البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

المعلم ميخائيل جرجس.. حارس الألحان

المعلم ميخائيل جرجس
المعلم ميخائيل جرجس

تحتفي الكنيسة الأرثوذكسية اليوم الخميس الموافق 18 إبريل، بتذكار رحيل المعلم ميخائيل جرجس البتانوني، والمعلم هو مرتل الكنيسة، والذي إنتقل فى ١٨ أبريل ١٩٥٧، وكان أكبر معلمى الألحان فى الكنيسة القبطية فى تاريخنا المعاصر.
كان البتانوني موهوبا ومنذ فقد بصره فى الثالثة من عمره اتجهت حياته للخدمة فى الكنيسة، تعلم فى بدء حياته فى كتاب أبو السعد فى الأزبكية ودرس هناك القبطية والعربية والحساب ولما كبر درس أصول العربية فى الأزهر، وكانت أسرته ترتبط بصلة صداقة مع قداسة البابا كيرلس الخامس الذى احتضن ميخائيل ورسمه شماس وعينه مرتلا فى المرقسية بكلوت بك.. نقرا ونتعجب من الطرائق التى اتخذها ميخائيل ليتعلم الألحان وكان منها ألحانا نادرة لا يعرفها سوى معلم او اتنين من الكبار.
كان ميخائيل يختبئ تحت المقاعد عندما كان المعلمين القدماء يسلمون احد الكهنة لحنا وكانت له ذاكرة قوية جدًا تمكنه من حفظ اللحن من مرة واحدة، وعرف عنه البابا كيرلس الخامس ذلك وكان يشجعه وأحيانا كان يحضر معلما من الكبار ويطلب منه ان يقول لحنا معينا ويكون ميخائيل حاضرا فى مكان مستتر وذلك حتى ( يلقط ) اللحن، وكان ميخائيل الكبير يرى ان مهمته هى الحفاظ على ألحان الكنيسة من الضياع ولذلك كان أحيانا يدفع للعرفاء الصغار حتى يتعلموا الألحان من المعلمين الكبار ويراجع معهم فيما بعد لأنه كان لا يقبل أن يتم تسليم اللحن بهزة واحدة خطأ!
كان للمعلم ميخائيل الكبير دورا أساسيا فى تسجيل النوتة الموسيقية للألحان القبطية وهو مشروع العلامة القبطى راغب مفتاح وتم التسجيل على مدى أعوام طويلة وهو عمل تاريخي بكل المقاييس ونقل الألحان القبطية من السماعى إلى التأصيل الموسيقى.
كان روحانيا يؤدى اللحن بقلبه وليس بلسانه وكان يحب إنجيل المولود أعمى ويقرأه بتأثر شديد.. كان يرى ان عمله صلاة وعبادة وليس صوتا فقط.
بواسطة المعلم ميخائيل الكبير انتقل تراث الكنيسة المجيد الممتد من أيام الفراعنة الى الأجيال الجديدة وأسس المعلم ميخائيل مدرسة للعرفاء والمعلمين وعاش حياته فى خدمة الكنيسة وتراثها.