البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

في عيد العمال.. مصر تقدم للعالم نموذجا مضيئا لثقافة العمل

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال احتفالات عيد العمال

تحتفل مصر بعيد العمال في وقت تقدم فيه للعالم نموذجا مضيئا لثقافة العمل ويؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسي على إعلاء قيم العمل والجدية والإتقان فيما يحقق المصريون إنجازات عملاقة باتت شاهدا على قوة الإرادة الإنسانية لتحقيق التقدم والتنمية المنشودة.
وشهد الرئيس عبدالفتاح السيسي امس "الثلاثاء" احتفال عيد العمال الذي نظمه اتحاد عمال مصر بمحافظة الأسكندرية لافتا لأهمية إعداد الخريجين بشكل صحيح لسوق العمل، فيما أكد على دور الإعلام والفن في تغيير نظرة المجتمع إلى التعليم الفني.
وإذ يؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسي على أن "مصر لن يبنيها سوى أبنائها وعمالها" يتابع العالم بإعجاب النموذج التنموي المصري الشامل وتجلياته في سلسلة المشاريع القومية الكبرى لرفع معدلات النمو فضلا عن استثمار عبقرية المكان وموقع مصر الفريد لتعظيم فرص الاستثمار القادمة من الخارج.
ويأتي الاحتفال بعيد العمال هذا العام وقد قال المصريون "نعم للتعديلات الدستورية" في مشهد حضاري خالد وسط اتفاق المعلقين على ان هذا المشهد يؤكد على مواصلة السعي النبيل لاستكمال مشروع التقدم في كل مجالات الحياة بالسواعد المخلصة التي قدمت ملاحم للعمل في مشاريع قومية مثل قناة السويس الجديدة وربط سيناء بوادي النيل والعاصمة الإدارية والمدن الجديدة وشبكة الطرق والجسور وإقامة المزيد من المناطق الصناعية والمدن الذكية فيما تمضي مصر قدما في تطوير قطاعات التصنيع لتحتل المكانة الجديرة بقدرات أبنائها بين الدول الصناعية المتقدمة.
وفي مداخلة هاتفية متلفزة أمس قال وزير القوى العاملة محمد سعفان إن الرئيس عبدالفتاح السيسي "بث رسالة لكل قطاعات الدولة من خلال تكريم بعض العمال للتأكيد على أهمية قيمة العمل" فيما كان قد اكد في مقابلة صحفية مع جريدة الأهرام على ان عمال مصر في قلب اهتمامات الرئيس عبدالفتاح السيسي ويحرص على حضور عيد العمال لإيمانه بدورهم في بناء الدولة منوها بحزمة القرارات التي اتخذت مؤخرا بالنسبة للعلاوات وزيادة المعاشات والتأمين الصحي الشامل ورفع الحد الأدنى للأجور.
وأوضح سعفان أنه تم توفير 700 ألف فرصة عمل بالداخل والخارج للمواطنين خلال الفترة من أول مايو في العام الماضي حتى الأول من شهر ابريل المنقضي مشيرا الى عقد 24 ملتقى توظيف ما بين شهري مايو 2016 وابريل 2019 وفرت ما يقرب من 230 ألف فرصة عمل.
وفي مقابلة صحفية أخرى مع جريدة الشروق نوه وزير القوى العاملة محمد سعفان باهتمام الدولة بالعمال وقال ان "عمالنا من الأفضل والأعظم على مستوى العالم" مستشهدا بحقيقة "إنشاء قناة السويس الجديدة خلال عام واحد فقط بالرغم من أن كل التقارير الدولية أكدت استحالة الانتهاء منها في عام".
وإذ تتحرك مصر بكل العزم في سياق استراتيجية طموحة للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة وأن تصبح أيضا في هذا العصر الرقمي مركزا إقليميا لنقل حركة البيانات بين قارات آسيا وافريقيا وأوروبا فان المؤشرات الاقتصادية العالمية عن مصر في السنوات الأخيرة ترتفع عاما بعد عام كما يشير وزير القوى العاملة.
ولاريب أن المشهد المصري اليوم يثير التفاؤل بين الجماعة الثقافية بقدر ما يتسق مع الرسالة الحضارية لمصر الخالدة ويتناغم مع حقائق العالم في العصر الرقمي حيث يتغير مفهوم القوة بالفعل مع العولمة وثورة المعلومات واقتصاد المعرفة وتتوالى طروحات ثقافية حول ما يسمى "بالقوة الذكية" كمحصلة للتفاعل بين عناصر القوة الصلبة والقوة الناعمة التي تعد الثقافة قوامها وأساسها.
وها هي مصر تقدم للعالم نموذجا مضيئا في ثقافة العمل والاتقان في وقت تحظى فيه قيم العمل باهتمام واضح لمثقفين حول العالم وتتوالى طروحات ورؤى لمثقفين حول أهمية "ثقافة الإتقان" وها هي المؤرخة البريطانية هيلي روبينهولد التي عرفت بدراساتها المعمقة في التاريخ الاجتماعي تتساءل بنظرة عميقة للتاريخ الإنساني:"لماذا لا نفعل الأفضل؟!".
وتلك القضايا حاضرة دوما في اهتمامات المثقفين والمبدعين المصريين ومازالت دعوة النوبلي المصري نجيب محفوظ من أجل إعلاء "ثقافة الإتقان حاضرة وهو الذي أكد مرارا على أن الالتزام بالدقة والأمانة هو الرجاء لابداع الحضارة وشدد في كثير من مقالاته الصحفية على أهمية القدوة لتحقيق الانضباط والاستقامة والإنجاز.
والإنجازات العملاقة التي يحققها المصريون الآن تبرهن على صحة ما ذكره الراحل العظيم نجيب محفوظ الذي قضى في الثلاثين من أغسطس عام 2006 من أن "في صميم طبيعتنا ما يؤهلنا لمواجهة العصر بجميع تحدياته" وقوله:"نحن شعب لا تنقصه في صميمه الصلابة والقوة ولا تعز عليه التضحية في سبيل المجموع والقيم".
والنموذج المضيء الذب يقدمه المصريون اليوم في ثقافة العمل يتناغم مع رؤية هذا الأب الثقافي النوبلي المصري الذي رأى أن الاستقلال الحقيقي هو "أن نعتمد على انفسنا اعتمادا يغنينا عن مساعدة الغير لنا أو الوقوع تحت رحمته وأن نلتزم بذلك مهما كلفنا من جهد أو تضحية" وأن "نحافظ على طهارة العمل واستقامته".
وها هو الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة يقول إن ما حققه المصريون في السنوات الأخيرة من إنجازات ملموسة وواضحة يؤكد أن "الإنجاز ممكن وأن في استطاعة المصريين أن يغيروا صورة حياتهم وواقعهم الاجتماعي والحضاري وأن ينطلقوا نحو مستقبل أفضل".
وإذ يقول جويدة إن "الشكر عميق لكل من أنجز وقدم وأخلص" فإن ثقافة العمل والإتقان" تنطوي على العديد من القيم الثقافية الإيجابية مثل التفكير الابتكاري وإعلاء قيمة الأمل وتحدي اليأس والإحباط وتأكيد الثقة بالذات المنفتحة على العالم.
وهذه الثقافة التي يبدعها المصريون اليوم لطالما كانت حاضرة ضمن أحلام مثقفين مصريين منذ سنوات بعيدة حتى انه منذ عام 1950 قال مثقف وصناعي مصري كبير شغل منصب رئيس اتحاد الصناعات حينئذ وهو صبحي وحيدة في كتابه "في أصول المسألة المصرية" إن التعليم لن يغني عن المتعلمين شيئا طالما لا يجدون في الحياة اليومية ما يتصل به من ظواهر يستطيعون بمعالجتها " أن يطبقوا علمهم وينموا ملكاتهم ويرتفعوا إلى الابتكار".
ومنذ سنوات بعيدة لم يكف المثقفون المصريون عن بحث قضايا النمو والتقدم والنظرة المقارنة لتجارب عالم الشمال المتقدم بنظرة وطنية تطمح إلى تنمية متسارعة ومستدامة واللحاق بالدوائر الأكثر تطورا في عالمنا.
والآن وفي سياقات العصر الرقمي ومفاهيم القوة الذكية يبدي مثقف مصري هو الكاتب الصحفي الكبير الدكتور عبد المنعم سعيد اهتماما بمسألة "المعلومات المتعلقة بالإنتاجية ومدى المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي" في سياق التنمية البشرية معتبرا أن السؤال الكبير هو:"كيف نحشد ونعبء طاقات قومية "؟. فيما ينوه الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة بإنجازات عملاقة حققها المصريون في السنوات الأخيرة على صعيد بناء المدن الجديدة وشبكات الطرق والكهرباء ومواجهة إشكالية العشوائيات.
ولاريب أن تلك الإنجازات المصرية جديرة بدراسات ثقافية متعددة في سياق القراءة الواعية للنماذج الناجحة فى ثقافة الإتقان في عالم بات قرية صغيرة بفضل ثورة الاتصالات والمعلومات تماما كما تقدم مصر نموذجا رائدا "للدولة التنموية" وهو مفهوم بات موضع دراسات ثقافية متعددة في العالم ومن بينها دراسات رائدة لعالم السياسة الأمريكي كالمرز جونسون وصاحب النظرة المقارنة التي تعمقت في التنمية الاقتصادية باليابان.
ولم ينقطع الجدل العلمي حول "الدولة التنموية" التي اعتبر كالمرز جونسون اليابان نموذجا مثاليا لها بينما يشير تعريف الدولة التنموية في أدبيات الاقتصاد السياسي إلى "ظاهرة الدولة التي تقود التخطيط الاقتصادي على المستوى الكلي".
والاهتمام المصري الواضح بقضايا تطوير التعليم يتفق مع دراسات ثقافية متعددة في العالم تشدد على أن التنمية بغير التحديث الحضاري "طريق مسدود" وتؤكد على أهمية التحديث الحضاري لمؤسسات المجتمع الأساسية وأهمها النظام التعليمي حتى يتفق مع المعارف العلمية الجديدة والمستحدثات التكنولوجية.
والشباب يشكلون الطرف الرئيس في أي عملية تنموية مصرية لأن مصر "دولة شابة" وهؤلاء الشباب بإبداعهم في كل المجالات يشكلون أجنحة هذا الوطن لصنع المستقبل والغد الأفضل بقدر ما يمثلون "صوت الأمل وقوة مناوئة بطبيعتها الشابة لشيخوخة الخيال".
وهكذا يقول وزير القوى العاملة محمد سعفان:"نحلم بأن يكون لدينا مليون مشروع صغير لشبابنا بما يسهم في دعم الاقتصاد القومي وتوفير المزيد من فرص العمل" مؤكدا في هذا السياق على أهمية الأفكار المبتكرة وهكذا أيضا تقدم مصر في عيد العمال أملا لكل الباحثين عن عالم أفضل بثقافة العمل والإتقان والابتكار..إنها مصر التي اختارت أن تكون بالعمل بابا للأمل وأنشودة خالدة للزمن الصاعد.