البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

مصر الوطن في "سر الوادي المقدس طوى"


مصر هى الوادى المقدس هكذا يدور محور كتاب الزميل الكاتب الصحفى محمد جاد هزاع نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية تحت عنوان «نصوص من الوادى المقدس – قصة قلب» الصادر عن دار «كتبنا» منذ أيام الكتاب يقع في 358 صفحة من القطع المتوسط ويدور محتواه من خلال نصوص ذات طابع أدبى تتناول قضية الدين والوطن والإنسان والحضارة بأسلوب لا يخلو من الطابع الصوفى.
مقدمة الكتاب تكشف جانبا مهما من ماهية الكتاب وفلسفة الكاتب الذى يقول «الإنسان المؤهل لتحقيق السعادة في الدارين إن التزم بالدين المنزل لا المبدل هو القادر على صنع الحضارة التى هى الترجمة الإنسانية للدين المنزل هو سر الله في الأرض».
وعبارة «الدين المنزل «تتكرر كثيرا في الكتاب قاصدا منها الدين البكر الأصلى الذى لم تلوثه أفكار وهابية أو إخوانية أو طائفية».
ويضيف: «ولأنه لا إنسان بلا وطن فلا دين إلا بوطن فالوطن هو الدائرة الأولى من الكينونة المتعدية لأى إنسان ثم تتسع الدوائر لتشمل الأرض كلها بما فيها ومن عليها ولأن الدين المنزل هو الحضارة الإنسانية فلا دين بغير وطن لأنه لا حضارة بغير وطن».
الكاتب هنا يرد على أبواق من يحسبون أنفسهم على الإسلام ويدحض ادعاءهم بأن الدين الإسلامى لا يعترف بحدود وأوطان وهو ما ردده سيد قطب بتعبيره المعروف «وما الوطن الا حفنة من تراب عفن!!».
ويضيف الكاتب «الأوطان كما البشر نسب من الأسماء الإلهية تتمايز وتتنوع ويتميز ويتنوع مواطنوها، وطبقا لهذه الميزات والتنوعات يكون دورها المنوط بها ودور مواطنيها».
ويشير إلى أن «من الأوطان ما يكون دوره المنوط به هو الحفاظ على الدين المنزل وترجمته عمليا إلى حضارة إنسانية تحقق السعادة لمواطنيه وللناس أجمعين لو استطاع، ومن المواطنين من تكون مهمتهم هى الدفاع عن هذا الدين وهذه الحضارة إذا تعرض أى منهما لخطر التبديل والتزييف والتزوير والتشويه ومن ثم فهؤلاء المواطنون هم «خير أجناد الأرض» وهم «في رباط إلى يوم القيامة» التزاما بهذه المهمة المقدسة».
يرصد الكتاب أيضا ما يمكن أن يعترى الأوطان من حالات الضعف وما يمكن أن يصيب أبناءه من كوارث في أرزاقهم ويسرد الحلول الإنسانية والأخلاقية النابعة من الدين الصحيح الذى يعالج مشكلات الإنسان أيا كان وكيف يكون ويقول: «قد يبدو هذا الوطن في فترة من الفترات فقيرا ضعيفا ويبدو مواطنوه فقراء ضعفاء حتى يظن العالم بمن فيه بعض أبنائه أنه لم يعد له دور ولكن فجأة يرى حراس الوطن والدين والحضارة المخبئون بين طياته أن «الدين المنزل» من حيث هو قيم ومقاصد عليا وعبر و«الحضارة الإنسانية» من حيث هى قبول التنوع والاختلاف والتعاون والتكافل والمودة والأعمار مهددان تهديدا حقيقيا فإذا به يقوم بإذن ربه ليعيد العالم إلى جادة الصواب.
وينتهى الكاتب إلى الرسالة الأساسية التى يريد إثباتها من خلال الكتاب فيقول: فإن لم تجدوا ولن تجدوا فاعلموا أن سر «الوادى المقدس طوى» يكمن في الحفاظ على «الدين المنزل» و«صناعة الحضارة» و«الدفاع عنهما وإعادة العالم إلى جادة الصواب وقت اللزوم». 
ويعقب « هذا سر مصر وأبنائها بطول التاريخ وعرضه ماضيه وحاضره ومستقبله وأزعم أن هذا ما تفعله مصر الآن وما يفعله أبناؤها حاليا تأسيسا لدورة حضارية جديدة.
ينهى الكاتب كتابه من خلال نصوص أدبية ذات ملامح شعرية عذبة مؤكدا على أن الوطنية مكون أساسى من مكونات الإنسان المتحضر أيا كان دينه وانتماءه العرقى والطائفى.