البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

فرق منسية|| عبدالله النديم.. رائد النضال في المسرح المدرسي

عبدالله النديم
عبدالله النديم

المسرح هو أبوالفنون، الذى تمتزج فيه أشكال التعبير عن الأفكار المختلفة والمشاعر الإنسانية فى صورة تمزج الأداء والحركة بالمؤثرات المتنوعة من الصوت، والإضاءة، والديكور. تلك الخشبة التى يعتليها الفنان حاملا رسالته السامية، أخرجت هذه الخشبة العديد من الفرق المسرحية التى ساهمت بشكل كبير فى خلق جيل واعٍ بالفنانين والمخرجين والكتاب؛ أصبحت أحد رموز الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربي. وعلى مدار 30 ليلة من ليالى شهر رمضان الكريم، تلقى «البوابة» الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدمت خلاله مواسم مسرحية لاقت نجاحًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، توقف نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم وتجاربهم باقية وخالدة رغم رحيلهم.
اشتهر عبدالله النديم، منذ الصغر بنظم الشعر وكتابة الرسائل المسجوعة، وفى بداية عهد الخديوى توفيق اشتهر أيضا ككاتب سياسى، فسبق له الكتابة فى الصحف والمجلات من بينها المحروسة، والعصر الجديد، حتى أنشأ جريدتى التنكيت والتبكيت، واللطائف، لتكونا لسان الزعيم أحمد عرابى وأعوانه، وظل يجاهد حتى أصبح خطيب الثورة العرابية. 
يقول الدكتور سيد على إسماعيل، أستاذ المسرح بكلية الآداب جامعة حلوان، إن عبدالله النديم بدأ نشاطه المسرحى فى ١٨٧٩، عندما كان يعمل مدير مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية بالإسكندرية، ولم يقصر خلال إدارته لها على الجانب التعليمى فقط، بل خرج بها إلى الحياة، وكون من طلاب المدرسة جماعات للخطابة والتمثيل، وكتب أشهر أعماله المسرحية وهما «العرب»، «الوطن وطالع التوفيق»، وكان الهدف منها هو تدريب الطلاب على فن أساليب الخطابة والجدل وبث روح الغيرة فى أفكارهم.
وأضاف إسماعيل، أنه لم يكتف بتدريب هؤلاء الطلاب فقط، بل شارك معهم فى تمثيل المسرحية الثانية على مسرح تياترو زيزينيا بالإسكندرية فى ١٨٨١، وحققت هذه المسرحية نجاحا جماهيريا كبيرا فى تحقيق هدفها الرئيسي، حتى تركت أثرًا كبيرًا فى وجدان الجميع فى تلك الفترة، فقد نقد فيها العيوب الاجتماعية، والسياسية، ووصف ما كانت عليه البلاد من الاضطرابات والفوضى التى تلاحقها، وما تعرض له المصريون من الظلم والإهانة، رغم أنه مدح الخديوى فى هذا العمل، لكنها كانت تحارب الدكتاتورية والظلم.
وتابع، أن المسرحية تخلو من أصول وقواعد الفن المتعارف عليها، ولكن الجديد الذى قدمه فى هذا العمل هو الروح الوطنية التى كان يسعى لإيقاظها فى نفوس الطلاب، وكانت اللغة العامية السائدة داخل العرض، مع اختلاف درجاتها، مؤكدة أنه استطاع أن يوظف الفن المسرحى لخدمة النضال الوطني، وتعليم الطلاب على الوطنية فى الصورة المسرحية.
رغم إنتاجه المسرحى الغزير، ولكنه فقد منها الكثير بسبب حرقها ومصادرتها من قبل السلطات، وجمع شقيقه عبدالفتاح نديم، وصديقه محمود واصف من مؤلفاته وكتاباته، وتم طباعتها فى كتاب بعنوان «سلافة النديم فى منتخبات عبدالله النديم».