البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

المحشي والفول النابت.. أطعمة لن يأكلها إلا المصريون في الجمعة العظيمة

البوابة نيوز

شرح الأنبا بنيامين، مطران المنوفية، طقس الجمعة العظيمة فى كتابه «محاضرات فى علم اللاهوت الطقسى القبطي»، والتى تُسمى «الجمعة الحزينة»؛ لأنها بها تم صلب المسيح، بحسب العقيدة المسيحية.
وأكد أن الكنيسة تحتفل فى هذا اليوم احتفالًا مهيبًا، ويكون الصوم فى هذا اليوم بزهد وتقشف شديدين، كما تمنع فيه القبلة وألحان هذا اليوم «حزايني» كلها.
ويضيف: "كما تعرى فى هذا اليوم المذابح من ملابسها الثمينة، إشارة لعرى السيد المسيح لأنهم عرُّوه وجلدوه، وهذا إعلان عن تأثير الخطية وبشاعتها من خلال الطقس لكى يعرف الجميع أن الخطية تعرى الإنسان".
ويكمل، تركز الكنيسة فى قراءتها على انتظار البشرية لهذا الخلاص، وتوضح التشبه بالمسيح الذى قابل الشر بالخير وهكذا ينبغى أن نسلك، وهو الذى بذل نفسه لأجلنا فنبذل أنفسنا نحن أيضًا لأجل الآخرين.
♦ أيقونة الصلبوت
فى وسط الكنيسة يتم وضع أيقونة الصلبوت، التى توضح صلب المسيح والآلام التى تحملها، ويوضع حولها ثلاثة صلبان؛ لأن الصليب علامة ابن الإنسان، وهو فخر المسيحية.
وتوضع الشموع مضيئة حول أيقونة الصلبوت؛ لأن المصلوب هو نور العالم، وأبطل الموت بموته وأنار الحياة والخلو، وإشارة إلى الحياة التى لا يغلبها الموت.
♦ الميطانيات
تنتهى صلوات الجمعة العظيمة بعمل «100 ميطانية»، وهى كلمة يونانية تعنى سجود، فى كل اتجاه ويردد الشعب «كيرياليسون» أو «يارب ارحم»، وذلك لاستمطار مراحم الله ورأفته على البشر. ويتم عمل 100 ميطانية فى كل اتجاه تبدأ بالشرق ثم الغرب ثم الشمال ثم الجنوب (الجهات الأربعة) ثم 50 ميطانية أخرى جهة الشرق إشارة إلى اليوبيل والحرية التى نلناها بالصليب. 
♦ الزفة 
فيها يحمل الأسقف أو الكاهن أيقونة الصلبوت، ويطوف بها فى الكنيسة إشارة لحمل جسد المسيح ودفنه، ويحمل الشمامسة الشموع والصلبان والمجامر فى الكنيسة والهيكل وهم يرتلون بالدفوف كيرياليسون. 
♦ الدفن
يتم وضع ستر أبيض على المذبح، فوقه صورة الدفن والصليب مع خمسة فصوص مر، مع الحنوط والورود (إشارة للحياة)، ثم نثنى الستر الأبيض من جهاته الأربع، ثم وضع شمعدانات جهة اليمين وجهة اليسار إشارة إلى الملاكين واحد عند الرأس والآخر عند الرجلين.
♦ شراب الخل الممزوج بالمر
على درب المسيح يقوم البعض بشرب الخل تذكارًا لشرب المسيح، لذلك الشراب المر على الصليب، وهو إشارة للأحزان والآلام التى احتملها من أجلنا فنقدى بصبره.
♦ ساعات الصلاة
تدور القراءات حول أحداث القبض على المسيح، بحسب ما جاء فى الأناجيل، وقد رتبت الكنيسة ابتداء من هذه الساعة أن تتلو أربعة أناجيل فى كل ساعة.
ففى الساعة الأولى، تقرأ الأناجيل التى تتضمن النصائح والوصايا الوداعية لتلاميذه، ويشملها الخطاب الوداعى الأخير الذى ألقاه الرب على تلاميذه عقب خروج يهوذا الأسخريوطى لإتمام القبض عليه، وهذا الخطاب يقع فى خمسة إصحاحات من بشارة يوحنا الإنجيلي، وقد قسمته الكنيسة إلى أربعة أقسام، تتلوها فى هذه الساعة، وتسمى «فصول البارقليط» أى المعزي، لأنه يتكلم فيها كثيرًا عن الروح القدس المعزى الذى سيرسله إلى تلاميذه ولأن فيها كلمات تعزية كثيرة يطمئن ويثبت بها تلاميذه.
وفى الساعة الثالثة، تقرأ النصوص حول شكوك التلاميذ ومحاولة علاجها، وتقرأ الأناجيل من فصل الإنجيل متى والخروج إلى جثسيماني، وإنجيل مرقص وشكوك التلاميذ وتبدد الرعية.
بينما تقرأ فى الساعة السادسة صلاة المسيح الحارة الحزينة فى البستان، بحسب ما جاءت فى الأناجيل الأربعة حتى القبض عليه.
الساعة التاسعة تتضمن قراءات القبض على المسيح، وفى الساعة الحادية عشرة تقرأ فصول محاكمته أمام رؤساء اليهود.
وتحوى هذه الأناجيل محاكمة المسيح أمام حنان، ثم أرسله موثقًا إلى قيافا؛ حيث تمت المحاكمة الثانية، وهناك أنكر بطرس سيده وصاح الديك فخرج بطرس خارجًا وبكى بكاء مرًا.
كما تم الاستهزاء بالمسيح فكانوا يهزأون به ويضربونه ويجدفون عليه، ثم اجتمع أعضاء مجمع السنهدريم ليلًا فى بيت قيافا رئيس الكهنة فى جلسة طارئة وغير عادية لمحاكمة المخلص، وأما رؤساء الكهنة والمجمع كله فكانوا يطلبون شهادة زور على يسوع ليقتلوه، ولما وجدوها حكم الجميع على المسيح أنه مستوجب الموت، وهكذا حكموا عليه بالموت.
♦ عادات شعبية
أضاف المصريون العديد من الأكلات، والتى لها رمز روحى لهذا اليوم، فيحرصون على تناول «المحشي» لأنه يتم «لفه» مثل الكفن، والكنيسة تحتفل فى نهاية الجمعة العظيمة بدفن المسيح، والطعمية التى يرمز شكلها الدائرى إلى الحجر الذى وضع على القبر، و«الفول النابت»، والذى يرمز إلى الحياة بعد الموت.