«اللقاء المعقد بين الغرب والإسلام».. تاريخ العلاقة بين الجانبين
«اللقاء المعقد بين الغرب المتعدد والإسلام المتنوع» كتاب من تأليف «فيليس داسيتو»، المحاضر بجامعة لوفان البلجيكية، يتطرق إلى موضوعات النزاع بين الغرب والإسلام، والتى تتلخص فى مخاوف الغربين من الحركات الإسلامية، والخشية من الهيمنة التى تؤرق المسلمين.
يسرد الكتاب تاريخ العلاقة بين الجانبين، مستخدما وصف الغرب المتعدد، والذى يقصد به جغرافية المكان الذى تحول منذ العصور القديمة إلى مصطلح محمل بالمعاني، نتيجة الترسبات الثقافية والاجتماعية الكبرى أولها الإرث اليونانى والرومانى والمسيحى الذى طبع تاريخ أوروبا الطويل، العوامل الأخرى المتمثلة فى الفكر الفلسفى المتعلق بالطبيعة والسفر والسياسة، والذى يعرف فى التاريخ بعصر التنوير ثم العلوم والتكنولوجيا التى تطورت نتيجة الرأسمالية والثورة الصناعية، كل هذه العوامل شكلت هيمنة للقوى السياسية الغربية على سائر أنحاء العالم بلغت حدتها فى حركات الاستعمار والإمبريالية الجديدة.
أما الاسلام المتنوع، فالمقصود به مليار شخص يضمهم عالم الإسلام، والتى تنتمى إلى معتقد واحد، ولكنها تشكل فضاءات وتراث ثقافى ولغوى مختلف نسيبا، تتمثل فى مجموعتين كبيرتين، الأولى هى السنة وتمثل غالبية المسلمين، والأقلية الشيعية، كما أن كل تيار بداخله رؤى وتفسيرات متعددة.
وبعد استعرض العلاقة التاريخية بين الطرفين، يسلط الضوء على النقاط الخلافية بينهما فى العقود الأخيرة ومنها النزاع حول الفرد، أما القضية الأخرى فهى النزاع حول النساء والرجال أى الخلاف حول النظرة بين دور الجنسين وخاصة دور المرأة، كذلك النزاع حول النظام وبناء المجتمعات موقع العامل الدينى فى هذا البناء، النزاع حول الموقع فى العالم: الحضارة الغربية تسعى لأن تكون وتصبح فى المستقبل وتفرض نفسها على أنها الحضارة الكونية، ولم يعد لديها خصوم على الصعيد الأيديولوجيى، غير أن العالم الإسلامى الوحيد الذى يتردد فيه الخطابات التى تعلن مواجهة أيديولوجية شاملة.