البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

عيد القيامة.. الكنائس تُصلي: "المسيح قام بالحقيقة قام".. بطريرك مصر: في القيامة هناك دائمًا حياة جديدة

عيد القيامة
عيد القيامة

طقوس وتراتيل حزينة ومشاهد تمثيلية تجسد الساعات الأخيرة لحياة السيد المسيح على الأرض، أو كما يسمونها طبقًا للطقس المسيحي أسبوع "آلام السيد المسيح" والتي تسبق عيد "القيامة" طبقًا للكنائس الشرقية، بأسبوع، يبدأ منذ أحد السعف حتى ليلة سبت النور. حيث يستقبل أبناء الكنيسة الاحتفالات وطقوس عيد القامة للكنيسة الشرقية، أو عيد الفصح للكنيسة الغربية.
عيد القيامة يحمل رموزًا عديدة؛ فهو عيدًا للانتصار والغلبة على الموت، والقيامة والبدء في حياة جديدة وفرصة جديدة للتوبة والخلاص من الخطية. ورغم أن السنوات الأخيرة باتت تحمل بعضًا من الآلام يعكر صفو الاحتفالات في كنائس عدة بدول العالم، شرقًا وغربًا، وكانت في مقدمة تلك الدول سوريا والعراق، تلك الدول التي فقدت ملايين من أطفالها وأبنائها في أقل من عشرة سنوات، تلك الجرائم التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، تلك الجماعات المتطرفة التي استهدفت ملايين من أرواح البشر الأبرياء مسيحيين ومسلمين ببعض الدول، وفي مقدمة الضحايا جاءت الكنائس ومن بداخلها، والتي كانت آخرها مجزرة تفجيرات سريلانكا، تلك الجزيرة الآسيوية التي فقدت المئات من أبنائها ما بين قتيل وجريح جراء 9 تفجيرات مروعة ضربت عددًا من الكنائس والفنادق السياحية صباح عيد الفصح أدى لمقتل ما يقرب من 400 شخص بينهم 50 طفلًا، وإصابة 500 آخرين.
رغم آلام الفراق والوجع الذي يسببه الإرهاب لذوي الضحايا إلا أن الشمس لابد لها أن تشرق، والليل لا بد له من نهار يداوي جراحه.. فها هي الكنائس التي ودعت مئات من أبنائها وأطفالها تستقبل "قيامة" السيد المسيح، منتصرة ومستقبلة حياة جديدة وقيامة جديدة بعد الأموات، وبعد ما فقدت من أبناء وبذلت من دماء طاهر، ها هي تترنم "اخرستوس آنِستي اليسوس آنِستي" والتي تعني باللغة العربية: "المسيح قام بالحقيقة قام". 


بطريرك مصر: القيامة قمة أفراحنا
في كلمته عن "القيامة" يقول البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية؛ إن تحية القيامة "المسيح قام.. بالحقيقة قام" هي تحية إيمانية تقليدية تقدم لنا صورة مختصرة لإيماننا المستقيم لأن القيامة هي قمة أفراحنا التي تملأ قلوبنا. مضيفًا: أن البشرية ظلت تبحث عن الفرح والسعادة في شتى المجالات مثل المال، السلطة، الفلسفة والتكنولوجيا.. إلى آخر هذه القائمة الطويلة ما تحقق من سعادة كان قليلًا ونسبيًا ومؤقتًا وسرعان ما يزول أثره، مشيرًا أن قيامة المسيح جاءت لتعبر بالإنسان من حال الحياة التي بلا معنى إلى الحياة الحقيقة وصار العبور أو الفصح هو الموقف الانتقالي الذي يضمن للإنسان فرحًا حقيقيًا. 
وأضاف قداسة البابا أن البشرية ظلت تبحث عن الفرح والسعادة في شتي المجالات مثل المال، السلطة، الفلسفة والتكنولوجيا إلى آخر هذه القائمة الطويلة ما تحقق من سعادة كان قليلًا ونسبيًا ومؤقتًا وسرعان ما يزول أثره.
وأكد البابا أن قيامة المسيح جاءت لتعبر بالإنسان من حال الحياة التي بلا معنى إلى الحياة الحقيقة وصار العبور أو الفصح هو الموقف الانتقالي الذي يضمن للإنسان فرحًا حقيقيًا كما اختبره القديس بولس الرسول قائلا " لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ، لَعَلِّي أَبْلُغُ إِلَى قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ " (فيلبي ٣: ١٠، ١١).
والكنيسة جعلت فرحتنا بالقيامة المجيدة على أربعة مستويات؛ كل يوم في صلاة باكر التي نفتتح بها النهار، وكل أسبوع في يوم الأحد اليوم الذي صنعه الرب، وكل شهر قبطي في اليوم ٢٩ منه تذكارات القيامة والميلاد والبشارة، وكل سنة في فترة الخمسين المقدس التي تعقب عيد القيامة.


كاثوليك مصر: رجاء الإنسان فى كُلَّ العصور
أما البطريرك إبراهيم اسحق، بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك، فيؤكد أن النعمة والبركة والسلام في المسيح القائم من الأموات، «استيقظ أيها النائم وقم من بين الأموات فيضئ لك المسيح».
يقول إن القيامة هى رجاء الانسان فى كُلَّ العصور؛ ففى التراث الفرعونيّ العظيم كتاب جمع الأناشيد والصلوات وكلها تنشد الخلود وتؤمن بالأبدية وبيوم الدينونة حيث ينال الإنسان إكليل حياته وجهاده وعمله، اسم هذا الكتاب «الخروج الى النور» أي أنَّ الموت هو خروج إلى النور والبهاء وجوهر الفكر فيه هو الإيمان بقيامة الأموات. 
وأكد الكتاب المقدس بعهديه على حقيقة قيامة الأموات، وجاء السيد المسيح فأقام الموتى إلى الحياة، وفي كُلّ عيد: قام المسيح... حقًّا قام؛ ولكنَّ التّحدي الحقيقيّ هو في انعكاس قيامة المسيح على حياتِنا.
ويستكمل: متحدين مع قداسة البابا فرنسيس الذي يبذل كُلّ جهدٍ ليكون رسول المحبّة والسلام زارعًا الوحدة والحب والتضامن والاحترام الرّبّ يحفظ حياته ويمتعه بوافر الصحة والعافية. ونصلي متحدين مع سائر البطاركة والأساقفة وكل المؤمنين الذين يحتفلون بعيد القيامة المجيد، من أجل أن يعمَّ السلام عالمنا المثقل بالآلام والأحزان، ونصلي من أجل جميع الشهداء ضحايا العنف والتطرف والجهل، شهداء نيوزيلاندا وعائلاتهم، وشهداء نيجيريا وعائلاتهم وكل الشهداء الذين يصعدون إلى ربِّهم وقد لا يشعر العالم به.
وتابع: "نصلي من أجل مصرنا الحبيبة ورئيسنا الذي يسعى بِكُلِّ إخلاص وجهد لبناء ونهضة هذا الوطن، نلتمس من الله عزّ وجلّ أن يحفظه وأن يمده بالصحة، كما نصلي من أجل جميع المسئولين وجنود الوطن، ورجاؤنا قوي في أن تنهض بلادنا بالمحبّة والعدل والمساواة والإخلاص، تحية وإجلالاً للأبطال في سيناء، وصلاتنا من أجل بلادنا العربية التي تعانى الحروب فقد آن الأوان للتفرغ لبناء الإنسان ومستقبله ولأجيالنا القادمة، إنَّ الأعياد هي فرصة روحيّة لكي نبادر دومأ بأعمال الخير والعطف على كُلّ إنسان".


البابا فرنسيس: الفصح بداية عالم جديد 
وجه البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، رسالته في عيد :الفصح"، التي أشار فيها إلى أن قيامة المسيح هي بداية حياة جديدة بالنسبة لكل رجل وامرأة، لأن التجدد الحقيقي ينطلق دومًا من القلب ومن الوجدان. لكن الفصح هو أيضا بداية العالم الجديد، المتحرر من عبودية الخطية والموت: العالم المنفتح أخيراً على ملكوت الله، الذي ينص على المحبة والسلام والأخوّة. 
واستكمل رسالته: أن المسيح يحيا ويبقى معنا. إنه يُظهر نور وجهه القائم من الموت ولا يتخلى عن الممتحنين والمتألمين والمحزونين. ليكن (المسيح) الحيّ الرجاء بالنسبة للشعب السوري الحبيب، ضحية صراع يدوم طويلاً، قد يجعلنا نصبح أكثر استسلاماً أو حتى غير مبالين. لقد آن الأوان كي نجدد الالتزام في التوصل إلى حل سياسي يتجاوب مع التطلعات المحقة إلى الحرية والسلام والعدالة، ويواجه الأزمة الإنسانية ويسهّل العودة الآمنة للنازحين، فضلا عن اللاجئين في البلدان المجاورة، لاسيما في لبنان والأردن، داعيًا؛ أن يحملنا عيد الفصح على توجيه الأنظار إلى الشرق الأوسط، الذي تمزّقه الانقسامات المستمرة والتوترات. ليستمر مسيحيو المنطقة في الشهادة، بمثابرة صبورة، للرب القائم من الموت ولانتصار الحياة على الموت. أوجه فكري بنوع خاص إلى شعب اليمن، خصوصا الأطفال ضحايا الجوع والحرب. ليُضئ النور الفصحي جميع حكّام وشعوب الشرق الأوسط، بدءا من الإسرائيليين والفلسطينيين، وليحثّهم على التخفيف من الآلام الكثيرة والعمل من أجل مستقبل سلام واستقرار. 
في هذا الفصح، لنجد العزاءَ شعوب المناطق الشرقية في أوكرانيا التي ما تزال تتألم جراء الصراع الذي ما يزال دائرا. ليشجع الله المبادرات الإنسانية وتلك الرامية إلى تحقيق سلام دائم. 
واختتم: "إزاء الكثير من آلام زماننا، نتمنى ألا يجدنا رب الحياة باردين أو غير مبالين. ليجعل منا بناة جسور، لا جدران. ليوقف الرب، الذي يعطينا سلامه، دوي الأسلحة، أكان في مسارح الحروب أم في مدننا، وليلهم قادة الأمم كي يسعوا إلى وضع حد لسباق التسلح والانتشار المقلق للسلاح، خصوصا في البلدان المتقدمة اقتصاديا".


بطريرك العراق: العراق تستعيد هيبتها وتفتح ذراعها لاستقبال الوافدين
وفي رسالته بعيد القيامة، قال البطريرك مار لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل للكلدان؛ إنه بعد سنوات عديدة من الهلاك والدمار التي تعرضت له؛ استعادت هيبتها وطورت هيكلتها من جديد؛ وفتحت ذراعها لاستقبال الوافدين؛ لتأدية الصلوات والاحتفال بأعياد القيامة داخلها؛ وكأن لم يكن شيئًا وقع؛ ليكون الانتصار من حظها في النهوض بدولتها. وقال: الفصح، الصلب، القيامة، هذه المحطات المهمة من الأسبوع المقدس، تدعونا الى أن نتذكر بقوة ما قاله يسوع وما عاشه، فنعدّ قلوبنا لنفهم اُبوَّة الله لنا وحبه وعنايته بنا، ونتعلم من مثاله، ونتحرر من مخاوفنا، ونتطلع نحو الأعلى، وننسج الأمل لنتقوى على تحمل صعوبات «صليب» حياتنا بإيمان وصبر وارادة ورجاء القيامة، دعونا نستفيد من هذه المعاني العميقة لنتمكن من عيش إيماننا بفرح، وتعميق اُخوَّتنا بحماسة، وتوطيد وحدتنا وثقتنا بمستقبل أفضل؛ لنصلِّ بحرارة من أجل السلام والاستقرار والوئام في بلدنا، ونهضته وأن تثمر جهود الحكومة ثمارًا خيِّرة لبنائه.


مطران سوريا: سوريا تنتصر وتحتفل بالقيامة على أراضيها 
لم يتوقع أهلها أن تعود "دمشق وحلب" كما كانت؛ بعد وقوع العديد من الحروب الأهلية؛ "الهجرة" أصبحت الوسيلة الوحيدة للهروب من "الرصاص والمدافع والرشاشات"، تاركين المعالم التاريخية ولكن مرت السنين واصرت على التحدي واستقبال عيد القيامة بكنائسها من جديد؛ بعد سنوات من الضياع؛ واختطاف المطرانان يوحنا إبراهيم وبولس يازجي مطرانا حلب للسريان الأرثوذكس وللروم الأرثوذكس.. هكذا انتصرت سوريا واحتفلت بـ "القيامة" على أراضيها بين أبنائها في سلام وأمن، ويقول بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، في كلمات روحانية: «أسبوعا عظيما مقدسا يصل بنا إلى فرح القيامة، وراجيا أن يعم فرح وسلام القيامة سوريا ولبنان والعالم أجمع» ثم أضاء يازجي شمعة السلام رافعا أدعيته إلى الرب ليحل سلامه في سوريا وكل أنحاء العالم، وتوجه الجميع بعدها إلى صالون الكاتدرائية حيث افتتح يازجي معرضا لصور وكتب المطرانين بولس ويوحنا، ثم التقى الفاعليات الرسمية وبارك المؤمنين في مسرح الكاتدرائية".


بطريرك روم القدس: سلام لكل العالم والشرق الأوسط المضطرب
يقول البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث، بطريرك اليوم بالمدينة المقدسة وسائر فلسطين وسوريا العربية والأردن؛ إنّ المسيح قد ذهب الى الجحيم بالصليب، لكن الجحيم لم يقدر عليه، لم يمسكه. نزل الرب إلى الجحيم، وانتزع منه المعذبين منذ الدهور. فجذب هؤلاء من العذاب، حيث "وقف صارخاً نحو الذين في الجحيم، ادخلوا مجدداً إلى الملكوت". "قد صلب بضعفه لكنّه حي بقدرة الله، قام الله المتجسد بقوته وظهر لحاملات الطيب وللرسل أتباعه في ظهورات عديدة.فقد عاينهم في العلية اليوم الأول والسابع من يوم القيامة في الطريق الى عمواس، في أورشليم إلى “الأحد عشر والذين معهم مجتمعين".
وتابع: "الله قد ترك الكنيسة شاهدة على حقيقته ومكملّة لعمله. تُعلّم الكنيسة بالروح القدس وتعظُ عن تجسد المسيح وصلبه وقيامته. تعلّم بالقول وتعمل بالأفعال وتقدّس بالأسرار. تنقل النعمة الإلهية وتجّمل أخلاق البشر وحياتهم وكيانهم. فتصبح هي ملكوتًا وسماءً، كما تقول الطروبارية، "لدى وقوفنا في كنيسة مجدك، نظنّ أنّنا موجودون في السماء". إنّ الكنيسة على الأرض واحةَ نبع مياه حية، سلامٌ، حقيقيٌ، أخوة’ٌ، حوارٌ، فرحٌ ونعمةٌ ممتلئةٌ. هذه تُطفىءُ حروباً وتقضي على جدالات وتجمّع شعوباً. تحافظ الكنيسة وتحمي الطبيعة والخليقة كعمل لله لعيش البشر".
وفي ليلة يوم القيامة المنير المخلصة والنيرة، نصلي من أجل سلام كل العالم وخاصة في الشرق الأوسط المضطرب، من أجل إنهاء الخلافات بين الكنائس ووحدة الكنيسة الأرثوذكسية برباط السلام. نعيّد على رعيتنا الحسنة العبادة على هذه الأرض وعلى الزوار الورعين.نتمنى للجميع الفرح والقوة والأمل ونور المسيح القائم.


بطريرك أنطاكية: موت وقيامة غيرا وجه العالم 
قال البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، في رسالة القيامة؛ إن يسوع مات على الصليب فداءً عن خطايا البشرية بأسرها، وبدمه الثمين صالح الله مع الإنسان، وائتمننا على عيش المصالحة مع الله ومع بعضنا البعض. "مات من أجل خطايانا وقام من أجل تبريرنا" ومنحنا الحياة الجديدة، حياة أبناء وبنات الله. موت المسيح وقيامته يشكّلان بالتالي أساس الإيمان المسيحي وجوهره، إذ شاء يسوع أن يموت على الصليب ويقوم من بين الأموات ليمنحنا الحياة الجديدة ويقدّسنا. وبهذا زرع السلام في القلوب، منتزعاً منها الخوف، فباتت الأرض تعيش زمناً جديداً يرضي الله، هو زمن المحبّة والأخوّة والسلام. وتحدث غبطته عن ضرورة التغلّب على الخطيئة وعيش المحبّة الحقيقية.
وخصص رسالة القيامة للحديث عن صدى القيامة في عالمنا اليوم. وقال: في عيد القيامة، نجدّد التزامنا بالقيم المسيحية بكلّ أبعادها، لأنّ فادينا يسوع القائم منتصراً على الخطيئة وثمرتها الموت، هو منبع المحبّة وأمير السلام، وهو وحده قادرٌ أن يجمع الأفراد والمجتمعات المتنوّعة في ثقافة المحبة، كم نحتاج إلى السلام الذي أمّن به الفادي تلاميذه الخائفين، كي يُنهي النزاعات المسلّحة والحروب التي ما فتئت تفتك بدول شرقنا المسيحي وتهجّر أولادنا منه، حتّى يكاد هذا الشرق يخلو من شعبه المسيحي الذي هو في أساس تكوينه.