البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى في حواره لـ"البوابة نيوز": المسرح المدرسي أهم أولوياتنا.. مشروع لتوثيق الرموز والرواد المسرحيين.. وآخر للتراث الشعبي والفلكلور.. تجهيز احتفالية كبرى لدول حوض النيل

رئيس المركز القومى
رئيس المركز القومى للمسرح والموسيقى في حواره لـالبوابة نيوز"

منذ أن تولى الفنان ياسر صادق، رئاسة المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، فى 13 يناير 2019، وهو يسعى لتنفيذ خطة طموحة، التى تحمل العديد من الرؤى والمشاريع الفنية والتراثية والتوثيقية، بهدف الخروج من حالة السكون التى يمر بها المركز فى الفترات السابقة إلى الديناميك والتحرر من المركزية، تشمل خطة بناء المبنى الملحق للمركز والذى يضم قاعة متعددة الأغراض، ومسرحا لإقامة كافة فعاليات المركز، إلى جانب إنشاء موقع إلكترونى رسمى للمركز وقناة يوتيوب تستخدم لعرض كافة العروض المسرحية الموثقة وحفلات المركز والتكريمات إلى آخره.
يسعى «صادق» إلى تحقيق مشروعه لتوثيق الرموز والرواد المسرحيين من خلال عمل فنى يبدأ من مسقط رأس هؤلاء الرواد، ثم يجوب المحافظات تباعا بهدف الإلمام والتعرف على هؤلاء الرواد ومسيراتهم وأعمالهم، إضافة إلى مشروع جمع التراث الشعبى والفلكلور بداية من المحافظات لتوثيق الأعياد القومية، والمناسبات، والاحتفالات، والأزياء، وغيرها الخاصة بكل محافظة عن طريق البحث حتى تقدم لجهات الإنتاج المتخصصة لتقديمها فى المحافظات.
التقت «البوابة» بالفنان ياسر صادق للتعرف على خطة المركز خلال الفترة المقبلة، والمشاريع الفنية والبحثية والتوثيقية، واستعدادات الملف الأفريقى إلى نص الحوار.



■ ماذا عن خطة المركز خلال الفترة المقبلة؟
- يستعد المركز لإصدار كتابين عن التراث المسرحى استكمالا للجزءين الثالث والرابع، يتضمن توثيق الحركة المسرحية بداية من عام ١٩٢٥، وهى انطلاقة جديدة وقوية لاستعادة مكانة المركز وتأثيره فى نشر الثقافة المسرحية مع الحفاظ على التراث المسرحى والموسيقى والفن الشعبي، باستئناف مشروع النشر المتخصص فى مجالات عمل المركز والغائب منذ سنوات، استكمالا للدور التوثيقى الموسيقى للمركز، الذى لم يصدر منذ إنشائه سوى إصدارين فقط للتوثيق الموسيقى فى طباعة أربع إصدارات، منها ثلاث فى مجال الموسيقى وهي: «اتجاهات النقد الموسيقى فى الصحافة المصرية ١٩٣٢م-١٩٥٢م»، «اتجاهات النقد الموسيقى فى الدوريات الفنية المتخصصة فى مصر خلال الفترة من ١٩٧٤م - ٢٠٠٤ م»، «توظيف الموسيقى المصرية الشعبية فى المسرح الغنائى ١٩٥٢م - ١٩٧٠ م»، «كتاب التوثيق المسرحي.. الموسم المسرحى ٢٠٠٧-٢٠٠٨»، إضافة إلى إصدار الجزءين الثالث والرابع للمسرح المصرى ١٩٢٥م، ضمن سلسلة توثيق المسرح المصرى ١٨٧٦م- ١٩٥٢م، الذى تم طبعه بالفعل على أسطوانات مدمجة مع بعض النسخ الورقية، إلى جانب تحديد موعد احتفالية إعلان وتكريم الفائزين بمسابقة التأليف المسرحى الذى أطلقها المركز فى العام الماضي، واستكمال إجراءات إنشاء المبنى الملحق بالمركز الذى يضم أكبر قاعة متعددة الأغراض لتقديم حفلات المركز، والندوات، والتكريمات، واللقاءات، والمسرح، لأن المركز يحتاج للجمهور من أجل التعرف على خدمات المركز والمتحف والصور وغيرها، مؤكدا أنه سوف يتم تخصيص «سيشن» خاص بكل مسرح لتأريخ وتوثيق المسرح من خلال الأعمال التى قدمت على خشبته بداية من الصور، والنصوص، والمقتنيات، والرموز، وتقديمها للجمهور عن طريق «سى دي» بأسعار رمزية، وجارٍ إنشاء موقع إلكترونى رسمى خاص بالمركز، بالإضافة إلى إطلاق قناة «يوتيوب» يتم عرض كل ما يخص المركز من مسرحيات وأبحاث وسير الرواد وتكريمات وغيرها.


■ ما المشروع الذى تعمل عليه فى الوقت الراهن؟
- العمل جارٍ على مشروع لتوثيق الرموز والرواد المسرحيين، فى المسرح، والموسيقى، والفنون الشعبية، ولم يستقر على مسمى له حتى الآن، يتم من خلاله تقديم سير هؤلاء الرواد بشكل حكائى مسرحى فى غضون ساعة فقط، مستخدما أدوات المركز من تصوير، وأفلام تسجيلية، وأصوات، ومقتطعات صوتية للرائد نفسه بطريقة محببة، بهدف التعرف على رواد ورموز المسرح أمثال نجيب الريحاني، زكى طليمات، يوسف وهبي، أم كلثوم وغيرهم، وتقديمها فى مسقط رأسهم، أى بلد المنشأ، ثم تجوب المحافظات والقرى والنجوع وسوف يقوم بإعداد السيناريو متخصصون من المركز، بهدف الوصول لأكبر شريحة ممكنة من المتعطشين للثقافة وفن المسرح، لأن المسرح يؤثر على الجمهور بشكل مباشر أكثر منه تأثيرا على الفيديو، وسوف يتم تصوير هذه الأعمال وعرضها على قناة اليوتيوب الخاصة بالمركز، بالإضافة إلى طباعتها فى صورة سى دى يتم توزيعها من خلال بروتوكول تعاون بين وزارة الثقافة والتربية والتعليم والتضامن والنقابات العمالية وغيرها برقم زهيد يصل إلى ٥ جنيهات بهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور.


■ ماذا يقدم المركز فى الملف الأفريقى؟
- جارٍ تجهيز احتفالية كبرى لدول حوض النيل والتنسيق لها، لأن حوض النيل ساعد فى نشأة وتكوين ثقافة واحدة مشتركة بين هذه الدول، وساعد فى بناء عوامل مشتركة حضارية، وفنية، وفلكلورية ربطت بين الـ ١١ دولة التى تقع على حوض النيل، حتى نصل فى النهاية بعلاقة جذرية يربطها شريان الحياة تعمل على تعزيز وتوطيد العلاقات بين الشعوب وبعضها البعض، وهذا مشروع قومى تعمل عليه كافة جهات الدولة فى الفترة الحالية، ومن أهم أولويات وزارة الثقافة أيضا.
■ ما دور المركز فى استعادة المسرح المدرسى من جديد؟
- يلعب المركز دورا محوريا فى هذا الشأن، وجارٍ إعداد وتقديم مجموعة من الأبحاث العلمية بدراسة جيدة عن طريق دكاترة علم النفس والاجتماع التربوى ومن الكليات المختلفة من بينها التربية النوعية، علم النفس، والفنون المسرحية، بهدف تقديم المنتج الثقافى والفنى المناسب لهذه الشريحة العمرية بمختلف المراحل التعليمية، وتقديمها إلى إدارة التوجية المدرسى لتنفيذها فى إطار الفئة المحددة، حتى يكتمل بناء سلوك الطفل ويستطيع فهم ما يقدم بعد ذلك دون تأثير سلبي.
■ ماذا عن مشروع جمع التراث الشعبى والفلكلور بالمركز؟
- ما تم جمعه حتى الآن من التراث والفلكلور لم يزد على ١٠ ٪، فمصر غنية بالفلكلور والتراث الشعبي، فنحن فى أشد الاحتياج إلى خطة بحثية كبيرة، بهدف الوصول لهذا الفلكلور والتراث الشعبى لتقديمه سواء فى المزيكا، والحكي، والسير الشعبية، والأزياء وغيرها حتى تصبح مرجعية مهمة للفلكلور وطريقة إحيائه، مؤكدا أن هناك برتوكول تعاون بين وزارة الثقافة والمحافظين سوف يتم استغلاله فى جمع التراث والتوثيق، من حيث رصد احتفالات العيد القومى لكل محافظة وتسجيل مناسباتهم والسمة الثقافية، وتعظيم دور الانتماء فى المناطق الحدودية، كل ذلك يتم من خلال بحث يرصد كل هذا للتراث الخاص بكل محافظة حتى يتم تقديم ذلك لجهات الإنتاج الخاصة لتقديمه بشكل فنى معد جيدا وسوف تلقى صدى كبيرا فى تلك المحافظات.


■ هل هناك تطوير بالفرقة الموسيقية الخاصة فى المركز؟
- نعم.. سوف تشهد فرقة المركز تطورا ملحوظا خلال الفترة المقبلة، وجارٍ إنشاء هيئة للفرقة حتى تليق بالمركز متخصصة فى التراث الفني، فنحن نمتلك مجموعة من النوت الموسيقية لكبار الموسيقيين والملحنين قد يصعب الجمهور الوصول لها أمثال صالح عبدالحي، زكريا أحمد، سلامة حجازي، وغيرهم فكل هذه النوت لا يمكن لأحد الاطلاع عليها سوى الباحثين والمتخصصين، وهذا ما يسعى له المركز أى استغلال هذه النوت الموسيقية وتقديمها من خلال فرقة المركز وتقديم هذا التراث فى صورة معزوفات وحفلات بأسعار مخفضة بهدف الارتقاء بالذوق العام.
■ كيف ترى الحركة الثقافية فى مصر؟
- لا ينقص مصر فى الفترة الحالية إلا الثقافة، لأنها بمثابة العمود الفقرى للدولة، وهذا ما تسعى له الدولة وجهاتها المعنية فى الوقت الراهن، لأن للثقافة دورا مهما جدا يساعد فى نهضة الدولة، فالثقافة فى التعليم، والمالية، والتموين، ومعاملة المواطن وغيرها، فلا بد من توافر قدر من الوعى والثقافة وكيفية تقبل الرأى والرأى الآخر، وجارٍ إعداد مؤتمر عن العنصرية والتمييز وعدم قبول الرأى الآخر بهدف الوصول إلى نتائج وحلول فى قبول الآخر وهذا ما يجب أن يتصدى له الباحثون والمختصون.