البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

إيران تشعل فتيل الحرب في الشرق الأوسط وتسير على خطى كوريا الشمالية.. هشام النجار: المناورة النووية ورقة أخيرة تلعب بها طهران.. وأحمد قبال: وضعت نفسها أمام تحديات لا حصر لها

البوابة نيوز

أعلنت إيران أنها ستتجاوز في تخصيب اليورانيوم الحد المنصوص عليه في الاتفاق النووي، الذي وقعته مع الدول العظمى عام 2015.


من جانبه قال هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن قرار إيران بشأن زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم هي لعبة شد وجذب تجري في اتجاه التصعيد لتحقيق أهداف على حساب الطرف الآخر بمعنى أن طهران موقنة بأن واشنطن تحرص على عدم الانزلاق للحرب الشاملة وتكتفي بالحرب الاقتصادية التي ستطول وستعاني منها الحكومة الإيرانية ونظام الخوميني بشكل عام وقد تؤدي في النهاية لإسقاط هذا النظام وعزله شعبيًا.
وأضاف النجار، أن طهران لا تريد لهذا السيناريو أن يتحقق فتمضي في التصعيد على محاور عدة منها استهداف الملاحة في الخليج العربي وتهديد مضيق هرمز وتوجيه ضربات في العمق السعودي ومنها المناورة النووية عبر إظهار عدم الالتزام بالاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن، وهذا كله غرضه فرض مواجهة عسكرية محدودة لن تكون واشنطن هي الرابح فيها على أية حال نتيجة اعتبارات استراتيجية وعسكرية كثيرة وبعدها تخرج إيران بدعايات تفيد انتصارها في المواجهة العسكرية مما يعطيها دفعة معنوية هائلة ويعزز موقفها في الداخل الإيراني ويحول دون إسقاط النظام.

وأشار الباحث في الشأن الإيراني أحمد قبال، إلى أن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران 2018 وتفعيلها العقوبات القصوى ضد إيران شهد الاقتصاد الإيراني تدهور غير مسبوق، ولم تجد إيران أمامها سوى الضغط على باقي أطراف الاتفاق النووي لمساعدتها على تلافي آثار العقوبات الأمريكية، ورغم تطمينات الجانب الأوروبي وروسيا والصين لإيران وأنها ستلتزم بالاتفاق مع إيران، إلا أن تلك التطمينات لا تكفي إيران المنهارة اقتصاديا، ومن ثم قررت إيران الانسحاب تدريجيا من الاتفاق النووي بالعمل على زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب، ثم تجاوز نسبة تخصيب اليورانيوم المقررة وفق الاتفاق النووي.
وأضاف قبال، أن تلك المجازفة الإيرانية تمثل سلاح ذو حدين، فإما أن تذعن أطراف الاتفاق وتقدم لإيران الضمانات الكافية لتعويضها عن الانسحاب الأمريكي وتمكنها من الالتفاف على العقوبات وهو ما تسعى إليه ايران، وإما أن تبدأ تلك الأطراف في الانسحاب من الاتفاق النووي تدريجيا بحجة عدم التزام الجانب الإيراني، ومن ثم تبدأ مرحلة جديدة من الضغوط ضد إيران، لكنها وفق هذا الطرح ستكون ضغوط بصبغة أممية ودولية.. 
وأكد "قبال" أن إيران تسعى للسير على نهج كوريا الشمالية في ملفها النووي وصولا لنقطة اللاعودة وأول قنبلة نووية، لكن هذا مستبعد إذا أخذنا في الاعتبار أن إيران ما زالت في بداية طريق الوصول للقنبلة النووية وأمامها تحديات لا حصر لها، كما أنها ما زالت ملتزمة بمراقبة وتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي نفس السياق قال محمود كمال، باحث في شئون الحركات الإسلامية، إن قيام طهران بزيادة نسبة تخصيب اليورانيوم لتصبح أعلى مما هو وارد في الاتفاق يعد ابتزازا واضحا للمجتمع الدولي وتهديدا للأمن الإقليمي، مؤكدا أن إيران تلعب بالنار ولا بد من وقفة دولية تجاه عنجهيتها وإصرارها على خرق الاتفاقيات الدولية.
وتوقع كمال بأن يكون هناك مزيدا من تضييق الخناق على طهران من خلال إلزام الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق بعدم الالتزام به لأن نظام الملالي الإرهابي لم يلتزم به ويريد تهديد الأمن والسلم العام للمنطقة، وكذلك من خلال المزيد من العقوبات الاقتصادية التي ستزيد من عملية انهيار الوضع الداخلي، لافتا إلى أن هناك أزمات داخلية اجتماعية واقتصادية وسياسية يواجهها نظام روحاني الإرهابي الدموي الفوضوي نتيجة دعمه الإرهاب والفوضى في المنطقة.
ولفت كمال، إلى أن طهران تظن أن زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم سيكون أحد كروت التفاوض بالنسبة لها لكن سيكون له عواقب وخيمة على رأسها فقدان أي حلفاء أو تعاطف خاصة على المستوى الأوروبي، بل وقد يصل الأمر إلى التصعيد الدولي من قبل مجلس الأمن، مطالبا بوقفة دولية وردع قوي تجاه رغبة نظام الملالي الإرهابي بإشعال المنطقة بالفوضى والإرهاب.