البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

جامعة الإسكندرية تكرم المتبرع لصديقه بكبده

البوابة نيوز

قرر مجلس جامعة الإسكندرية، برئاسة الدكتور عصام الكردي، رئيس الجامعة، تكريم محمود عبدالله خريج كلية العلوم جامعة الإسكندرية، لقيامه بتبرعه بجزء من كبده إلى صديقه الطالب عبدالله أحمد عطا الله بالفرقة الرابعة بكلية العلوم.
وأوضحت الجامعة "أن محمود وعبدالله هما نموذج يحتذى لكل الشباب في إعلاء قيم نبيلة وأصيلة، وسيتم تكريمهما بعد تماثل الطالب عبدالله أحمد عطا الله بالفرقة الرابعة بكلية العلوم للشفاء".
قدم مجلس جامعة الإسكندرية، خلال اجتماعه الشكر إلى أطباء مستشفى المواساة الذين قاموا بإجراء العملية الدقيقة وتقديم كل الرعاية اللازمة بدون مقابل.
وكانت قد انتقلت "البوابة نيوز" إلى مستشفى المواساة بالإسكندرية بشارع أبو قير، لتلتقي بالمتبرع "محمود" ليكشف عن تفاصيل علاقتهم ببعض وعن موقع العائلة، إلا أنه من الصعب التحدث مع "عبدالله" لوجوده في غرفة العزل الطبي منذ الانتهاء من إجراء العملية الجراحية.
ويقول محمود محمد عبدالله، المتبرع بفص كبده الأيمن إلى أحد أصدقائه: "تعرفت على صديقي عبدالله من أولى كلية علوم، فأنا تخرجت من الكلية ولم تنقطع صلتي بصديقى الذي تأخر في دراسته بسبب مرضه الوراثي النادر ويحتاج إلى زرع كبد"، مضيفًا: "عندما علمت بمرضه كنت دائم التواصل معه والاطمئنان على حالته الصحية، وخصوصا بعد إجرائه العديد من الفحوصات الطبية اللازمة، فأبلغني أن حالته تحتاج إلى زرع كبد، ولازم أن يكون المتبرع من العائلة".
وتابع: "أن عدد من أفراد عائلة صديقي عبدالله أجروا فحوصات طبية قبل تبرعهم إلا أنهم جميعهم لم يتوافق فصيلتهم مع فصيلته، فأبلغني بذلك فقلت له أنا ما عنديش مانع أني أتبرع لك، لكني ذاهب لمنطقة التجنيد غدا ليكي أترحل، فقلت له سيبها على الله هتتحل".
ويقول: "بالفعل توجهت إلى منطقة التجنيد للاستعداد لترحيلي على سلاحي، إلا أن ميعاد الترحيل تأجل أسبوعين، فأبلغت صديقي عبدالله، وقولت له أني على أتم الاستعداد لإجراء العملية، فأبلغني وقتها أنه سوف يخبر الأطباء بمركز زرع الكبد بمستشفى المواساة بذلك الأمر".
وعن موقف أسرته، قال "محمود": "إن وقت إبلاغي لصديقي بموافقتي لم أستشر أسرتي في هذا الأمر، إلا أنني قمت بعمل شات على الواتس آب لوالدتي وإخواتي المسافرين بالخارج، لكي أبلغهم بهذا الأمر، وبدأت كلامي بالآية القرآنية "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"، فكان ردهم ربنا يجزيك خير عليها، وما ينفعش نرفض في حاجة خير، بس انت وراك جيش وأن العملية مش سهلة".
وأضاف: "شقيقي في تمريض وله أصدقاء في مركز زرع الكبد بمستشفى المواساة، فاستفسر عن العملية ومدى المخاطر التي ممكن تحدث، فأبلغوه أن المتبرع بيخرج بعدها بأسبوع، ومع الوقت الكبد ينمو ويعود إلى حجمه الطبيعي مرة أخرى، ولا توجد أي مخاطر على المتبرع".
وأشار إلى أنه بعد ما تأكد والدتي وأخواتي أنه لا يوجد خطر من العملية، وافقوا على إجرائها، وقمت بعمل الفحوصات الطبية والأشعة والتي أثبتت توافقي مع صديقي عبدالله".
وكشف "محمود" عن رد فعل أسرة صديقه "عبدالله"، "كانوا فرحانين جدا إن في حد هيتبرع لابنهم وإن في توافق بينهما، وأن أسرة صديقي قبل وبعد العملية كانوا يعاملوني مثل نجلهم في كل شيء، وعلى الرغم من عدم وجود تواصل بيني وبين أهله من قبل".
وعن وقت العملية، قال "محمود": "إن العملية استمرت لمدة 12 ساعة، وسط حضور العائلتين، منذ إجراء العملية فكان الوضع بينهم متوتر جدا بسبب وقت العملية"، مضيفا "أن تربية والدتي لي هي كانت الدافع على إني أعمل كده، ولم أندم على ذلك، لأن أسرتي ربوني على حب الخير".
واختتم قائلا: "موقفي ده لإنقاذ حياة بني آدم وحياة صاحبي، وأنا لم أفعل ذلك بمفردي، بل هناك العديد من أصدقائنا في الكلية كان لهم دور في توفير له أكياس الدم، وخصوصا أن فصيلة صديقي عبدالله فصيلة نادرة".