطينية بما لا يمكن معه تطبيق حل الدولتين.