البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الأمين العام لـ"مدارس سنودس النيل الإنجيلى": لدينا 23 مدرسة بها 35 ألف طالب وطالبة

البوابة نيوز

ارتبطت رؤية الكنيسة فى مصر بإنشاء المدرسة والمستشفى مع إنشاء الكنيسة، فالكنيسة فى العالم اليوم تلعب دورا مهما فى التضامن الوثيق مع المجتمع البشرى بأسره، ومع التغيرات السريعة والجذرية فى النظام العالمى اجتماعيًا وثقافيًا واقتصاديًا وسياسيًا، ودور الكنيسة هو دور عبادة وتقديس، ولكنه لا يمكن أن يصل إلى هذا الهدف ما لم يتناول البعد الاجتماعى والسياسى والاقتصادى أيضًا، فلا يمكن لكنيسة حية أن تنفصل عن مشاكل وآمال وطموحات أبنائها، وإلا لكانت سلبية ولزرعت فى أبنائها السلبية عينها.
وحول دور الكنيسة التقت «البوابة نيوز» الأمين العام الجديد لمدارس سنودس النيل الإنجيلى بمصر، القس باسم بشري، وإلى نص الحوار....


ماذا عن الكنيسة الإنجيلية ودورها فى التعليم؟
- بدأت الإرسالية بمحاولة العمل بتطوير التعليم فى مدرسة مهمشة التابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بإعداد الكهنة الأقباط، غير أن هذه المحاولة لم تستمر طويلا، وبدأ الاجتماع للعبادة فى وسط القاهرة، فى درب الجنينة، ثم بدأت أيضا مدرسة لتعليم البنات، وهى مدرسة الإرسالية الأمريكية بالأزبكية للبنات، والتى تخرجت فيها السيدة «بمبة» التى تزوجت من المهراجا الهندى الذى تبرع بالعوامة أيبيس، لتكون إرسالية متنقلة على سطح النيل وتصير فيما بعد مقرا لطلبة اللاهوت، وما زالت قائمة حتى الآن، وهذه العوامة التى استقلها جون هوج، الاسكتلندى الجنسية الذى كان يعمل مع الإرسالية الأمريكية المشيخية، إلى أسيوط، واشترى منزلا غرب أسيوط من تاجر يهودى كان قد قرر أن يترك المدينة، وهناك بدأت أول مدرسة تقدم التعليم للبنات بعد حرمان من التعليم لمدة طويلة، واستعمل طابقا من المنزل للسكن الداخلى لأربع بنات، والطابق الأخير كسكن داخلى لخمسة أولاد، وكانت الدراسة أربعة أيام فى الأسبوع، وعاونه فى التدريس عدد من المرسلين، والثلاثة أيام الأخرى كانوا يزورون القرى لدعوة مزيد من الطلاب، ورحبت القرى بالخدمة التعليمية التى دخلتها لأول مرة، وقدموا الأماكن لتكون مدارس ذات فصل واحد فى الصباح.
وشجعت المدرسة فى أسيوط بعض الطلبة أن يأخذوا إجازة لمدة سنة ويتفرغوا للتعليم فى قراهم، ثم توالت المدارس الإنجيلية للبنات والبنين بعضها بإدارة الإرسالية، ومعظمها بإدارة الكنائس المحلية، حتى بلغ عدد المدارس الإنجيلية المدارة بكنائس محلية فى وقت ما، ما يزيد على 200 مدرسة، بعضها بنظام الفصل الواحد لخدمة القرى الصغيرة، والبعض الآخر مدارس كبري، وقد تميزت كلها بالتأكيد على السلوك والأخلاق والتعليم.
واستمرت الإرسالية فى التوسع فى بناء المدارس، استمرارا للنهضة التى بدأ بها «جون هوج» فى أسيوط، وبلغ عدد المدارس التى استمرت الإرساليات تديرها ثم سلمتها للسنودس فى مطلع الستينيات 13 مدرسة، وكانت إدارتها مصرية، ونذكر هنا أنه حتى مدارس الإرسالية قامت أيضا بتبرعات ومجهودات مصرية وطنية، فقدم العديد من العائلات الغنية تبرعات لشراء أراض ومساهمات فى بناء هذه المدارس.
 ماذا قدمت مدارس القرية فى المحافظات؟
- لا يستطيع أحد أن ينكر فضل مدرسة القرية، مدارس الفصل الواحد التى تجاوز عددها المائتين، ومدارس المنيا الثانية ومدرسة مغاغة الإنجيلية ومدارس بورسعيد والإسماعيلية، وكانت فى البداية للتواجد الإنجيلى فى القرية، وجهزت العديد من أبناء القرى ليستكملوا تعليمهم فى المدارس النظامية، ومنهم من صار بين القيادات فى التعليم أو المجتمع أو السياسة.
والكنيسة لم تقف عند حد التعليم التقليدي، بل عملت جاهدة لترقية المستوى الأخلاقى والثقافى فى مدارسها، حتى صدر قرار رئيس مجلس الوزراء عام 1946، بأن يمنح خريج كلية أسيوط «الإنجيلية» مبلغًا وقدره جنيه مصرى شهريا علاوة على السبعة جنيهات التى يتقاضاها زميله الذى يحمل شهادة البكالوريا فى ذلك الوقت، وذلك للتميز فى اللغة والأخلاق.
وفى إحصائية قام بها سنودس النيل الإنجيلى عام 1935، وهى السنة التى احتفل فيها المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية بمصر وقتها باليوبيل الماسى للكنيسة فى مصر، بلغ عدد المدارس اليومية 113 مدرسة للبنين و75 مدرسة للبنات وإجمالى عدد التلاميذ 8584 بنين و6466 بنات.
وبفضل الكنيسة فى فتح أول مدرسة لتعليم البنات فى الصعيد – أسيوط 1865 ظهرت مدارس أخرى لتعليم البنات من الإسكندرية إلى الأقصر وكان من بين خريجاتها قادات فى خدمة المجتمع، بل وفى العمل السياسي، ونذكر هنا على الأقل اسم إستر ويصا. ولم تتوقف الجهود المبذولة لخدمة التعليم على تعليم الأميين والمراحل الابتدائية والثانوية والتعليم التجارى والزراعى والتمريض، بل امتدت إلى التعليم العالي.
> وماذا عن فصل الجامعة الأمريكية عن إدارة الكنيسة؟
- أنشأت الكنيسة المشيخية الجامعة الأمريكية بالقاهرة واستمرت الجامعة تحت إدارة وإشراف الكنيسة حتى عام 1939، حين سمحت الجامعة بإقامة حفل غنائى لسيدة الغناء العربى السيدة أم كلثوم فى قاعة (ايوارت) الملحقة بالجامعة، فنشأ الخلاف وانتهى الأمر إلى انفصال الجامعة إداريا عن الكنيسة، وتشكل لها مجلس إدارة خاص، وإن استمرت العلاقة بين الكنيسة والجامعة لسنين طويلة وما زالت.
كيف تكونت جمعيات السيدات فى الكنائس؟
- مدرستان متميزتان بدأت واحدة فى المنيا والأخرى فى طنطا لتخريج عدد من السيدات ليعملن بين السيدات والشابات مما ساهم فى تكوين جمعية للسيدات فى كل كنيسة تقريبا، فقدمت عائلة فلتس من صنبو أرضا لبناء مدرسة جديدة امتدادا لكلية أسيوط بجوار الخزان، كما قدم خليل إبراهيم أحد العاملين فى المدرسة أرضه أيضا تبرعا لتكون جزءا من كلية أسيوط، ولقد اهتم عدد ليس بقليل من الأسر الإنجيلية بفتح مدارس إنجيلية متميزة على نفقتهم، بل وضمانا لاستمرار الخدمة المجانية أو بتكاليف رمزية فى أجيال تالية، فقد أوقفوا الأراضى للإنفاق منها على هذه المدارس.
هل تأثرت المدارس بمجانية التعليم وثورة 1952؟
- بلغ عدد المدارس التى يديرها السنودس الآن 23 مدرسة بإدارة سنودسية، وبلغ عدد المدارس المتميزة التى تديرها الكنائس الإنجيلية المحلية 37 مدرسة. وقد انخفض العدد إلى 200 مدرسة كنتيجة لقرار الحكومة المصرية فى 1951 بحق التعليم، حين أعلن الدكتور طه حسين وزير المعارف، أن التعليم يجب أن يكون كالماء والهواء، وقرر مجانية التعليم وأكملت ثورة 1952 المسيرة فأغلقت معظم الكنائس فى القرية مدارسها ذات الفصل الواحد، حيث حلت محلها المدارس الحكومية. إلا أن الكنيسة لم تتوقف مسيرتها فى خدمة التعليم فاحتفظت بالمدارس المتميزة سواء فى القرى أو المدن، كما أنها اتجهت سنة 1955 إلى بدء برنامج محو الأمية الذى اتسع ليغطى ست محافظات، فقدمت الكنيسة التعليم للأميين دون تمييز لمذهب أو دين.
كم عدد مدارس السنودس؟ وكم يبلغ عدد طلابها والعاملين بها؟
- 23 مدرسة بها ما يقرب من 35 ألف طالب وطالبة، ويعمل بها حوالى 3400 من العاملين (مدرسين- إداريين- ماليين- خدمات معاونة). بالإضافة إلى معهد عال للإدارة والسكرتارية.