البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

في ذكرى وفاته.. كيف أحيا الإماراتيون الذكرى الـ15 لوفاة الشيخ زايد؟

 الشيخ زايد
الشيخ زايد

أحيا الإماراتيون، اليوم السبت، الذكرى الـ15 لوفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي رحل عن دنيانا في الثاني من نوفمبر عام 2004.
ودشن نشطاء عبر موقع "تويتر"، هاشتاج "ذكرى وفاة الشيخ زايد"، معبرين عن حبهم وامتنانهم لمؤسس دولة الإمارات العربية.
وتضمنت التعليقات: "في مثل هذا اليوم الثاني من نوفمبر سنة 2004 رحل عنا مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، مرت 15 سنة على غيابه وكأنها بالأمس، وسيرته العطرة لا تزال تعبق بها الأمكنة والتواريخ وستبقى الأجيال تنهل من إرث زايد".
ولد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في السادس من مايو 1918، في مدينة أبوظبي بقصر الحصن، وتولى حكم مدينة العين في عام 1946، حيث عمل على تطويرها، وبفضل توجيهاته افتتحت في عام 1959 أول مدرسة بالعين حملت اسم المدرسة النهيانية، كما تم إنشاء أول سوق تجاري وشبكة طرق ومشفى طبي.
ومن أبرز القرارات التي اتخذها خلال فترة حكمه لمدينة العين إعادة النظر في ملكية المياه وجعلها على ندرتها متوفرة للجميع، بالإضافة إلى تسخيرها لزيادة المساحات الزراعية.
وبعدها بعشرين عاماً وبالتحديد في عام 1966، تولى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حكم إمارة أبوظبي، وذلك حتى عام 2004، وتمكن الشيخ زايد من تحقيق إصلاحات واسعة، خاصة فيما يتعلق بقطاعات التعليم والرعاية الصحية والإسكان الشعبي وتحديثها وتطوير المدن.
كما عمل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على بناء مؤسسات الدولة من نظام إداري ودوائر حكومية، كما أتاح فرص التعليم لآلاف الطلبة مكنتهم من الالتحاق بأفضل الجامعات في الخارج.
وكان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أول من نادى بالاتحاد، فرأى الحاجة إلى إقامة كيان سياسي موحد له كلمة قوية ومسموعة في المحافل الدولية، وقادر على تقديم الحياة الأفضل لمواطنيه. فبدأ التحرك، وكان اجتماع “السميح”، وهي المنطقة التي تقع بين إمارتي أبوظبي ودبي، حيث شهدت البذرة الأولى لبناء الاتحاد، حيث تم الاتفاق على تنسيق الأمن والدفاع والخارجية والخدمات الصحية والتعليمية وتوحيد الجوازات بين دبي وأبوظبي.
وفي عام 1969 انتخب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيساً للاتحاد التساعي، الذي ضم الإمارات السبع وقطر والبحرين، وبانسحاب الأخيرتين تم الإعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر/كانون الأول 1971 بست إمارات انضمت لها رأس الخيمة في 10 فبراير/شباط 1972، وانتخب رئيساً للاتحاد وقائداً أعلى للقوات المسلحة، حيث عمل على بناء المؤسسات الاتحادية وبناء القوات المسلحة.
وكان للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان توجه وحدوي حيث عمل مع الشيخ جابر الأحمد الصباح على إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتحقق ذلك في 25 مايو 1981 في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة، كما تم اختيار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالإجماع أول رئيس للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ويستذكر الإماراتيون بهذه المناسبة وبكل الفخر والاعتزاز مسيرة قائد نذر نفسه لخدمة أبناء شعبه، قائد تمتع بصفات عظيمة كانت سبباً في تحقيق إنجازات أشبه بالمعجزة، ولعل أعظم هذه الإنجازات هو الاتحاد الذي أصبح من أكثر النظم الاتحادية في العالم فاعلية وحيوية، حيث تحققت إنجازات غير مسبوقة في كل المجالات.
في مجال التعليم، أولى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هذا القطاع أولوية خاصة، لأنه كان يدرك أهميته في تطوير دولة الإمارات، فعمل منذ البداية على فتح المدارس وحرص على جلب الخبراء والمتخصصين من مختلف دول العالم، وقد أصبحت دولة الإمارات منارة علم، وهي مقصد للكثيرين من طلاب العلم وأصحاب الخبرات والكفاءات العالمية.
وفي مجال الصحة، عمل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على توفير أرقى الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين وفقاً للمعايير العالمية، وتحتضن دولة الإمارات مستشفيات ومراكز صحية مزودة بأحدث الأجهزة الطبية على الإطلاق.
أما في مجال الزراعة فتمكن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بخبرته وجهوده الحثيثة من تحويل الرمال الصفراء إلى جنة خضراء، وقد استحق في مجال البيئة عن جدارة أن يكون رجل البيئة الأول، وقد تم اختياره كأحد أبطال الأرض في العالم، وذلك لاهتمامه البالغ بالبيئة ولدوره في حماية الحياتين البرية والبحرية.
وبالنسبة إلى مجال تمكين المرأة، فقد كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان نصير المرأة بحق، حيث حرص على تعليمها ومساواتها بالرجل وقد تحققت للمرأة الإماراتية إنجازات غير مسبوقة في المنطقة، وهي تتولى مناصب عليا في دولة الإمارات.
وحول السياسة الخارجية، فقد كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان نموذجاً للزعيم الذي يحرص على حسن الجوار، ويعمل على تعزيز التعاون مع الأشقاء والأصدقاء، ولذلك لا عجب في أن تمتعت دولة الإمارات في عهده بعلاقات خارجية بناءة ووثيقة، وكان ينظر إليه دائما كرجل سلام ورمز للتسامح واحترام الآخر، ويحرص على النأي بالنفس عن أي صراعات أو خلافات في المنطقة أو أي مكان في العالم، بل كان دائماً وسيط خير موثوقاً به.
وعُرف الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بعطائه غير المحدود، حيث امتدت يداه بالخير إلى كل بقاع العالم، ولا شك أن الشيخ زايد كان من القلائل على مستوى العالم الذين سخّروا الثروة من أجل خدمة الإنسان، حيث كان يتعامل مع الناس كأبنائه تماماً، فيحرص عليهم في التعليم والصحة والترفيه، بينما لم يتردد يوماً عن تقديم المساعدة إلى كل المحتاجين من المجتمعات الأخرى.
وكان هَم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هو توفير الحياة الكريمة لكل أبناء الشعب وللأجيال القادمة من بعدهم، وتمكن رغم كل الصعاب من بناء دولة أصبحت بالفعل نموذجاً يحتذى به في التنمية والتطور والرفاه، حتى بات شعب دولة الإمارات كما أراده أحد أسعد شعوب العالم.