البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

مصطفى كامل.. عندما يكون للوطن صرخة

مصطفى كامل
مصطفى كامل

على الرغم من وفاته في سن صغيرة، إلا أنه حفر اسمه من نور في التاريخ، وعرف بدوره الكبير في مجالات النهضة، وترك بصماته في عرض القضية المصرية في أوروبا بعد مذبحة دنشواي، ومواقفه ضد الاحتلال الإنجليزي التي ما زالت تدرس في كتب التاريخ حتى وقتنا هذا، إنه الزعيم الراحل مصطفى كامل.
حيث تحل اليوم الذكرى الـ 145 لمولده، حيث ولد الزعيم مصطفى كامل في 14 أغسطس 1874، في قرية كتامة التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية، وكان أبوه علي محمد، أحد ضباط الجيش المصري، وقد رُزِقَ بابنه مصطفى وهو في الستين من عمره، وعُرِف عن الابن النابه حبُّه للنضال والحرية منذ صغره؛ وهو الأمر الذي كان مفتاح شخصيته وصاحبه على مدى 34 عامًا، وتلقى تعليمه الابتدائي في ثلاث مدارس، أما الثانوي فالتحق بالمدرسة الخديوية وأسس فيها جماعة أدبية وطنية، ثم التحق بمدرسة الحقوق التي كانت تعد مدرسة الكتابة والخطابة في عصره، وتنقل بين عدد من الجمعيات الوطنية، واستطاع أن يتعرف على عدد من الشخصيات الوطنية والأدبية، وفي 1893 التحق بمدرسة الحقوق الفرنسية، ليكمل بقية سنوات دراسته، ثم التحق بعد عام بكلية حقوق «تولوز»، واستطاع أن يحصل منها على شهادة الحقوق.
وبعد عودته إلى مصر سطع نجمه في سماء الصحافة، واستطاع أن يتعرف على بعض رجال وسيدات الثقافة والفكر في فرنسا، ومن أبرزهم جولييت آدم، وازدادت شهرته مع هجوم الصحافة البريطانية عليه، كما دعا لتأسيس جامعة مصرية ألا وهي "جامعة القاهرة"، بعد أن ذاع صيته، ودعا بعدها في أوروبا لنصرة القضية المصرية ودعمته في ذلك دعائيا الصحفية الفرنسية، المعروفة وقتها بـ"جولييت"، ليصدر في عام 1900 جريدة "اللواء" اليومية.
ومن أقواله المأثورة: «لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا»، و«لا يأس مع الحياة ولا معنى للحياة مع اليأس»، و«التعليم بلا تربية عديم الفائدة»، و«إن الأمة التي لا تأكل مما تزرع وتلبس مما لا تصنع أمة محكوم عليها بالتبعية»، و«مصر للمصريين أجمع».
وتُعد حادثة دنشواي هي أشد المواقف إيلامًا في حياة مصطفى كامل، والتي دعت اللورد كرومر – المندوب السامي لمصر – أن يستقيل بسبب الضغط الذي سببه الرأي العام في أوروبا، وما كان من مصطفى كامل إلا أن تفاعل مع ذلك الحدث ونشر مقالات نارية في الكثير من الصحف الأوروبية فكان لدفاعه وجهوده الدولية أثر كبير في الإفراج عن المسجونين في حادثة "دنشواي‏"، التي أعدم فيها الاحتلال البريطاني عددًا من الفلاحين المصريين أمام أعين ذويهم بعد محاكمة صورية برئاسة بطرس غالي باشا، رئيس الوزراء آنذاك.
وفي عام‏1907‏ أرسل رسالة لهنري كامبل رئيس وزراء بريطانيا في ذكرى الاحتلال يؤكد فيها أن على إنجلترا أن تفي بوعدها لإنهاء الاحتلال عن مصر‏،‏ وفي العام نفسه قام مصطفى كامل بالإعلان عن تأسيس الحزب الوطني رسميا‏.‏
توفى عن عمر يناهز 34 عاما، ورغم أنه عاش ثمانى سنوات فقط في القرن العشرين، فإن بصماته امتدت حتى منتصف القرن، وتوفى في 10 فبراير 1908م.