البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

اقرأ | «أنا والسينما».. حكاية إبراهيم عبدالمجيد مع الشاشة

حكاية إبراهيم عبدالمجيد
حكاية إبراهيم عبدالمجيد مع الشاشة

متعة القراءة لا تنتهي، فمع كل كتاب يجد المرء نفسه فى عالم جديد ومختلف، يتنقل عبر العصور والأماكن والأحداث والشخصيات، يرى ما لم يسبق له أن شاهده من قبل، ويتعرف على أناس لم يكن يتخيل وجودهم، ويواجه الكثير من الأفكار التي ربما لم يتخيل أن لها شعبية جارفة. ولأن أول كلمات القرآن الكريم كانت «اقرأ»، فعلى مدار 30 يومًا تستعرض «البوابة» ثلاثين كتابًا شيقًا، تتنوع ما بين الأعمال الأدبية والسير الذاتية والكتب الفكرية، والتى يُمكنك أن تتصفحها وتنتقل بها إلى عوالم أخرى من المتعة. 
يعود الكاتب الكبير إبراهيم عبدالمجيد فى كتابه «أنا والسينما»، إلى فن السيرة السيرة الذاتية الممزوجة بالتاريخ، وهو الأمر الذى يُجيده باقتدار، فبعدما كانت حياة ابن الإسكندرية النازح إلى العاصمة فى سبعينيات القرن العشرين تتناثر فى رواياته العديدة، مثل ثلاثية الإسكندرية وعتباته البهيجة قرر جمعها بين غلافين؛ فقد وجد الروائى العملاق بعدما قصّ أولى حكاياته عن نفسه فى «تجربتى مع الإبداع» أن ذلك ليس كافيًا ليروى جزءًا مهمًا فى حياته وهو علاقته بالشاشة الفضية، ليُصدر حكايته الثانية عن السينما.
يمزج عبد المجيد بين التاريخ الشعبى لسينمات الإسكندرية، وحكايات الأفلام، حاكيًا -باقتضاب أحيانًا وبإسهاب فى أحيان أخرى- مقاطع من الطفولة والمراهقة التى اكتشف فيها ما يحدث عند إظلام المكان وظهور خيط النور مع صوت آلة العرض الساحرة، اللذان يعرضا الأحلام لسكان المدينة الأكثر «كوزموبوليتانية» فى العالم آنذاك. لتذهب معه فى الرحلة نفسها، عبر موقف طفولة لمن عاصر نهايات حربًا أنهكت العالم كله، فتقرأ كيف ذهب إلى السينما فى ذلك اليوم، وترى بوستر الفيلم وتتأمل أبطاله. قد تضحك على سذاجته حينًا وتبتسم فى آخر، لكن كل حكاية قد تدفعك لمشاهدة الفيلم، وربما -إذا كنت مهتمًا- أن تقرأ أكثر عن صناعة السينما فى تلك الفترة.
بسبب السينما كان «عبدالمجيد» طفلًا هاربًا من الحضانة، وكانت كذلك متعته الأعظم طالما كان بعيدًا عن المدرسة. فى السينما أيضًا دخّن الكاتب الكبير أولى سجائره. حكى عن رفاق الحى وزملاء المدرسة، وحتى الأغراب الذين قابلهم وتركوا أثرًا فى ذاكرته مع صورة الفيلم وشكل الكرسى ورفيق المشاهدة. روى عن «تأثير الفراشة» فى حياة بعض من جاوروه، مثل «محمد» رفيق الابتدائية الذى كان ناجحًا، لكن لا مُبالاة أبيه واستخفاف أحد فرّاشى المدرسة، غيرا حياته إلى الأبد. ربما كانت فراشة السينما هى الأخرى من دفع حياة صاحب الصيف السابع والستين إلى الإبداع. ومع نضجه السينمائى كان الأبطال يتغيرون، كذلك كانت السينمات، فهذه أحبها وتلك يدخلها لأن فتاة التذاكر تروقه، والأخرى كان مرغمًا. لكنه ربما بعدما نظر إليها الآن يسعد بأنه رأى الكثير حقًا.