البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

إميلي نصرالله.. أطياف الأساطير القديمة

 إميلي نصرالله
إميلي نصرالله

تحل، اليوم السبت، ذكرى ميلاد الكاتبة والأديبة اللبنانية إميلي نصر الله، التي غابت عن عالمنا عن عمر يناهز 87 عامًا في مارس العام الماضي، بعد أن تركت لنا إرثًا أدبيًا عظيمًا، فهي أديبة وروائية، امتازت بحبك الرواية والقصة القصيرة، وأبدعت في كتابة قصص الأطفال، حيث ترجمت أعمالها التي دار معظمها حول الهجرة والمرأة والحرب، إلى العديد من اللغات الأجنبية. 
أحبت بلدها لبنان حبًا كبيرًا، وكانت كلماتها التي قالتها حين تم تقليديها وسام الأرز وهو أعلى الاوسمة التي تمنحها الدولة للبنانية لأبنائها، حيث قالت: "فخورة ببلدي ولم أحاول تركها حتى في أصعب الأوقات". 
وصارت "نصر الله" عنونًا كبيرًا لكثير من أطروحات الماجستير والدكتوراه، ودخلت أعمالها الأدبية وكتبها في صلب المناهج التعليمية للطلاب في المرحلتين الثانوية والجامعية، وتُعد راوية "طيور أيلول" هي باكورة أعمالها الأدبية، وكانت نقطة الانطلاق لنصر الله في عالم الأدب، حيث حظيت منذ صدروها عام 1962 باهتمام كبير في جميع الأوساط الأدبية، وحصدت العديد من الجوائز، حيث طبعت أكثر من 14 طبعة وكان آخرها طبعة بطريقة "برايل" للمكفوفين. 
نشأت إميلي في الريف والذي كان له تأثير كبير على شخصيتها، حيث تقول "نصر الله": "نشأتي لا تختلف كثيرًا عن نشأة أية فتاة في القرية، وكان أهلى يملكون أراض مزروعة بالزيتون والكرمة"
وأمضت طفولتها في منزل جدتها بصحبة خالها "أيوب"، الذي اضطرته ظروف الحرب إلى الهجرة لأمريكا، والعودة مرة أخرى مصطحبًا معه قصصًا وحكايات عن العالم الذي عاش فيه ونهل من ثقافته وحضارته، وهو العالم الذي تأثرت به إميلي كثيرًا، وبدا تأثرها واضحًا في كتاباتها.
كانت "نصر الله" تحلم دائمًا بتحويل منزلها إلى مركز ثقافي وبالفعل تم تسجيله باسم جمعية طيور أيلول" على اسم أول عمل أدبي لها، والتي تعبر من خلاله على رغبتها الشديدة في عودة المغتربين إلى بلادهم، ولهذا تم تقسيم المنزل إلى قسمين الأول يضم المكتبة الخاصة بها والتي بها العديد من الكتب والأبحاث عن أدب الهجرة، والجزء الثاني يتم تخصيصه لاستقبال الفنانين. 
حصدت إميلي العديد من الجوائز ومنها جائزة الشّاعر سعيد عقل في لبنان وجائزة مجلّة فيروز وجائزة جبران خليل جبران من رابطة التّراث العربيّ في أستراليا وجائزة مؤسّسة IBBY العالمية لكتب الأطفال على رواية "يوميات هر".
وصدر لها مؤلفات عدة في مجال أدب الطفل والرواية والقصة القصيرة ومنها طيور أيلول، وشجرة الدفلي، والرهينة، وتلك الذكريات، والجمر الغافي، وفي مجال القصة القصيرة صدر لها وروت لي الأيام، والينبوع، والمرأة في 17 قصة، وخبزنا اليومي، ولحظات الرحيل، والليالي الغجرية، والطاحونة الضائعة، وأوراق منسية، اما في مجال أدب الطفل فصدر لها الباهرة، وشادي الصغير، وجزيرة الوهم، وعلى بساط الثلج.