23 يوليو العصر الذهبي للطبقة العاملة المطحونة
تروى سلوى عبدالستار قناوى، رئيس الجمعية النسائية لتربية النشء بالمنيا ذكريات عن والدها الذى عاصر ثورة ٢٣ يوليو، قائلة: «والدى كان مهندسا ومن مواليد، ١٩٢٩ كان محبا للثورة والثوريين وجمال عبدالناصر، كان يروى لنا ذكرياته أيام الثورة، وكيف ساند الشعب الجيش، ووقف بجانبه من أجل التخلص من الظلم والاستبداد، ومن أجل العدالة الاجتماعية.
وأضافت عمت الأفراح المنازل بعدما أعطت الثورة للفلاح حقوقه، وقضت على الإقطاع، وكان أهل والدى من الفلاحين الذين حصلوا على حقوقهم بعد الثورة، ثم تملكوا الأراضي، ولن أنسى أعمام والدى من مركز ديرمواس بلد البطولات التى حاربت الاستعمار، وكان والدى يحكى لنا عن جنود الاستعمار وظلمهم للفلاحين والمصريين، وكان الراديو فى هذا الوقت هو بطل الأحداث حيث كانت بيانات الثورة تذاع من خلاله، وكان المواطنون يتجمعون فى كل منزل أو قهوة بها راديو لكى يستمعوا إلى أخبار الرئيس جمال عبدالناصر وجميع خطاباته وأبطال الثورة والضباط الأحرار.
وتضيف رئيس الجمعية النسائية لتربية النشء بالمنيا أن «الذكرى السابعة والستين لثورة ٢٣ يوليو تعانقت مع المكتسبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى تعد نقلة كبيرة فى حياة كل امرأة مصرية، وبعد أن وصلت المرأة إلى مناصب هامة وكبيرة فى عصرنا الحالى مثل وزيرة ومحافظة وسفيرة لا بد أن نتذكر دور ثورة ٢٣ يوليو التى غيرت نظرة المجتمع للمرأة بعد إعطائها حقوقها كاملة بالدستور وعملت على تحسين الحياة الاجتماعية لها من خلال مشروع الأسر المنتجة ومشروع الرائدات الريفيات والنهوض بالمرأة الريفية، بالإضافة إلى الجمعيات الأهلية التى تقدم المزيد من الخدمات التنموية وتعليم وتدريب السيدات، بالإضافة إلى مشاركتها السياسية والنهوض بأحوالها الاقتصادية، ومن أبرز مكتسبات الثورة حق المرأة فى التعليم، حيث أصبح بإمكان فتيات كثيرات الالتحاق بالتعليم الجامعى المجانى، مما أفاد الطبقة المتوسطة التى تمتعت بالتعليم المجانى الذى ناسب إمكانياتهن المادية.
ويحكى خيرى فؤاد من جيل الثورة بمحافظة المنيا ومن أبطال حرب أكتوبر، وهو محارب قديم فى قوات الصاعقة المصرية، قائلا: عاصرت الثورة وعمرى كان ٧ سنوات، وأتذكر كل الأحداث، ويسموننى فى سمالوط «صندوق التاريخ»، وأتذكر الأفراح والأحداث فى ذلك الوقت، وكيف أيد الشعب المصرى الثورة وأيد الضباط الأحرار، ولن أنسى احتفالات الأهالى فى أيام الثورة بعد أن تم القضاء على الفساد والظلم والاستبداد.
يقول أحمد عبدالمنعم إسماعيل من القيادات الشبابية بمحافظة المنيا ومن كبار المزارعين أن جده الحاج عبدالمنعم إسماعيل كان عمدة البلد وقتها، وكان له دور بارز فى مساندة الثورة، وكان يروى كيف أن الثورة رفعت الظلم وأنصفت الفلاح، ونحن نعيش حتى اليوم مكتسبات ثورة ٢٣ يوليو، فهى عيد الفلاح المصرى الذى حصل على حقوقه، وتعتبر الثورة العصر الذهبى للطبقة العاملة المطحونة، الذين عانوا أشد المعاناة من الظلم وفقدان مبدأ العدالة الاجتماعية فحولت الحلم للحقيقة بعد أقل من ٥ أشهر بقوانين الإصلاح الزراعى والجمعيات التعاونية وبنوك التسليف، وتخصيص ٥٠٪ من مقاعد مجلس النواب للعمال والفلاحين.
ويوضح الحاج محمد إبراهيم من الفلاحين الذين استفادوا من الثورة وقانون الإصلاح الزراعى: «قانون الإصلاح الزراعى كان بشرة خير على الفلاحين، والبداية لتحقيق العدالة الاجتماعية، حيث أعطت الفرصة للفلاح أن يعمل بأملاكه دون أن يتحكم بهم أحد، وأصبحنا نحدد مواعيد زواج أبنائنا بمواعيد جنى المحاصيل، ليكون ختام المحصول وسداد تكاليف الزواج، ولم يتسلم الفلاحون أراض مجانية إلا بعد الثورة، حينما وزع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ٥ أفدنة على الفلاحين، واستطاع الفلاحون تعليم أبنائهم داخل أكبر الكليات بعد أن أصبحوا ملاكا للأراضى الزراعية بدلا من أن يكونوا أجراء كما اعتادوا أيام الإقطاع، ونحن نعيش حتى اليوم فى ثمار الثورة التى نصرت الفلاح وأعطته حقوقه وردت له كرامته.