الفقر يدفن موهبة فنان الزمن الجميل.. "جمال": أستطيع استعادة مجدي بـ"بانيو مياه ساخنة"
ربما يعد الأمر غريبًا لدى الأشخاص المقيمين بـ«عزبة النخل»، أن يجلس أحد في الشارع ليرسم «البورتريهات» والصور للأشخاص بحثًا عن زبائن، خاصة أن الساكن الجديد «جمال الرسام» لم يعش معهم في المنطقة منذ زمن طويل، ونظرًا لابتسامته التي لا تفارق وجهه وأسلوبه البسيط في الحديث مع الآخرين يجهل من حوله حقيقة هذا الرجل المثقف الذي قرأ ما يقرب من ١٥ ألف كتاب، وله العديد من المواقف والصور التذكارية مع الفنانين والمشاهير، ولكن «الخيانة كالهواء»، تدلف إلى منازلنا بمجرد فتح الباب، هذا ما حدث مع رسام المشاهير الذي افتقر بعدما سرق منه مساعدوه، أكثر من ٢٠٠ ألف جنيه.
وعما تعرض له، يقول الرجل السبعيني: «مكنتش بحرمهم من حاجة، دانا كنت بجيبلهم كبدة ومخ على الفطار، لكن طيبتي طمعتهم فيا وخليتهم يسرقوني، وطبعًا لما سابوني ومشيوا، اضطريت آجى هنا أعيش فى عزبة النخل، شقة صغيرة وإيجارها بسيط، لكن يا دوب المعاش بيقضي الإيجار، والعلاج، وساعة الأكل بقى بيحلها الحلال».
ويختتم «أنا عندي موهبة دفنها الفقر، وقادر أستعيد شبابي تاني بمجرد ما أنزل في بانيو مليان مياه ساخنة، هستعيد حيويتي ونشاطي، واثق إني ممكن أعمل لوحات تباع بمئات الآلاف بل تنافس في الخارج كمان، لأني عرفت الدنيا على حقيقتها، وفوقت من سذاجتي اللي كنت بقول عليها طيبة، وأدى النتيجة، كل اللي طالبه حد يوفر لي سكن نضيف ويكون فيه بانيو وصدقوني، هرجعله فلوسه الضعف، ده غير ثوابه في الآخرة».