خبراء عن "الممر": حقق نجاحًا استثنائيًا ودعم قيم الاعتزاز بالهوية المصرية.. أبرز بطولات الجندي المصري.. والقوات المسلحة أسهمت في نجاح الفيلم

أشاد الخبراء والجمهور بفيلم الممر، معتبرين نجاحه "استثنائيًا"، نظرًا لما قدمه من موضوعية وقيم تحض على إعلاء "الهوية المصرية" وشرف الانتماء للقوات المسلحة. 

كما كان للقوات المسلحة دور هام في ظهور الفيلم بهذا الشكل، حيثُ قدمت كامل الدعم اللوجيستى اللازم من الدبابات والرشاشات وأماكن التصوير التى تتم داخل معسكرات الجيش.

وقالت الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميد كلية إعلام جامعة القاهرة الأسبق، إن فيلم الممر من الناحية الفنية يعكس أن الجمهور المصري، بجميع أعماره، حينما يجد فيلمًا محترمًا يُعالج قصة متصلة بتاريخه الوطني وبطولات استرداده للأرض لا يتردد في الإقبال عليه وهو ما ينفي بعض الاعتقادات المأخوذة على المصريين، خاصة الشباب منهم، بأنهم يُقبلون على السينما الكوميدية والمليئة بمشاهد الرقص والبلطجة والمخدرات.

وتابعت عبدالمجيد لـ"البوابة نيوز": "الممر كان مؤثرًا بالنسبة للأسرة المصرية أثناء عرضه ما دفعهم للتفاعل معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي بكتابة اقتباسات أعجبتهم أو آرائهم حول قصة وأداء الأبطال والممثلين، كما أن الفيلم جاء ردًا على كثير من تساؤلات الناس التي تُشكك في مدى انتماء الشباب لوطنهم، فهو نموذج يكشف أن شبابنا بخير وانتماءه لوطنه بخير وحبه للوطن لا ينتهى، وأنه رغم كل ما مرت به مصر خلال السنوات الماضية من حالات ضبابية حاولت تفقد ثقة الشباب في وطنهم أو جيشهم إلا أن ذلك باء بالفشل".

وأشارت عبدالمجيد إلى أن المصريين تعرضوا خلال الأسابيع السابقة لذكرى الاحتفال الـ46 بنصر أكتوبر العظيم إلى حملة ممنهجة لفقد ثقتهم في وطنهم وجيشهم إلا إنها محاولات باءت بالفشل في النهاية وهو ما ترجمه الشباب المصري عبر مواقع التواصل الاجتماعي بافتخارهم بأن آبائهم أو أحد أقاربهم كانوا أبطالًا حققوا النصر في العاشر من رمضان. واختتمت: "فيلم الممر هو تجربة حية تكشف أن المصريين يفتخرون بجيشهم ويعزز لديهم الوفاء والوطنية ليكونوا شركاء أساسيين في حماية كل ذرة من أرض الوطن في أي وقت".

من جهتها، أشادت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس بالأفكار الإيجابية التي قدمها فيلم الممر الذي تم عرضه عبر شاشة التليفزيون مؤخرا، مشيرة إلى أهمية الإكثار من تل الأنماط من الأعمال لاسيما أنها تؤثر بشكل كبير في عقل ووعي الجمهور.

وأوضحت خضر خلال تصريحات خاصة للبوابة نيوز أن السينما جزء لا يتجزأ من تشكيل الوعي داخل الشارع المصري ولهذا يجب أن تعبر عن الواقع المجتمعي وكيفية تغيير المشكلات الاجتماعية المزمنة وليس تصديرها كما حدث خلال الفترة الماضية من أعمال فنية مبتذلة.

وأشارت خضر إلى أن هناك دورا هاما تلعبه القوى الناعمة المتمثلة في السينما والتليفزيون في تشكيل وعي المواطنين وشحن الوعي الثقافي والفكري والوطني أيضًا، لافتة إلى أهمية أن يكون هناك الكثير من النماذج التي تتحدث حول الوطنية وحول النماذج والنقاط المضيئة بالتاريخ المصري بجانب الأنماط الإيجابية من السلوك كما الحال بالنسبة لفيلم الممر الذي عرض كيف تغلب الجيش المصري على الفكر الصهيوني الاستعماري الذي لطالما حاول سرقة مقدرات الوطن في صورة مراحل بدأت من حرب الاستنزاف لتحطيم صنم أكاذيب إسرائيل الخاصة بأن جيشها لا يقهر.

في نفس السياق، قال الدكتور سعيد صادق، الخبير علم الاجتماع، إن فيلم الممر له جوانب إيجابية عديدة وهي زرع حب الوطن في الأطفال والشباب الذي لم يعاصر الحرب ولم يسمع عنها، لأن تلك الأفلام يكون لها عامل إيجابي للغاية ورأينا بأعيننا تأثر الكبير قبل الصغير بالفيلم خاصة بعد عرضه على القنوات المفتوحة.

وطالب صادق، أن يكون هناك مزيد من الأعمال الوطنية في الفترة المقبلة خاصة أن معظم الجيل الجديد لم يعرف عن التاريخ أو الحرب شيء، موضحًا أن تلك الأعمال تفيد المجتمع بشكل كبير بعيدا عن الأعمال التي تدعو للعنف والبلطجة وتربية الشباب على تلك الأفلام التي تسبب مشكلات كبيرة في الشارع المصري خاصةً وأننا نجد كثيرا من الشباب يقومون بتقليدها.