البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

شيخ البودشيشية بالمغرب: ما أحوجنا لتطبيق القيم النبيلة للنبي على أرض الواقع

 الدكتور منير القادري
الدكتور منير القادري البودشيشى

تواصل الطرق الصوفية بالمغرب، عقدها للملتقى الدولي في دورته الرابعة عشر تحت عنوان، التصوف والتنمية، بشراكة مع المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام المعاصر، تحت شعار "التصوف والتنمية: دور البعد الروحي والأخلاقي في صناعة الرجال، بمقر الطريقة البودشيشية، بمداغ بإقليم بركان بالمغرب، والذي يقام في الفترة من 6-12 فبراير الجاري.
وأكد المشاركون في الملتقى، أن التصوف هو مدرسة إعداد وتأهيل وتخريج الرجال، كما أنه قاطرة التنمية المستدامة.
وقال الدكتور منير القادري البودشيشى، مدير مؤسسة الملتقى، إن شهر ربيع الأول ما أن يحل حتى تغشانا أنوار المصطفى فتحرك بواعث الشوق والاحتفال بالرحمة المهداة، خير الورى، لمدة أسبوع كامل بميلاد رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- وإحياء لقيم الرحمة والمحبة والأخلاق الفاضلة للقائل: "إنما بُعثتُ لأُتمِّم مكارم الأخلاق" والقائل أيضًا: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين، في بلد السلام والتعايش والصلاح والصلحاء، وإنزال وتطبيق هذه القيم الإنسانية النبيلة على أرض الواقع في حياة الناس، والتماس الحلول الناجعة لكل ما يواجه البشرية من تحديات ومشكلات.
ولفت "القادري" إلى أن التنمية في التراث الإسلامى مرتبطة وقائمة على صناعة الإنسان، وقد اطلع التصوف بدور كبير باعتباره من أكثر المكونات الدينية اختصاصا بهذا الجانب الإنمائى والبنائى والتأهيلى للإنسان، فقد أسهم بشكل كبير وفاعل في الدينامية التنموية التى عرفتها الحضارة الإسلامية، وصناعة أجيال لهم إسهامات متميزة في مجال التنمية بكل أنواعها، بما حملوه من فكر إيجابى.
وقال "القادري": "ما أحوج الإنسانية اليوم إلى هذا المكوِّن الروحى والأخلاقى بما يقدمه من ضمانات عملية لإنجاح المشاريع التنموية وفى طليعتها الصدق والإخلاص في المعاملة، فضلًا عما رسّخه التصوف من قيم المواطنة الصادقة والقيم الإحسانية وأثرها على النهضة التنموية الشاملة، من أجل بناء حضارة إنسانية راقية قائمة على التعايش والتعاون والسلم والأمنو الأمان، ونبذ كل أشكال العنف والتطرف والانحلال".
بينما قال الدكتور جمال الدين أبو الهنود، مستشار وزير الأوقاف الفلسطينى، إن حاجة الإنسان المعاصر شديدة إلى المنهج الصوفى، نظرًا لما يواجهه من تحديات، وبالتالى فلا يمكن أن يكون التصوف بعيدا عن أى قضية عالمية، خاصة إذا ما تعلقت بالتنمية، فالتصوف وضع لها ضوابط شرعية بحيث لا تزيد الفقير فقرا ولا الغنى غنى، وإنما تأخذهم جميعا إلى الفطرة السليمة "ولقد كرّمنا بنى آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات"، فالتصوف يأخذ بيد الإنسان إلى الله، والصوفية هم من يعرفون حق النبى جيدًا.
في حين وصف كبرى قدير الله شيخ الطريقة القادرية بالسنغال، الملتقى بأنه عيد جديد تتجسد فيه معانى قوله تعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، وهو شهادة على أن الصوفية يحملون راية المحبة والسلام في العالم، فالطريق ليس تشددًا وإنما تخلّق وإحسان.