البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

في "عيد الأم".. قصة عجوز تعمل في الخرسانة منذ 40 عاما

الحاجة فاطمة
الحاجة فاطمة

بملامح مصرية أصيلة لسيدة من طرازٍ غالٍ نفيس، حَفر الزمان على وجهها مرارة الحياة وشقاؤها، فحين تراها للوهلة الأولى، يُخبرك عقلك أن وراءها قصة كفاح طويلة؛ ولكن حين تُحدثها وتعلم أن هذه السيدة اخترقت عالم - مهن الرجال - "الفواعلي" والتي غالبًا ما يبتعد عنها الكثيرون، تُيقن جيدًا أنها قصة كفاح من النادر أن تصادف مثلها في حياتك، إنها حكاية سيدة تحمل "قصعة الخرسانة" على رأسها منذ 40 عاما.
هنا في قرية ورورة التابعة لمدينة بنها بمحافظة القليوبية، قصة كفاح أسطورية سُطرت بعرق الكد والتعب، لسيدة مصرية تدعى "الحاجة فاطمة"، في منتصف العقد السابع من عمرها -65 عاما- لم يبق أمامها؛ إلا أن تكمل حياتها تعمل في "الخرسانة" بعد أن ضاقت عليها السُبل بوفاة زوجها، من أجل لقمة عيشٍ حلال تطعم بها أبنائها السبعة، دون أن تكل أو تمل أو أن تبحث على الطريق السهل المشروع وتسأل الناس، ليظلوا مرفوعي الرأس طوال حياتهم. 
بكل فخر وعزة نفس بدأت "الحاجة فاطمة" حديثها لـ"البوابة نيوز"، قائلة: أحمل "القصعة" على رأسي منذ 40 عاما، بعد أن توفى زوجي وضاقت بي الحياة فلم أجد أمامي غير أن أزاحم الرجال في عملهم الشاق جدا، وأعمل في "صبة الخرسانة"، بعد أن تركت تجارة الخضراوات والفاكهة لكونها مرتبطة بمواسم، بالإضافة إلى عدم وجود دخل يكفي لإطعام أولادي "أكل العيش مر.. والحياة عايزة إللي يسد".
وأضافت: "بخرج على الشغل من 5 الفجر وممكن أرجع أذان المغرب، الشغل مش سهل بس ما باليد حيلة.. والحوجة وحشة.. ومد الإيد للناس كبيرة أوي، وأنا كان لازم أربي عيالي وأعلمهم بالحلال، عشان يفضلوا طول عمرهم مرفوعي الرأس.. والشغل مش عيب.. آه ياما تعبت واتبهدلت وشقيت ولكن الحمد لله ربنا أعطانى العافية والصحة وعلمت أولادي وأخدوا كليات وحفظتهم القرآن".
وتابعت: "الخرسانة والأسمنت أخدوا صحتي وعافيتي وبقيت صاحبة مرض.. ومش بقيت أطلع شغل زي الأول إلا حجات بسيطة، بس كله يهون علشان خاطر العيال، بس زي ما أنتوا شايفين الجاي على قد الرايح.. وعيالي غلابة أوي أوي.. نفسي أعملهم حاجة قبل ما أموت".