البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

البطريرك ساكو: التطرف الديني يجد بعض الأسس في العديد من الديانات

البوابة نيوز

بدعوة من جامعة الصليب المقدسة، قدم الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو بطريرك الكلدان، محاضرة عن العنف لدى التيارات الإسلامية المتشددة، في العاصمة النمساوية فيننا حضرها أكثر من مائتي شخص من المهتمين من الاكاديميين وسياسيين ورجال دين مسيحيين. 
وأكد "ساكو" فى كلمته أن التطرف الديني يجد بعض الأسس في العديد من الديانات، لكن الغريب هو ظهور التطرف الإسلامي في العقود الأخيرة، والمتسم بطابع العنف والإرهاب ضد غير المسلمين، وبخاصة ضد المسيحيين.
وأضاف: وقد تسبب هذا العنف في تراجع وجودهم وحضورهم وعددهم في بلدان الشرق الاوسط، اذكر على سبيل المثال ظهور القاعدة، وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وممارسة عمليات التهديد، والخطف ودفع الفدية والقتل، والاستحواذ على بيوتهم وتفجير كنائسهم، وممارسات اقصاء يومية.
وقال بطريرك الكلدان إن مصدر التنظيمات الإرهابية هو أيديولوجي " فكري"، بنيوي في فهم النصوص وتأويلها، من يقرأ هذه النصوص من دون سياقها التاريخي، ويفسرها بطريقة خاطئة، يشوه الدين ويضرُّ به وبعباده، حيث يستند هؤلاء المتطرفون الى نصوص دينية، وادبيات موجودة في كتابات بعض الفقهاء مثل ابن تيمية وابن القيم الجوزية (ت751) وغيرهما.
وأشار: واحكام كـ "أحكام أهل الذِّمة"، كانت لها أهمية في القرن السابع عندما نشأت الخلافة الإسلامية، لكنها اليوم لا تناسب واقع الدولة الحديثة ومساواة المواطنين واشتراكهم في كافة مفاصل الدولة. 
وشدد: لا يمكن القبول بمواطن هو من الدرجة الأولى والأخر من الدرجة الثانية، هذه الأحكام هي ابنة سياقها الاجتماعي والتاريخي وينبغي ألّا تمارس اليوم في المجتمعات الحديثة المختلطة، وهكذا الحال مع بعض خطب الجمعة وبرامج القنوات التلفزيونية الدينية الحالية التي تحرض على الكراهية، مما يجعل الدين سلاحا فعالا في الصراع ضد الاخرين، بدل ان يكون قوة لاشاعة للتسامح والاخوة والسلام في المنطقة.
واستطرد: هذا ما فعله تنظيم الدولة الإسلامية مع المسيحيين والايزيديين في الموصل وبلدات سهل نينوى عندما احتلوا هذه المناطق صيف عام 2014.
واكمل: بات ضروريا ان توضح المرجعيات المسلمة الرؤية الدينية لمواجهة الكراهية والعنف ومعالجة التطرف والإرهاب في العصر الحديث عبر الاعتدال واعمال العقل والتحليل والمنهجية في فهم النص كما فعلت الكنيسة المسيحية في العصر الحديث في فهم النص الديني وكيفية تطبيقه في مجتمعاتنا الحديثة.
واختتم: كذا الحال مع الفقه، في الإسلام والقوانين الكنسية في المسيحية، اذ يستحيل تطبيق بعض الاحكام الدينية القديمة على الواقع الحالي، ولذلك جب ان نفهم النصوص الدينية بمعناها الصحيح وظرفها وسياقها. وهنا اودّ أن انوّه بأن للآيات والأحاديث في كل الديانات، اسبابها وظروفها التي لا بد من ان تؤخذ بعين الاعتبار، فبعضها يبطل العمل به بعد ان تزول ظروفه ومبرراته، وبعضها كان علاجا لحالات معينة.