البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

نصائح رفاعة الطهطاوي في تربية الأبناء

رفاعة الطهطاوي
رفاعة الطهطاوي

يظل رفاعة الطهطاوي واحد من أهم رجال التنوير في مصر في العصر الحديث، ورغم الانتكاسات التي واجهها مشروعه التنويري في عهدي الخديو عباس والخديو سعيد، إلا أنه أكمل دوره كصاحب رسالة تتعلم منه الأجيال حتى اليوم؛ ليقدم الرجل، الذي تحل اليوم الثلاثاء ذكرى ميلاده، كتابا تحت عنوان "مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية"، والذي تناول خلاله افكاره الأساسية في اصلاح وتنمية المجتمع.
ومن بين هذه الأمور حديثه عن تهذيب الأخلاق وبث الفضائل بين أفراد المجتمع، وهذا ما يفتقده الجتمع في الوقت الراهن، وأصبحت المُثل الحميده نادرة، وهذا ما لمسناه في الفترة الحالية وهو خروج بعد الأبناء عن السياق المألوف في مجتمعنا؛ منها على سبيل المثال قضية "راجح" التي اصبحت حديث الرأي العام وكل وسائل الإعلام، فها هنا الطهطاوي يقدم نصائح وقواعد ينبغي الأخذ بها لتنشئة الأبناء تنشئة سليمة وصحيحة تجعل منهم أشخاص تُفيد من قيمة المجتمع؛ فقد أوضح الطهطاوي أنه عند ذكر تأديب الصبيان "فإن أول قوة تظهر في الإنسان هي القوة التي يشتاق بها إلى الغذاء والذي هو سبب كونه حيا".
وتابع "الرجل إذا علّم ولده ما فيه صلاحه واستقامته اجتنى ثواب ثمرة عمله دنيا وآخرة أما ثواب الآخرة فامره ظاهر وأما ثواب الدنيا فأمره البر والطاعة وعلى الصبي ان يتعود على الصمت والا يتكلم إلا جوابا فإذا حضر من هو أكبر منه يشتغل بالإنصات والاستماع له وعليه ان يمنع نفسه من خُبث الكلام وجميل اللقاء وكريمه وأن يتعود خدمة نفسه ومعلمه، وهذه الآداب النافعة للصبيان هي للكبار أيضا من الناس نافعة". 
ويُشير الطهطاوي إلى اننا علينا ان نربي ابناءنا على الإمتناع عن النوم الكثير "فهذا يقبحه ويغلظ ذهنه ويميت خواطره وهذا بالليل، فأما بالنهار فينبغي أن لا يتعوده ويمنع من الفراش اللين وجميع انواع الترفع والرخاوة حتى يصلب بدنه ويتعود الخشونة، ولا يعود الملابس الرقيقة ويعود المشي والحركة والركوب والرياضة ولا يفتخر بشئ مما يملكه والده ولا يربي شعره ولا يزين بملابس النساء".
ويبين الكتاب أن "الآداب النافعة للصبيان تعودهم على محبة الفضائل وينشئون عليها فلا يُثقل عليهم تجنب الرزائل ويسهل عليهم بعد ذلك ما جميع ما ترسمه الحكمة ويعتادون ضبط النفس عما تدعوهم اليه من اللذات القبيحة"؛ ويختتم الطهطاوي قائلا "إذا عرفت الطرق المحمودة في تأديب الصبيان فقد عرفت أضدادها ومن أنشأ على خلاف هذا فلا يرجى فلاحه وقد صار بمنزلة الوحش الذي لا يُطمع في رياضته ومثل هذا النسان يُرجى له النزوع عن اخلاقه بالتدريج والرجوع إلى الطريقة المثلى بالتوبة ومصاحبة الأخيار وأهل الحكمة".