البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

«أشتاتا أشتوت».. خرزة وعين كتكوت


السحر والشعوذة، انتشر بشكل رهيب فى المجتمعات العربية والإسلامية، فى ضوء خلط الدين بالخرافة، والعلم بالأسطورة، وابتكار طرق متنوعة لجذب الناس، عن طريق الإعلام المرئي، وشبكات التواصل الاجتماعي، لتصطاد الفرائس بنشر فيديوهات تمثيلية لتحضير الجن على امرأة أو الدخول لمقبرة واستخراج صور لأشخاص ورسومات، وتوهم المشاهد بأنها أعمال سحرية لشخص ما، وهذا الدجال هو من يقوم بالعلاج، ثم يظهر من يقرأون

الفنجان، وأوراق التاروت، وحظك اليوم، ومن يطرد الأرواح الشريرة... إلخ من أفعال الشعوذة، ثم التداوى بأعشاب بصورة عشوائية بعيدة عن الرقابة الصحية، إلى تفسير الأحلام، والمصيبة والكارثة أن الإعلام هو من ساعد على نشر هذا التخلف والدجل، عندما يعرض برنامج ما أشخاصًا يدعون أنهم يلبسهم الجن، أو بيوت تحترق، ويأتى المذيع أو المذيعة بدجال ويقول إنه سيعالجهم من هذه الأمور، فهذا الإعلام غير المهنى روج وساعد الدجالين على نشر ثقافة الجهل والخرافة فى المجتمع، وصدّقهم المساكين الذين يستمدون من هذا الجهاز الإعلامى معلوماتهم عن كل شىء فى الحياة، ولو رأينا الفئات التى تتعامل مع الدجالين فسنجدهم من جميع الفئات فى المجتمع، الغنى والفقير، المتعلم والأمي، الشاب والعجوز، ليس مرتبط بالحالة المادية أو التعليمية، لكن هم أصحاب العقول التى يسهل السيطرة عليها، وتتعدد مقاصد من يلجأون إلى المشعوذين والسحرة، بين الرغبة فى تغيير واقع ما أو الطمع فى الحصول على منصب أو ثراء سريع أو معرفة الغيب وما يخبئه المستقبل من أحداث مفرحة أو محزنة، بحسب ما يعتقد هؤلاء السذج.

ولا شك أن المجتمع بحاجة لجهود كبيرة لانتشاله من هذا النصب والجهل من المشعوذين.

إنهم صنعوا من أسطورة الدجل والتزييف والخرافة حقيقة، للأسف الشديد رسخت فى أذهان الكثيرين، واعتقد البعض أنه بفعل هذه الخرافات والخزعبلات سيحل مشاكله، أو سيشفى من مرضه، عن طريق الكتابة على الورق أو البخور بعين العفريت، وعين الكتكوت والخرزة الزرقاء! وهذا ساهم إلى حد كبير فى صنع الدجالين والسحرة، فانتشر اللجوء إليهم، لشراء الوهم والخزعبلات.

إن هؤلاء المترددين على الدجالين، أصحاب عقول ضعيفة وضيقة، ومهزوزون نفسيًا، وينقادون بسهولة نحو الخرافة، لأنهم يسعون إلى أسهل الطرق، لتحقيق ما يرغبون، ومنهم الجهلاء بصحيح الدين، فيذهبون إلى بعض الشيوخ ليعالجوهم، أو يعطوهم (حجابًا) للزواج أو للعمل أو للرزق، معتقدين أن هذا الدجل من الدين، وانتشر وترسخ بعد دعم الإعلام بالترويج لهم عبر البرامج التليفزيونية، وبعد أن أضافوا كتبًا وموضوعات تتناول أساليب السحر وطرق الدجل، وهكذا سيطرت الشعوذة على المطبوعات المقروءة والمرئية، فأصبحت أكثر تجارة رائجة ورابحة، أن هذه الخرافات والأساطير، اعتاد عليها أصحاب العقول والنفوس الهشة، لأنها تعطيهم نوعًا من الراحة النفسية الموهومة.

هذه الأمور لا بد لها من وقفة، أولًا من الدولة بتجريم ممارسة الدجل والشعوذة، ثانيًا رجال الدين لا بد أن يعظوا الناس، ويعلموهم صحيح الدين، وإن الدجل حرام وليس له علاقة بالدين، ومن يستعين بالدجالين آثم، ثالثًا الإعلام وهو الكارثة الكبرى، لأن البسطاء من الناس يأخذون المعلومة من الإعلام المرئى بكل صدق وأريحية، فيجب على الإعلام المهنى المحترم أن يقف بالمرصاد للدجالين، ومفسرى الأحلام، وكل من يتاجر بالشعوذة لجمع الأموال.

حفظ الله مصر