البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

حواديت عيال كبرت "70".. وظائف خالية بشروط خيالية


كان شيئا غاية في الصعوبة أن تترك عملا بهذا المبلغ وأنت قد رتبت حياتك عليه.. فبعد أن كنت تتقاضى 350 جنيها راتبا.. الآن راتبك ألفين.. "ما تحبكهاش أوي وتقولي ضمير وكرامة وكلام فاضي"، كان هذا حديث آدم مع نفسه قبل 15 سنة.. وكان قراره أن يتمسك بالكلام الفاضي من وجهة نظر نفسه.. ترك الوظيفة وأخذ يبحث في صفحات الجرائد عن عمل.. اختبارات كثيرة الشروط تنطبق عليه وعلى غيره وربما منهم من هو أكثر إجادة منه.. أسابيع مرت وكاد أن يفقد الأمل حتى وجد نفسه يقف في طابور يمتد لأكثر من 5 آلاف متر.. دارت عيناه يمينا ويسارا.. شهادات خبرة وشهادات تدريب وسير ذاتية.. أوراق متستفة وفي يده 3 أوراق شهادة الميلاد والبطاقة وشهادة المؤهل. 
بعد 4 ساعات وقف "آدم" أمام اللجنة يتفحصون ما في يده من أوراق ويبتسمون.. أحدهم: هو ده كل الورق اللي معاك؟ يجيب نعم.. يسأله آخر: ممعكش شهادات خبرة.. شهادات دورات تدريبية.. كارت توصية.. يستنكر ثالث: إنت ما اتكلمتش مع حد من اللي دخل قبلك؟ أجاب: أيوا اتكلمت يا أفندم وعارف كل اللي حضرتك بتقوله لكن ممعيش غير الورق ده.. صاح رئيس اللجنة: إنت يا بني جاي تهزر وتضيع وقت! اتفضل شكرا. 
لم تنته الحكاية عند هذا الحد.. وبينما يغادر آدم استوقفته إحدى أعضاء اللجنة وبصوت عالٍ قالت: أليس عندك مهارات أخرى تناسب العمل؟ استدار آدم وقال لها: بالعكس عندي ما هو أهم من الشهادات لكنه لا يمكن كتابته في ورق.. لكني أستطيع أن آتي لكم بأمي وأبي وأهلي وأصدقائي وكل من سبق وأن عملت معهم وسيشهدون بأني لا أسرق ولا أكذب وأحب الخير للناس.. صمت الجميع وانصرف آدم. 
بعد أيام جاءه خطاب التعيين.. تشكك في الأمر لم يكن يصدق.. لكن تلك عضوة اللجنة التي استوقفته صدقت الخطاب والنبأ وقالت له.. تأكدنا مما قلت وهذا هو المهم الخبرة والتدريب أمور يسهل استكمالها.. 
الآن "آدم".. أحد أعضاء اللجنة وحتما سيبحث عن نفسه في المتقدمين.