البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

بيسان عداون: على الدولة استعادة الدور الحقيقي للثقافة لدحر الإرهاب

الناشرة بيسان عدوان
الناشرة بيسان عدوان

أكدت الناشرة بيسان عدوان صاحبة دار نشر ابن رشد، على أن الثقافة والتنوير هما القوة الناعمة لمصر، وهي الوحيدة القادرة على الوقوف أمام جرائم قوى الشر والافكار الظلامية التي تواجه المجتمعات العربية خاصة الشعب المصري والتي كان أخرها صباح أمس أول أيام عيد الفطر المبارك، في هجوم إرهابي استهدف كمين بمدينة العريش بشمال سيناء. 
وأضافت عدوان في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": "إن ثقافة اقتناء الكتب يجب أن تبدأ من الدولة ووزارة الثقافة باعتناق مفهوم التنمية الثقافية وليس ثقافة المهرجانات والاحتفالات، والتي تنتهي بمجرد انتهاء الحدث، فكنا من قبل نرى هناك تنمية ثقافية حقيقية مثل مشروع مكتبة الأسرة، والاهتمام بالمكتبات العامة، وتلك المشروعات التي شكلت وجدان العديد من الأجيال، التي استفادت من تلك المشروعات واعتبرت أن الكتاب جزء من ميزانية الأسرة وتوفيره وتوزيعه بشكل كبير في مختلف أنحاء الجمهورية سواء عند باعة الجرائد أو قصور الثقافة".
وشددت عدوان على أن من المهم عودة الروح للكتاب عن طريق زيادة الوعي الثقافي للمجتمع، وهو المشروع القومي الذي يجب على الدولة التطرق إليه في اسرع وقت ممكن، قائلة: "فعندما يصبح الكتاب سلعة أساسية وليس ترفيهية، وعندما تكون هناك رؤية للدولة لجعل الكتاب في متناول أيدي الأطفال، وذلك من خلال إعادة تفعيل دور الكتاب في المدارس وعودة حصة المكتبة، وتفعيلها بشكل حقيقي، مع ضرورة عودة الصحافة المدرسية وجمعية الجغرافيين والعلوم، وربط كل ذلك بالمناهج أو آليات التعليم، وقتها فقط سيستعيد الكتاب قيمته وقوته الحقيقة في تغيير مفاهيم المجتمع". 
وشددت على أنه لابد من عودة ووجود مشروع للدولة داعم للكتاب مثل تفعيل دور الثقافة الجماهيرية ومكتبة الأسرة، حيث أنه لم يعد هناك منتج ثقافي حقيقي، واصبحت "الشللية" والمحسوبية هي المسيطر على الساحة الثقافية، وعلى الدولة في مشروعها اعادة انتاج الكتب الخاصة بكبار الكتاب وبالثقافة المصرية والكتب العلمية وكتب الحضارة والتاريخ، كما هو الحال بمشروع دعم الترجمة وهو ما يقوم به الآن المركز القومي للترجمة فهذا المشروع داعم وناقل للحضارة كما أنه يقدم بأسعار جيدة، كما يجب على الدولة أن تجد لها نقاط توزيع وهي موجودة بالفعل ومنتشرة في شتى أنحاء الجمهورية وهي قصور الثقافة، والتي باتت أماكن مهجورة خاصة المكتبات، والتي يجب إعادة هيكلتها وتفعيلها عن طريق اعادة استغلال تلك الأماكن وأنه لا حل لتغيير الثقافة إلا بالثقافة. 
وأشارت عدوان إلى أنه ممكن أن تبدأ الدولة بإعداد دعاية كبيرة للكتب والإعلان عنها مثل الإعلان عن المسلسلات والأفلام السينمائية، ولتبدأ مثلًا بكتاب وصف مصر تلك الموسوعة التي تهم كل المصريين وتخبر عن الحضارة المصرية القديمة، بالإضافة إلى إعادة إصدار امهات الكتب العلمية والتاريخية والجغرافية والفلسفية، ولتكن بالتقسيط فيستطيع الطفل أو الشاب اقتنائها بكل سهولة ويسر، ومن مصروفه الخاص، فنحن لدينا 40 مليون قارئ من الفئات العمرية المختلفة ولابد من استغلال تلك الشريحة الكبيرة، وتسويق الكتاب خارج الأطر التقليدية، والتي تقتصر فقط على معارض الكتب، يجب على الدولة العمل على عودة الاهتمام بالمكتبات والكتب والحث على القراءة واعتبار أن الكتاب جزء من ثقافة المجتمع وعادة مجتمعية يجب أن يمتثل لها الجميع، فالقراءة والثقافة هي السلاح الوحيد ضد قوة الشر والأفكار الظلامية والإرهابية.