البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

إكرام لمعي: الكنائس حولت العقود المدنية في الزواج إلى "دينية"

البوابة نيوز

قال الدكتور القس إكرام لمعي، رئيس مجلس الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر، هذه الخطوة متقدمة ومتحضرة فى العلاقة بين الكنائس؛ لأن كل تنظيمات الزواج التى وضعتها الكنيسة لكل الطوائف باختلافها لا توجد فى الكتاب المقدس، مع أن هذه الطوائف تكونت متأخرا والزواج داخل الكنائس والطوائف على كل تنوعاتها بدأت فى الحدوث القرن الثانى عشر.
وأضاف لمعي، أن الكنيسة عاشت ١٢٠٠ سنة، أبناؤها يتزوجون حسب القوانين المدنية فى البلاد التى يعيشون فيها، وبالتالى هذا التشدد لا يعود لفكر كتابى بقدر ما هو يعود للمحافظة على سلطان الكنيسة على البشر.
وتابع «لمعي»: على الكنيسة أن تبارك الزواج، فالعقود مدنية حتى العقود الحالية وتتبع للدولة، لكن الكنيسة هى التى حولت العقود المدنية إلى عقود دينية. مشيرًا إلى أن الزواج أمر إنسانى وتوافقى، وعلى الكنيسة أن تبارك هذا الارتباط.
وأضاف: فالحب فى المسيحية هو انتقال من حب الذات إلى عشق الآخر، من مركزية الأنا إلى الاعتراف بالآخر، وأخيرًا انتقال من الاستيلاء إلى العطاء، ونجد أن الزواج هو إطار الحب، فالحب يجد مكانه الطبيعى وتعبيره الكامل فى مؤسسة اجتماعية تنسجم مع طبيعته ومتطلباته، تلك المؤسسة هى الزواج، وهذه المؤسسة لها فلسفتها، ونراها كالتالي: الزواج وعد يكرس أمام الملأ صفات الحب الأساسية، فالزواج هو الوعد الذى يكرس صفات الحب الكامل، إنه الوعد بأن يكون الحب واحدًا، ولذلك فالاقتران هو إقتران رجل واحد بامرأة واحدة، بل واستمرارية العلاقة وانفراد العلاقة بشريك واحد، وكتعبير عن هاتين الصفتين تؤخذ عهود الإخلاص والأمانة الزوجية على الزوجين عند إجراء عقد الزواج، وهذه العهود باختلاف صورها فى المراسيم تتضمن المحبة والإخلاص والوفاء فى الصحة وفى المرض، فى الضيق وفى الوسع، وأن يحفظ الإنسان نفسه للآخر دون سواه، طالما هما على قيد الحياة، وهنا نجد أهمية العهود رغم وجود الحب، فالمعنى هنا أن الزواج ليس مجرد حب لكنه التزام أخلاقي، إنه تعهد الآخر فى بعده الزمني، إن وعد الأمانة فى الزواج يحول الهوى إلى حب. وهذا الوعد يتم فى احتفال جماعى وبحضور شهود.
وزاد لمعي: إن الزواج مكان نمو الحب وتعميقه، يجعل الإنسان يعمق محبته للآخر؛ لأنه سوف يحبه لا لأجل ميزاته، ولكن رغم عيوبه، وهذا هو التدريب الحقيقى لتعميق الحب، وهنا ياتى امتحان الحياة المشتركة وتأزمها، وأشار إلى أن الزواج بامرأة واحدة يعطى المرأة كرامتها ويحقق المساواة بين الزوجين، وهو الأصل فى الإسلام كما أفهم.
وأضاف، لقد ثارت مناقشات طويلة بين الكاثوليك والبروتستانت حول موضوع تنظيم النسل، فالكاثوليك اعتبروا أن هدف الزواج الوحيد هو إنجاب الأطفال، بينما اعتبر البروتستانت أن المعاشرة الجنسية فى الزواج تعبير عن الحب، كما أنها وسيلة لإنجاب الأطفال، ومن كل هذا يتضح أن العلاقة الزوجية هى المشيئة الأصلية لله فى خلق الرجل والمرأة، وهى العلاقة التى تتطلبها ضرورة الوجدان الإنساني.