البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

حواديت عيال كبرت 90.. أبو الغيط في الجامع


وصل عم أبو الغيط وأبنائه الثلاثة إلى مطار الدولة المٌستضيفة على حد قوله، تمكن أبو الغيط من النجاة بـ«زلعة المٍش» من التفتيش وذلك بالفكاهة وبالاستعطاف وبمحاولات مستميتة لإقناع ضباط المطار بأن «المٍش ليس بضار وأن الدود فى الزلعة من النوع المسالم جدًا بل إنه صديق الإنسان»، خرج أبو الغيط من المطار يشعر بالانتصار ويقول لعياله: «باينها هتلعب معانا ياولاد.. والشية هتبقى معدن.. أنا متفائل خير طالما زلعة المٍش معانا»، أخرج ورقة من «جيب الصديرى» بها عنوان ونادى على أحد المارة يقرأه له، استوقف سيارة أجرة لكنه سمع أذان المغرب فقال لأبنائه: «هموا بينا يا عيال نصلى المغرب لجل ما ربنا يكرمنا فى بلاد الواك واك دى.. واوعاكوا تسيبوا فرض»، توضأ ودخل المسجد وفور إقامة الصلاة، رأوا الناس جلبابه وعمامته والشعر الأبيض فى لحيته وشاربه، فطلبوا منه أن يتقدم للإمامة فقال عم أبو الغيط: «والله ما يصح كده يا إخوانا، ده أبو الغيط ضيف حداكم»، ضحك أبناؤه فهم يعرفون أن والدهم يحفظ الفاتحة وسورة الصمد بالكاد، لكن أمام إصرار الحضور تقدم أبو الغيط للٍقبلة يتلفت يمينًا ويسارًا ثم رفع يديه وكبر للصلاة، حاول قدر المستطاع أن يُرتل ويجود وقرأ الفاتحة والصمد ثم ركع وسجد، وبينما الناس سجود، هم يجذب أبنائه الثلاثة من «قفاهم» ويُشير إليهم بألا يُحدثوا جلبة، تخطى الصفوف وترك الناس سجودًا، ولدى باب المسجد استوقفه ابنه الصغير وقال له: «ما يصحش كده يا بوى، هتسيب الناس كده دول أمنوك على رقابهم وخلوك إمامهم في الصلاة»، فرد: «يعني أعمل إيه يا ولد أبوك، إنت عارف اللى فيها اللي حفظه قلته، اتجرس هنا كمان، مش كفاية إني جاى هربان من جٌرسة هناك بسبب حمارة يا بهيم»، رد ابنه قائلًا: « على الأقل يا بوي ارجع وقول الله أكبر وسيبهم وامشى وهم قاعدين وهم ساعتها يتصرفوا، أم كده ما يصحش»، دفعه فى صدره وقال: «ضميرك حى أوى يا ود كيه أمك، لكن عندك حق فى اللى بتقوله، إنت صح يا واد، طلعت ابن أبوك صٌح مش زي جوز التيران إخواتك»، عاد أبو الغيط لداخل المسجد لكنه لم يتوجه نحو القٍبلة، بل ذهب إلى لوحة مفاتيح التكييف والمراوح وأدارها، فصرخ ابنه: «يا بوى الجو شتا تلج وإنت بتشغل عليهم الهوا هتموتهم.. ارجع وصلى أو قول الله أكبر»، صرخ أبو الغيط فى أبنائه ليخرجوا ينتظروه أمام المسجد، لبس بلغته على الباب ثم وضع رأسه داخل المسجد وصاح: «لمؤاخذة يا رجالة أبو الغيط عنده ظرف طارئ منعه يكمل معاكم صلاة المغرب.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. اجري يا واد منك له قبل ما يقروا التحيات».