البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

يحيي الطاهر عبدالله.. شاعر القصة القصيرة

الأديب الراحل يحيي
الأديب الراحل يحيي الطاهر عبدالله

انحاز الأديب الراحل يحيي الطاهر عبدالله في أعماله الفنية لجموع البسطاء، فرصد طموحاتهم وأوجاعهم، كما فضح ضحالة المجتمعات القروية التي تتسم بالجهل والفقر، نتيجة نسيج الأسطورة الذى يصنعونه، مع عدم الرغبة في تغيير قيمهم الموروثة والتي تنافى المدنية والعلم والتحضر، مستفيدا بذلك من القصص الشعبية والأساطير الفولكلورية التي تجلت فى المواويل والحكاوي، ومستلهمًا الحضارة الفرعونية، والثقافة الإسلامية والمسيحية.
الطاهر عبدالله، والذي تحل ذكرى وفاته اليوم الثلاثاء، من مواليد قرية الكرنك بمحافظة الأقصر فى 30 أبريل من العام 1938، لأب يعمل بالتدريس ويهتم بقراءة كتابات عباس العقاد وإبراهيم المازني، فوهبه حب القراءة وحب اللغة العربية منذ الصغر، أصدر مجموعته القصصية الأولى «محبوب الشمس»، ثم «جبل الشاى الأخضر»، واشتهر بـ «الطوق والإسورة»، ومن أعماله المميزة أيضا «ثلاث شجيرات تثمر برتقالا، الدف والصندوق، أنا وهى وزهور العالم، الحقائق القديمة صالحة لإثارة الدهشة، حكايات للأمير حتى ينام، تصاوير من التراب والماء والشمس، حكاية على لسان كلب، الرقصة المباحة».
تميزت كتاباته برهافة الحس، وانتقاء المفردات والتراكيب، التي يبنى بها عالمه القصصي، حتى لقب بـ «شاعر القصة القصيرة»، وقد عبر عن هموم الوطن، وعن البيئة المحلية للصعيد بتعمق كبير، فأنتج أعمالا تبرز مدى التحولات الاجتماعية التي يتعرض لها المجتمع المصري، الذى شهد عدة حضارات أثرت بشكل كبير فيه، فتأتى قصصه ممزوجة بالجو الأسطورى الذى يجمع روح الحضارة المصرية القديمة مع روحانيات الأديان السماوية كالمسيحية والإسلامية، اللتين أثرتا بشكل ملحوظ فى تفكير وثقافة المصريين.
انفتح «يحيي» فى سردياته الأدبية على ألم الإنسان وقضاياه الكبرى، فانشغل بقضية الموت التى لا تزال تثير قلقًا لدى البشر، وأيضا الخوف الذى يجعل الإنسان جبانا ولا يستطيع الإقدام على المغامرة والتجدد والتطور، وفى كلماته التى أهدى بها «الطوق والإسورة»، يتجلى المؤلف كما لو أنه مغن ومهدهد لمفردات الطبيعة كالشجر والنهر والورق والإنسان، فنجده يكتب: «للشجر المورق العالى، وللريح المغنية، وللإنسان -على الأرض ذات الخير- فى قوته وفى ضعفه».
وقد رحل يحيي الطاهر عبدالله في مثل هذا اليوم 9 أبريل من العام 1981 عن عمر يناهز الـ42 عاما تاركا وراءه أعمالا فنية ثرية لا تزال ملهمة للحياة الإبداعية والثقافية العربية حتى الآن.