البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

كنوز باقية| توفيق الدقن (2).. وسر خطابه للمسرح القومي

توفيق الدقن
توفيق الدقن

تشكل المقتنيات الخاصة بالجماعة الفنية، التى يحتفظ بها متحف المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إرثا فنيا ضخما، نظرا لما يحفظه من تاريخ يمثل حركة وتطور الفنون المسرحية والموسيقية والغنائية بشكل كبير.
الشهرة وعالم الأضواء لم تستهوه فى يوم من الأيام، فقد كان همه الأول الرياضة والألعاب الرياضية العديدة، إضافة إلى التحصيل العلمي، وصولا إلى الوظيفة التى يحصل منها على لقمة العيش، إلى أن لعبت الصدفة دورها فى حياته وانتقل من الملاعب الرياضية إلى خشبة المسرح هاويا لهذا الفن، واكتشف من خلاله الفرق الكبير بين تصفيق التشجيع فى الملاعب وتصفيق الإعجاب على خشبة المسرح، وصادف النجاح والفشل فى الطريق إلى ما وصل إليه اليوم من مكانة فى صفوف الصف الأول فى السينما والمسرح والإذاعة والتليفزيون، إنه الفنان عميد الكوميديا توفيق الدقن الشرير المسالم.
وفى أحد خطاباته النادرة التى وجهها إلى المسرح القومى بخط يده، ويعد أحد مقتنياته الخاصة بمتحف المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إلى جانب ٣ خطابات أخرى خاصة به، وقال فى هذا الخطاب: «إن الجمعية العمومية هى الدعامة الأساسية التى تقدم بدور الإشراف الحماسى على تنفيذ الهدف والفكرة، كما تساهم بدورها الإيجابى فى تأكيد الدور الريادى الذى يجب أن يقوم به المسرح القومى فى حركتنا المسرحية، وهى أيضا التنظيم الذى يمارس فيها العضو دوره فى بناء مسرحه وتدعيم بنائه، وأن يلتزم بحضور جلساتها، لممارسة حقوقه والعمل على تحقيق مصالح الفرقة ورعاية التقاليد الراسخة، والمسرح القومى من أعرق الفرق المسرحية ويحفظ أحسن ما فى التراث المسرحى العربى والعالمى، وتقديم الجديد من المسرحيات، لأن رسالته الأساسية هى الالتزام برسالة فكرية وفنية تهدف إلى تأصيل القيم الإنسانية التى يتميز بها».
كانت الفنانة روحية خالد، أول أستاذة تعلمه أول حروف الأداء التمثيلى وقواعده، وكان أول دور قدمه المحامى الشقى فى الحفل السنوى الذى تنظمه جمعية الشبان المسلمين فى المنيا، وتعرض فى دار سينما بالاس التمثيلية فى عام ١٩٤١، وكان أول طالب يلتحق بمعهد الفنون المسرحية دون اختبار، عندما تقدم للالتحاق بالمعهد ولم يحالفه الحظ بالقبول، وبعد ثلاث سنوات تفاجأ بتلغراف موجه له إلى عمله بالسكة الحديد من قبل الفنان زكى طليمات، عميد المعهد، بالحضور للامتحان وإحضار ٦ صور شخصية بمسرح الأزبكية، وقاله له طليمات: «قول نكتة» وبعد ذلك طالبه بإحضار بدلة جديدة لحضور الدراسة بالمعهد.
كان أول المدعومين للمسرح الحديث بقيادة زكى طليمات، إلى أن تم تكوين المسرح الحر فى أوائل الخمسينيات، واختاره المخرج يوسف الحطاب ليلعب دور «سلطان» فى مسلسل «سمارة» بالإذاعة المصرية، وكانت السبب الأول فى انتشار اسم توفيق الدقن ومعرفة الناس بصورته وصوته قبل أن يروا اسمه، وفى عام ١٩٥٦ أثناء التحاقه بفرقة المسرح الحر، وكانت الأعمال السينمائية العديدة تلاحقه فى آن واحد، وكان فيلم «ظهور الإسلام» أول أعماله السينمائية، إلى أن استقال من المسرح الحر وأيضا عمله الخاص، ثم التحق بفرقة إسماعيل ياسين لمدة عامين، وعاد للمسرح القومى مرة أخرى.
«الشيخ سيد» فى مسرحية «عيلة الدوغري» كانت من الشخصيات المحببة لقلبه، وهى من الأدوار التى تشابهه فى حياته، وشخصية «أبو الروس» فى مسرحية «بداية ونهاية» أيضا، إلى جانب دوره فى مسرحية «سكة السلامة» من الأعمال المقربة إلى قلبه أيضا، وأشاد به الجميع فى دوره بمسرحية «الناس اللى تحت» التى قدمت على المسرح الحر وحققت نجاحا كبيرا، إضافة إلى تألقه فى المسرح القومى والسينما والإذاعة والتليفزيون.
وذكر الدقن فى أحد لقاءاته، أن الكاتب نعمان عاشور الوحيد الذى استطاع تقييمه كفنان وطاقة فنية، وأطلق عليه «الفنان الجارى».