البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

«المسجد الأقصى» في مرمى إرهاب المتطرفين الإسرائيليين

البوابة نيوز

«المسجد الأقصى».. أحد الأهداف الرئيسية التى تسعى قوات الاحتلال الإسرائيلى لتضع يدها عليها منذ أن وطأت أقدام اليهود فلسطين منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، حيث تتحرك بشكل مكثف على مدى السنوات الماضية للسيطرة عليه وهدمه، وعلى هذا النحو خرجت عدة جماعات يهودية متطرفة تحاول اقتحام الأقصى يوميا تحت حماية واسعة من سلطة الاحتلال في محاولات منها لإثبات ملكية اليهود في المسجد تمهيدًا لهدمه للبحث عن الهيكل المزعوم.
«جماعات الهيكل» هى أبرز وأقوى تلك الجماعات وصاحبة الصوت الأعلى في الدعوات يوميًا لاقتحام المسجد الأقصى الشريف والترويج لهدمه لبناء «الهيكل» المزعوم مكانه، وتكثيف الاقتحامات المركزية والبرامج الإرشادية، وزيادة ساعات الاقتحامات والوجود اليهودى في المسجد، مع دعواتها المتكررة لإغلاق مصلى باب الرحمة وتحويله لكنيس يهودي.
ومع بداية انتخابات الكنيست الحالية، استغلت هذه الجماعات قضية استهداف الأقصى، والدعوات لبناء «الهيكل» ورقة ضغط على الساسة الإسرائيليين الذين خاضوا سباق الانتخابات في منتصف سبتمبر الجاري.
وخلال الأعياد اليهودية تنشط جماعات الهيكل دعواتها وممارساتها الترويجية لهدم الأقصى وبناء «الهيكل»، ودعواتها لتغيير الوضع القائم في المسجد، وإتاحة المجال لليهود لأداء صلواتهم وطقوسهم التلمودية بداخله دون قيود أو شروط.
وينضم لها جماعات متطرفة أخرى تسعى لتحقيق ذات الهدف، وهى «جماعة حراس الهيكل، بناء الهيكل، إسرائيل الفتاة، كاخ، أمناء الهيكل، حركة نساء من أجل الهيكل، التاج الكهنوتي، إعادة التاج، جماعة الاستيلاء على الأقصى، وحركة عائدون إلى الجبل».
وبحسب تقارير صحفية فقد تم الكشف عن أن وزير الأمن الداخلى الإسرائيلى المتطرف جلعاد أردان رجل «منظمات الهيكل» في حكومة الاحتلال واحدًا من أقرب وزراء «حزب الليكود» إلى تلك المنظمات، وأكثر شعبية ومرشح لديها تقدمًا في قوائم الحزب لانتخابات الكنيست القادمة.
وكثيرًا ما دعا «أردان» في تصريحاته إلى تغيير الوضع القائم في الأقصى، حيث اعتبر أن الوضع الحالى «مجحف بحق اليهود»، لأن جبل الهيكل هو أقدس مكان بالنسبة لليهود».
وتفاخر خلال لقاء تليفزيوني، بـ«التغيير الكبير في قواعد دخول المقتحمين اليهود والتسهيلات الممنوحة لهم في الأقصى منذ توليه منصبه في عام ٢٠١٥».
وقال: إن «الوزراء المقربين من جماعات الهيكل كان عليهم أن يشترطوا السماح بصلاة اليهود في الأقصى قبل الانضمام لحكومة نتنياهو، في تمهيد لمحاولة فرض هذا الشرط بعد الانتخابات المقبلة».
ولم يتوقف هذا الأمر على «أردان»، بل اتفق رئيس «حزب الهوية» المتطرف موشى فيجلن مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو نهاية أغسطس الماضي، على حل حزبه وإدخاله بالكامل في كتلة «الليكود» بالانتخابات مقابل منحه عدة امتيازات خاصة لـ«جماعات الهيكل».
ومن أبرز هذه الامتيازات، وفق ما جاء في الاتفاق الذى نشرته الصحف العربية «تحسين الخدمات والمعلومات وتقصير فترة انتظار اليهود أمام «جبل الهيكل»، ما يعنى تسهيل اقتحاماتهم وإطالة مدتها وإحضار يافطات وأدوات تعريفية خاصة بهم في الأقصى.
وتعقيبًا على هذا الاتفاق، اعتبر اتحاد «منظمات الهيكل» «أن هذا أكبر إنجاز سياسى يحققونه منذ احتلال القدس عام ١٩٦٧ في الطريق نحو بناء «الهيكل» المزعوم مكان مسجد قبة الصخرة».
وفى تقرير أعده مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلى والفلسطينى أن أعداد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى، خلال شهر أغسطس الماضى تصاعدت بشكل كبير.
وأوضح المركز أن عدد المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى خلال أغسطس الماضى فقط وصل ٣٣٣٠ مستوطنًا، بينهم عناصر في جيش الاحتلال بلباسهم العسكري، وما يسمون بطلاب الهيكل المزعوم.
وأشارت الإحصائية أن عدد المستوطنين المقتحمين للأقصى بلغ ٣١٨٠، بالإضافة ١٥٠ من طلاب الهيكل المزعوم، ومن بين المقتحمين وزير الزراعة في حكومة الاحتلال أورى ارئيل.
وبين المركز أن الاقتحام الأوسع كان في أول أيام عيد الأضحى المبارك إذ بلغ ١٧٢٩ مستوطنًا، وقاد الاقتحام المتطرف يهودا غليك، وتأتى هده الاقتحامات بما يسمى بـ«ذكرى خراب الهيكل».
«تدفيع الثمن»
جماعة «تدفيع الثمن» أو «جباية الثمن» اليهودية المتطرفة، هى حركة شبابية يمينية متطرفة، ظهرت في يوليو ٢٠٠٨، وكانت لها عمليات سابقة في عام ٢٠٠٦، ولكنها لم تكن واضحة التأطير، وتطلق على نفسها اسم «تاج محير» أى تدفيع أو جباية الثمن بالعربية.
ابتكرها رئيس المجلس الإقليمى لمستوطنات شمال الضفة الغربية، الذى يضم عدة مستوطنات في منطقة نابلس بقيادة رئيسه صاحب وممول الفكرة غرشون ميسيكا، العضو في حزب الليكود الذى يتزعمه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو.
كانت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية، أشارت في تحقيق صحفى سابق عن مجموعات «تدفيع الثمن»، إلى أن المستوطنين الذين يشتركون في هذه الاعتداءات هم في معظمهم من تلامذة الحاخامين يتسحاق غينزبورغ، ودافيد دودكيفيتش، ويتسحاق شابيرا، الذين يقفون على رأس المدرسة الدينية «يشيفات» في مستعمرة «يتسهار»، والتى تعتبر أحد أبرز معاقل المتطرفين اليهود.
في تقرير سابق لمنظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية، أكدت أن نسبة ٨٥،٣ في المائة من الشكاوى التى تقدم بها فلسطينيون ضد «تدفيع الثمن» عملت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على حفظها وعدم ملاحقة المتهمين فيها، فيما لاحقات الشرطة نسبة ٧.٤ في المائة فقط من الشكاوى، مكتفية بتوجيه اتهامات لثلث، فقط، من هذه النسبة البسيطة. وعدد قليل جدًا أفضى إلى إدانة في المحاكم، وبمعظمها أحكام مخففة مع وقف التنفيذ.
كانت قد نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية في عينة مختارة عن فترة ثمانية أشهر من عام ٢٠١٢ إلى تسجيل ٧٨٨ حالة اعتداء لـ«تدفيع الثمن»، قادت فقط إلى ١٥٤ اعتقالًا لمستوطنين، أطلق سراحهم لاحقًا لـ«عدم كفاية الأدلة».