البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

سايق عليكم النبي.. "أعيدوا الحق لصاحب كلمات مولاي"


سايق عليكم النبى.. «أعيدوا الحق لصاحب كلمات مولاى»
لما انتهت أغنية مولاى إنى ببابك قال مذيع البرنامج العام فى عقبها: سيداتى سادتى كنتم مع رائعة الشيخ سيد النقشبندى «مولاى إنى ببابك»
وبس..
بس والنعمة حرق دمي.. يعنى النقشبندى الذى سحرنا بصوته فى مولاي، كتبها هو ولحنها هو؟!.. طيب يا أخى اسال عن المؤلف والملحن بلاش المجموعة التى غنت معه.
أنت بس تسمع وتنبسط وتنجعص وتتقول الله عليك يا نقشبندى.
طبعا الله عليه.. بس برضك فيه ناس تانيين يستاهلوا تقول الله عليهم
ييجى رمضان وتسمع وحوى يا وحوى ورمضان جانا وأهو جه يا ولاد.
طبعا أنت عارف عبد المطلب ويمكن تعرف أحمد عبدالقادر أو الثلاثى المرح.
لكن بذمتك يا شيخ فكرت فى أصحاب الألحان والكلمات؟!
طبعا معظم الأغانى ولا تهتم بأسماء مؤلفيها ولا وملحنيها.
يعنى أنت مقتنع فى قرارة نفسك إن أغانى وتواشيح التقشبندى ألفها ولحنها وغناها لوحده زى عبد الحليم فى الأفلام؟!
ده كلام يعقل يا جدعان؟!
نرجع لمولاي.. فبعد ما حلقت مع الأغنية قبيل المغرب النهارده وأنا عائد على الطريق الدائرى إذا بالمذيع يختمها بحرقة دمى ويتجاهل الملحن والمؤلف
يا خى حتى احنا فى رمضان.
المهم إنى وجدتها فرصة لأذكركم بشاعر غنائى جميل ووديع والراجل لأن مالوش فى البروباجندا لم ينل حظه الذى يستحقه من الذيوع.
انتوا بس مش شايفين غير الأبنودى وصلاح جاهين.. طبعا هم عظماء لكن برضه مش لوحدهم.
تماما مثل النقشبندي.. عظيم فى أدائه.. لكن ليس وحده.
هناك أيضا الملحن العبقرى الذى وصفه النقشبندى نفسه بأنه «جن» وهو بليغ حمدي.
طبعا بليغ خد حقه فى أعانى أخرى تالت ومتلت، لكن فى هذه الأغنية بالذات لم يأخذ حقه، ليس فقط لأنه رفض تقاضى أجر عنها لأنها أول لحن دينى له ولكن لأنهم لا يذكرون اسمه ولا اسم عبدالفتاح مصطفى مؤلف الأغنية.
ياااااااااااااااااااااااه.. لسه فاكر؟!
أهى لسه فاكر دى بالذات غنتها أم كلثوم من كلمات عبدالفتاح مصطفى ولحنها السنباطي.
لكن اسمح لى أسألك:
من منا لم ينسجم مع أقول لك إيه عن الشوق يا حبيبي؟!
من منا لم لم تطربه أعنية ليلى ونهارى فكرى بيك مشغول؟!
ما رأيك فى أغانى فيلم الشيماء؟!
أغانى عبد الحليم ع التوتة والساقية وأنا من تراب؟!
واسمع
فاكر أغنية روحى حياتى التى يغنيها عبدالحليم لما عمل واد روش وهو فى البانيو ونازل يشتغل فى البنات.
طيب عجبك كلام أغنية تملى فى قلبى ياحبيبى لمحمد فوزى ويا سلام عليه وهو بيقول:
يا ريت أخطر على قلبك.. ولو تكرهنى وأحبك.
مش كده وبس أكيد سمعت - لو كنت «رادوجي» قديم زى حالاتي- صورا غنائية مسموعة مثل عوف الأصيل ومرزوق وعذراء الربيع والشاطر حسن وختام صوت العرب بأمجاد يا عرب أمجاد.
وفى التليفزيون أغانى مسلسل «محمد رسول الله» عليه الصلاة والسلام
مره رأيته قبل رحيله يتحدث فى برنامج تليفزيونى وكان فى منتهى العذوبة ويحمل وجه عابد من عصور الأخيار وكان فى قمة تجربته الصوفية التى اختتم بها حياته، حيث لقى ربه فى ١٣ يوليو ١٩٨٤ عن عمر ٦٤ سنة، حيث ولد فى ٢٣ يناير ١٩٢٤.. رحمة الله عليه.
لأنك أكيد بتسأل ما هى العلاقة بين النقشبندى والست وأغنية عبدالحليم العابثة التى يغنيها فى الحمام ولا أغنية فوزى تملى فى قلبي؟!.
اصبر وأنا أريح بالك.
العلاقة يا سيدى اللامنتى هى إن عبدالفتاح مصطفى مؤلف أغنية مولاى مع الأغانى التى سردتها لك آنفا مع أغان أخرى.. صعبان على تجاهله من المذيع والإذاعة والتليفزيون وذاكرة السنين.
كل هؤلاء أسقطوا اسمه.. حرام ولا مش حرام؟!
مثله مثل كثيرين لا حصر لهم، أمتعونا بأعمال كانت من أساسات تربيتنا الروحية والفنية والثقافية ولا نكاد نعرف عنهم شيئا.
بس والنعمة لأنكد عليك وأفكرك بأغنية نكدية بس حلوة.. لأنك أكيد قلبك بيوجعك لما بتسمع شريفة فاضل وهى بتعدد «تم البدر بدري» التى لحنها الملحن العظيم عبدالعظيم محمد، وبتمسك دموعك وصوت شريفة يبكى وكأنها تتشبث بالزمن حتى لا يرحل رمضان!
هذه الأغنية كتبها أيضا، عبد الفتاح مصطفى وشريفة فاضل نفسها رفضت تاخد أجر لأنها أول أغنية دينية وجعلتها قربى لله!.
يا ألطاف الله.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. لماذا تتعجب من أن مطربة كازينو الليل الذى كان ولا يزال أشهر مواخير شارع الهرم، تتقرب إلى الله بأغنية؟!
ولا من بليغ الذى لا يفوق من الخمر أن يصدر منه التصرف نفسه مع مولاي؟!
يا أخى ربك رب قلوب وقد يغفر الله لهما ولغيرهما ببركة الشهر الكريم!
افضل إنت غل فيها لحد ما تقوم القيامة وأنت رافض مجرد فكرة الغفران!
ونرجع تانى لمولاي.
هل تعلم أن هذه الأغنية العبقرية كانت من نتاج تفكير أنور السادات.
أى والله أنور السادات نفسه هو الذى اقترح أن يشترك بليغ حمدى مع النقشبندى فى أغنية
إياك أسمع حد يستغرب
أصل النقشبندى كان كالأفيونة بالنسبة للسادات وياما طلبه وياما بعت له عربية تجيبه فى سهراته فى ميت أبو الكوم واديها يا عم سيد معاك للصبح
والحكاية إن السادات كما ذكرها شهودها، أنه حدث فى حفل خطوبة واحدة من بنات السادات، كان حاضر بليغ والنقشبندى مع آخرين وإذا بأبو الأنوار يشد نفس من البايب وشكلها شعشعت معاه وقال لعبدالقادر حاتم وزير الثقافة والإعلام ساعتها: «يا حاتم خد وجدى الحكيم وخلى بليغ يعمل حاجة مع النقشبندي».
ووقع القرار كالصاعقة على راس النقشبندي: آخرتها هاغنى يا وجدى ولمين لبيلغ حمدى اللى بيعمل ألحان راقصة.
ــ ده قرار الريس يا شيخ سيد.
ــ الأمر لله.
واتفق عم النقشبندى مع وجدى الحكيم أنه حين يجلس مع بليغ ويدخل عليهم بعد جلسة العمل، فإذا وجده خلع عمامته فهو قد رضى وإن لم يكن فليكن ما يكون فلن يغنى من ألحان بليغ واللى فيها تجيبه!
وتركهم وجدى «ولا أعرف ما الذى جعلنى أعتقد أن الجميع بمن فيهم بليغ حمدى نفسه، كانوا على ثقة من أن النقشبندى سيوافق بالثلث».
فلما دخل عليهما فوجئ بأن الشيخ سيد النقشبندى لم يخلع عمامته فقط بل خلع الجبة والقفطان وفضل بالجلابية والكلسون.
وقد أخذه الطرب من لحن بليغ وبعدها صارت صداقة.
لا تستغرب.. أصل الناس دى قلوبها بيضاء ما تعرفش تكره ولا تغل مهما كانت تربيتها وثقافتها.. علشان كده ربك كرمه.