البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

أوقات حرجة يمر بها النظام الإيراني منذ ثورة 1979.. وخبراء: خامنئي في وضع لا يحسد عليه.. ونظام الملالي في خطر

تظاهرات ايران
تظاهرات ايران

يتعرض النظام الإيراني الآن لأوقات تعتبر هي الأخطر منذ قيام الثورة عام 1979، فطهران تواجه إحتمالية حرب محتملة مع الولايات المتحدة، واحتجاجات داخلية مستمرة لم تنته بسبب غلاء أسعار البنزين.
هذه اللحظات الحاسمة التي تعيشها طهران - ربما هي الأكثر أهمية منذ الثورة الإيرانية عام 1979 - كانت مدفوعة بحملة "ضغط قصوى" من جانب إدارة ترامب للعقوبات، والاقتصاد الإيراني المتراجع بشكل خطير، والأثر التراكمي لخلل طهران الداخلي المفرط في الضغوط الإقليمية. 


وحذر نائب الرئيس الإيراني إسحاق جاهانجيري دول المنطقة من عواقب وخيمة غير محددة إذا ثبت أنها تتدخل لإذكاء الاضطرابات في إيران، حسبما ذكرت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية.
وقال جيهانجيري: "يجب أن تعرف بعض دول المنطقة أنها لن تعيش حياة سهلة إذا ثبت أنها تدخلت لإثارة الاضطرابات في إيران". 
وألقت إيران باللوم على الأعداء الأجانب - الولايات المتحدة وإسرائيل - لإثارة الاضطرابات بعد الزيادات الكبيرة في أسعار البنزين والتي أدت إلى اعتقال نحو 1000 متظاهر وبعض أسوأ أعمال العنف منذ عقد.
وقال مسئولون إيرانيون إن القوات الإيرانية وأعضاء الحرس الثوري النخبة ساعدوا الشرطة في تهدئة الاضطرابات العنيفة في محافظة كرمانشاه هذا الأسبوع، متهمين الولايات المتحدة بأنها وراء تلك الاحتجاجات.
ويبدو أن الاضطرابات هي الاسوأ منذ الثورة الخضراء في عام 2009، عندما قُتل عشرات المحتجين على مدى عدة أشهر. 
ولقد شاركت كل قوات الحرس الثوري، الباسيج (شبه العسكري)، ووزارة الاستخبارات، والشرطة، والجيش بنشاط في السيطرة على الوضع"، حسبما نقل عن برفيز تافوليزاده، رئيس السلطة القضائية في كرمانشاه.
وقالت تافوليزاده إن مثيري الشغب كانوا مسلحين وأحرقوا ممتلكات عامة.
وفي الوقت نفسه، قامت منظمة العفو الدولية بتحديث عدد القتلى في الاضطرابات إلى 115 من 106. نعتقد أن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك بكثير. 
وقال كاتي باول نائب رئيس قسم الاخبار في منظمة العفو الدولية لرويترز في رسالة بالبريد الإلكتروني "نواصل التحقيق." 
وفي هذا تحدث عددا من الخبراء عما يحدث في إيران، وإلى أين تتجه طهران في الأيام القادمة زإلى متى سيستمر النظام الإيراني في الحكم.

وأوضح أحمد فاروق، الباحث في الشأن الإيراني أن تظاهرات هذه المرَّة مختلفة عن تظاهرات 2017 وحجم التركيز الدولي مع ما يجري في إيران أكبر بكثير من أي فترة مضت.
وأضاف فاروق لـ"البوابة": لكن هذا التدخل في حد ذاته يعطي المبرر للنظام لتوجيه تهمة العمالة وتدخل الخارج فيما يجري من أحداث إلى المحتجين. 
وأشار إلى أن الأوضاع ضبابية إلى حد ما ولا يمكن التكهن بما سيقع، لكن النظام سيعمل على امتصاص هذا الحراك كغيره من الحراكات ومظاهر الاحتجاج السياسي التي سبقته، وأن مواجهة الأمن للمحتجين سترتفع أيضًا في ظل التدخل الخارجي والدعم الذي يقدّمه الخارج لمن في الداخل.
وأكد فاروق أن الحراك السياسي والاجتماعي أصبح سمة تتسم بها إيران في ظل الجمهورية، لكن الاحتجاجات الحالية هي الأخطر في إيران منذ موجة الاحتجاجات في نهاية 2017 وبداية 2018، التي تماثلها من حيث الأساس الاقتصادي كدافع للاحتجاجات، على الرغم من تخللها شعارات ذات صبغة سياسية، مثل انتقاد حسن روحاني والمرشد الأعلى على خامنئي، وكذلك أنشطة النظام الإيراني الخارجية التي تسببت في خسائر اقتصادية على حساب تخفيف العبء الاقتصادي عن كاهل المواطنين الإيرانيين.
وقال أحمد الأمير، الباحث بالشأن الإيراني، إن النظام يتمتع بخبرة منقطعة النظير في قمع الاحتجاجات الفئوية والدليل على ذلك يظهر جليًا في احتجاجات 2009م وانتفاضات الأحواز المستمرة منذ عقود.
وأضاف الأمير لـ"البوابة" أن قطع الإنترنت هذه المرة يشير إلى أن النظام ربما يرى نفسه في مأزق لم يراه من قبل لأن الاحتجاجات سلمية وما تداوله التقارير الإعلامية سواء من داخل إيران أو خارجها يشير إلى أن المواطنين في جميع أنحاء إيران يطرحون مطالبهم بسلمية ولذلك لا يستطيع النظام الإيراني فعل شيء غير الانصياع لهذه المطالب ولا يرى فرصة أمامه غير البحث عن وسيلة تبرر له ردع المواطنين واتباع أساليب عنيفة في التصدي لهم
وأوضح أن هناك بعض المواطنين الإيرانيين تحدثوا مع قنوات ناطقة بالفارسية خارج إيران وقالوا إنهم رأوا قوات الأمن وذوي الملابس المدنية يضرمون النار في البنوك ويخربون بعض الممتلكات العامة، وهذا دليل على أن قوات الأمن خاصةً الحرس الثوري تبحث بجد عن أي سبيل يبرر لهم التصدي للاحتجاجات بأسلوب عنيف ودامي لإرهاب الشعب وإرغامه على التراجع؛ إذا استمرت الاحتجاجات ربما لن يجد النظام مفرا في إحداث بعض التغييرات الحكومية وعزل وتعيين بعض المسئولين وإذا تفاقمت الأوضاع، أعتقد بأن روحاني من المحتمل أن يكون كبش الفداء وتُجرى انتخابات رئاسية مبكرة، مهما تصاعدت حدة الاحتجاجات الإيرانية فلن تثمر في النهاية بشيء غير تغيير مسئولين أو قرارات كحد أقصى، لكن تغيير النظام الإيراني بركائزه وإحداثياته لن يتم إلا بتدخل عسكري.