البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

مركز دراسات الشرق الأوسط يقود الحوار بين «ضفتي المتوسط» بباريس.. عبدالرحيم علي: دول أوروبية تعامل الإرهابيين كمناضلين.. إعلام الغرب يطارد أصحاب الأفكار العنصرية حتى القبر ويتباكى على مرسي والإخوان

البوابة نيوز

قال الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، وعضو مجلس النواب، إنه في الأمس القريب كتب روبرت فيسك في الإندبندنت، مقالا مطولا عن الرئيس المعزول محمد مرسي العياط، هذا الإخواني الذي يؤمن بنفس الأفكار التي يؤمن بها تنظيم الإخوان الإرهابي من احتقار المرأة وتجريم الفن والثقافة وعدم احترام الثقافات المختلفة وعدم احترام الآخر، ومع ذلك يعتبره روبرت فيسك شهيدا للحرية، ويعتبر حكمه حقبة ديمقراطية ويعتبره منتخب انتخابا حرا ديمقراطيا.



وأضاف عبدالرحيم علي: "يبدو أنه ليس لدى روبرت فيسك أي تفاصيل أو أي علم بما حدث في تلك الانتخابات يوليو 2012 وأقل ما حدث هو منع الإخوة الأقباط المصريين من الخروج من منازلهم للتصويت في هذه الانتخابات، وهذه الجريمة الكبرى التي ارتكبها الإخوان آنذاك ليساعدوا رئيسهم المخلوع محمد مرسي العياط على الوصول إلى السلطة في مصر بشكل غير ديمقراطي، هذا ما يعتبره روبرت فيسك شكلا ديمقراطيا.. هذه هي الازدواجية التي يتعامل بها الغرب معنا".
وقال علي، إنه يحضره مقولة للمرحوم الدكتور رفعت السعيد، نصها "الإرهاب يبدأ فكرا، والإمساك بالسلاح هو التعبير الأخير عن قضية الإرهاب، ولكن بداية من نفي الآخر واعتباره مواطنا من الدرجة الثانية أو مواطنا كافرا، وتعريف فكرة الجهاد عند الإخوان هو قتال غير المسلمين وليس التعايش السلمي والبناء المشترك للمسلمين وغير المسلمين"

وأكد رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، أنه عندما تخطط لنفي الآخر وإزاحته من مشهد الحياة نفسها عبر بناء الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم والدولة الإسلامية والخلافة الإسلامية ثم أستاذية العالم كله، أي أن تحكم أنت العالم كله باسم دين واحد وباسم فكرة واحدة، هذا الفكر لا يمثل غير الإرهاب بكل أركانه.
وتابع: "مَن أمسكوا بالسلاح وقتلوا رجال الشرطة أو رجال الجيش أو الأقباط أو السياح أو المواطنين قتلوهم بفتاوى الإخوان وشيوخ الإخوان، من أول عبدالرحمن السندي وحسن البنا، كل هؤلاء رسموا الطريق لداعش، وأسامة بن لادن هو تلميذ في مدرسة الإخوان".
وأكد عبدالرحيم علي، أن الإرهابيين ومموليهم استفادوا كثيرا من التناقضات السياسية والخلافات الأيديولوجية بين الدول والمحاور الدولية والإقليمية، في عالمنا المعاصر.

وتابع: "بينما كان الوطن العربي يعانى من انتشار العمليات الإرهابية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، والتي كانت تطال أجهزة الأمن والمنشآت السياحية والمواطنين الأقباط في مصر على سبيل المثال، كانت بعض البلدان الأوروبية كبريطانيا مثلا، يعتبرون الإرهابيين مناضلين من أجل الحرية، وفى أقل التوصيفات هم معارضة مسلحة".
وتابع: "تلك الدول كانت تفتح لهؤلاء الإرهابيين مجال اللجوء السياسي، وتقام لهم المؤتمرات وتعقد من أجلهم جلسات الاستماع في المجالس النيابية المنتخبة، مجلس العموم البريطاني على سبيل المثال، ويُجرون معهم الحوارات الصحفية، وينشرون وجهات نظرهم الخاصة بتكفير الحكومات والمختلفين عنهم دينيا أو عقائديا".
وانتقد علي، بعض الوسائل الإعلامية الكبرى في طريقة تعاملها مع الأحداث الإرهابية بمصر.
وقال: "BBC على سبيل المثال، تطلق فى تغطيتها الصحفية للأحداث، على الإرهابيين الذين ينفذون عمليات إرهابية ضد رجال الجيش والشرطة المصرية فى سيناء، مصطلح (المسلحين)، بينما لو قام إرهابي بطعن مواطن بريطاني واحد فى لندن بسكين، أو قاد سيارة لدهس مجموعة من البريطانيين يطلقون عليه مسمى (الإرهابي)، فى تناقض واضح تستغله الجماعات الإرهابية بشكل ملحوظ".

وتابع: "عندما يدعو البعض إلى قمع المرأة وإشاعة مناخ الكراهية ضد الآخر المختلف دينيا، ويدعو إلى استهجان واحتقار الفنون والموسيقى وتحريمها باعتبارها تتعارض مع معتقداته الدينية، فإنهم يعتبرون ذلك في الغرب جريمة ضد الحضارة وضد الإنسانية، ويحظرون انتشاره في أوساط الجمهور أو الإعلام".
واستطرد قائلًا: "ولو كان هذا الشخص سياسيا أو يقود حزبا سياسيا تطارده هذه الاتهامات هنا فى أوروبا حتى قبره، وتحول بينه وبين الفوز فى أي انتخابات، ومثال السيدة مارى لوبان هنا في فرنسا واضح للجميع، بينما نجد كتابا كبارا يكتبون فى كبريات الصحف الأوروبية، كـ"روبرت فيسك" على سبيل المثال، كاتب الإندبندنت المعروف، يعتبر محمد مرسى العياط، القيادي الإخوانى الذى يحمل كل تلك الأفكار العنصرية، أفكار جماعة الإخوان، رئيسا مدنيا انتخب بشكل ديمقراطي، يتم التباكي عليه حتى عندما يرحل ويموت بشكل طبيعي، أمام الكاميرات دون أدنى شبهة من قريب أو بعيد، يقول ذلك من باب المكايدة السياسية".

وطالب رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، باستراتيجية دولية واضحة المعالم في مواجهة ظاهرة الإرهاب، وأكد أن تعاون المجتمع الدولي - ليس فقط دول حوض البحر الأبيض المتوسط - بات ضرورة قصوى لمواجهة ظاهرة الإرهاب، خاصة في المجالات الآتية:
1-التعاون الاستخباراتي فى مجال تبادل المعلومات.
2-التعاون الأمني والعسكري في مجال مطاردة العناصر الإرهابية وإفقادها الملاجئ الآمنة التي تستخدمها عادة في إعادة الهيكلة والانطلاق مرة أخرى.
3-التعاون الاقتصادي والفني، خاصة في مناطق الصراع مثل ليبيا واليمن وسيناء، عبر دعم واسع يقدم لقوى الدولة التي تواجه الإرهاب الأسود ومموليه، بكل الوسائل، لكى تحقق انتصارا نهائيا على تلك العناصر الإرهابية وتطارد مموليها فى جميع أنحاء العالم.
وتابع عبدالرحيم علي: "أعتقد أنه بدون هذا النوع من التعاون الذى بات واجبا هذه اللحظة، نحن أمام مشكلة حقيقية قد تنفجر في وجه أي دولة في العالم، في أي لحظة".
وأكمل علي: "أنتم هنا في الغرب للأسف لا تراعون المصالح القومية لبلداننا، فعندما لا تمدون يد العون للجيش الليبي في مواجهة ميليشيات القاعدة وداعش، أنتم ترتكبون خطأ كبيرا جدا ندفع جميعا ثمنه، وكذلك حينما لا تدعمون الجيش المصري في حربه ضد الإرهاب في سيناء أيضا، وحينما لا تدعمون التحالف العربي في اليمن ضد الحوثيين ومن خلفهم إيران، أنتم ترتكبون خطأ كبيرا".

وأضاف: "كان من السهل على قادة تلك المنطقة عقد الصفقات مع هذه الجماعات الإرهابية وتوفير لهم الملاذات الآمنة مقابل عدم العمل على أراضيها وتوجيه إرهابهم للغرب.. وهذا يسير جدا، أعتقد أن الأمر ساعتها كان سيصبح مريعا هنا في الغرب، أنتم الآن تشاهدون العمليات الإرهابية التي تتم في مدنكم بالرغم من الحرب الضروس على الجماعات الارهابية في جنوب المتوسط في سوريا واليمن وليبيا".
وحذر علي، من تجربة حزب الله في لبنان، حيث لا يتحكم رئيس الوزراء في بلده، وإنما التحكم كله لإيران التي تحرك لبنان بريموت كنترول عن طريق سيطرتها على حزب الله.
واستطرد قائلا: "فكروا قليلا.. الحوار المستمر بين ضفتي المتوسط هو واجب اللحظة لنحافظ على الحضارة الإنسانية، لا تستخدموا تناقضاتنا في الدفع بقوى خارج نطاق الإنسانية كي تفرض قيمها علينا سواء في الشمال أو الجنوب".

وأكد الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي، أن المشاكل الأساسية والسلبيات الرئيسية التي تواجه دول البحر المتوسط شمالا وجنوبا هي مواجهة المتطرفين والإرهابيين والحفاظ على البيئة والمياه ومواجهة العنصرية بكل صورها سواء دينية أو عِرقية أو في اللون، والقضاء عليها تماما.
وأضاف: "يجب على دول منطقة المتوسط التعاون والوحدة في مواجهة المشاكل الرئيسية التي تواجهها وخاصة مواجهة الإرهابيين ومساندة القوى الوطنية التي تواجه القوى الإرهابية المتطرفة الظلامية أيا كان الخلاف السياسي بين هذه الدول وهذه المجتمعات والتطور الحضاري المختلف فيما بينها طبقا للثقافة".
وشدد "علي"، على أنه يجب أن تنحي دول منطقة المتوسط الخلافات الحضارية أو السياسية بينها لمواجهة الإرهاب للحفاظ على الإنسانية، مؤكدا أن الصمت واستخدام كلمات ومرادفات غير متطابقة للتطرف والإرهاب يُزيد منه في دول منطقة المتوسط وأوروبا، مشيرا إلى أننا نوهنا ووضحنا خطورة الإرهاب في المنطقة العربية وأنه سيصل إلى أوروبا منذ ثمانينيات القرن العشرين.
واختتم: "يجب أن نتوحد جميعا مثل مصر والسعودية والإمارات والغرب وأمريكا"، مؤكدا أن هناك رؤى مشتركة بين الجميع وهي مواجهة الإرهاب والحفاظ على البيئة والمياه.

جاء ذلك في الندوة الفكرية لمركز دراسات الشرق الأوسط «سيمو» بباريس، الذي يترأسه الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي، تحت عنوان «نحو حوار دائم بين ضفتي المتوسط». 
تناقش الندوة قضايا التعاون بين أوروبا والبلدان الواقعة في حوض البحر المتوسط - وفي مقدمتها مصر - في مجالات مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وقضايا التعليم والمياه
تأتي الندوة على هامش انعقاد قمة «شاطئي المتوسط» برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي تعقد في مدينة مارسيليا يومي 23 و24 يونيو الجاري
وينتهز مركز دراسات الشرق الأوسط «سيمو» بباريس هذه المبادرة الفرنسية؛ ليفتح في باريس الملفات الساخنة التي تلوث - بكل معاني الكلمة - علاقات الجوار التاريخية بين أمم ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وهي تسمية لاتينية كان المقصود بها البحر الذي يتوسط الأراضي، بالإضافة إلى الصراع العربي الإسرائيلي، الذي كان مصدرًا خافيًا لكثير من التطرف والعنف في عالم اليوم، ثم جاءت النتائج الكارثية لما يسمى بـ«الربيع العربي» لتسهم في اتساع حجم المشكلة.