البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

فيلم السهرة|| "حار جاف صيفًا".. صدفة تُغيّر المصير

حار جاف صيفًا
حار جاف صيفًا

نظر المخرج شريف البنداري عبر فيلمه "حار جاف صيفًا"، بتكبير عدسة الميكروسكوب في الشارع المصري المزدحم دومًا، ليحكي تفاصيل اثنين، قادتهما الصدفة إلى تمضية يوم هام في حياة كل منهما معًا، لتُغيّر هذه المصادفة تفاصيل اليوم، بل وحياة أحدهما إلى الأبد.
يتناول الفيلم الذي كتبت له السيناريو نورا الشيخ، يوما هاما في حياة رجل عجوز يُغيّر مصيره، فالرجل الذي ينهش جسده سرطان القولون في مرحلة متأخرة ويحيا مع ابن وحيد لا يجد في وقته إلا القليل ليعتني بوالده، اعتاد أن يقف في شرفته يقوم بنشر ملابسه الداخلية، ورغم حركته البطيئة لم ينتظر مساعدة من أحد، ويظهر الابن الذي يغضب لأن هواء الشرفة أطاح بأوراقه من على سفرة الطعام لتستقر الأوراق على الأرض، ورغم علمه بأن والده سيذهب إلى طبيب ألماني أملًا في مساعدته وإيجاد طريقة للشفاء، إلا أنه يكتفي بمجموعة وصايا للوالد الذي يبدأ يومه، بأن يأخذ "الكيس البلاستيك" الذي يحوي صور الأشعة لتقديمه للطبيب، وأيضًا زجاجة الماء المثلج التي أعّدها له خصيصًا، لأن والده سيعيش يومًا مجُهدًا، خاصة أن اليوم حار وجاف، وكأنه بهذا أتم دوره تجاه أبيه، لينزل الرجل من منزله، ويجد في الشارع قطعة ملابسة الداخلية التي سقطت منه، فيضعها في الكيس الذي صورة الأشعة.
يبدأ الرجل رحلته قاصدًا عيادة الطبيب، ليبدأ يومه الحار والجاف، وفي الطريق يقابل فتاة تستعد للزفاف على عريسها، وتجسّدها ناهد السباعي، والتي تبدأ هي الأخرى رحلة جافة، لأن العريس أصر أن يسافر لإحضار أسرته لحضور زفافه وتأخر في المواصلات، فتركب هى نفس التاكسى الذى يستقله الرجل؛ وتبدأ رحلتهما المشتركة بعد أن تأخذ الفتاة كيس صور الأشعة بالخطأ، ويقوم الرجل بالبحث عنها؛ وبدلًا من أن تعاونه كرجل مريض يحتاج للمساعدة، يقوم هو بمساعدتها وحل مشكلاتها، فمرّة يتحدث إلى عريسها هاتفيًا ويخبره أنه والد صديقتها وسيقوم بتوصيلها إلى "المصوراتي"، وأخرى يحقق حلمها في التصوير وهى ترتدي فستان الزفاف، ويقف هو إلى جوارها بعد أن أقنعها المصور بأنه سيقوم بوضع صورة عريسها بدلًا منه مستخدمًا الفوتوشوب، بعد أن حال الزحام وصول العريس القادم من الأرياف ليلحق بموعد الاستوديو.
وبينما يصل العريس المتأخر مهرولًا، يغادر العجوز ويستكمل مشواره إلى الطبيب الألماني، الذي ما إن يُطالع الأشعة يخبر زميله الطبيب المصري بالإنجليزية أنه متعجب جدًا من أن الرجل لا يزال على قيد الحياة، وأن الأمر بالنسبة له لن يتعدى بضعة أيام أو أسابيع على أقصى تقدير بعد أن تعدى سرطان القولون مرحلته الرابعة، وفي اللحظات التى يتحدث فيها الطبيب إلى زميله، لم يكترث الرجل بما يقوله لاكتشافه سقوط لباسه الداخلي من الكيس على أرض العيادة، فيحاول أن يلتقطه بقدميه دون افتضاح أمره، لخجله منها لأنها قطعة ملابس داخلية؛ لينتهي الفيلم بالفتاة وقد أنجبت واستمرت حياتها وهي تضع صورة الزفاف المصنوعة بالفوتوشوب، بينما العجوز في شرفة منزله وقد نما شعره بعد تجاهله العلاج الكيماوي وتمسّكه بالحياة، واضعًا الصورة التي التقطها مع الفتاة في الاستديو على جدار منزله.