البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

سعاد حسني.. سندريلا الشاشة

سعاد حسني
سعاد حسني

أحبها الناس وعشقوا موهبتها، وكانت ممثلة من طراز استثنائي، تربعت على عرش السينما والاستعراض بسرعة الصاروخ واستطاعت أن تثبت للجمهور حجم ومساحة طاقتها الفنية حيث مثلت ورقصت وغنت، واحتفالًا بذكرى ميلادها الـ76 ترصد "البوابة نيوز" عددا من محطاتها الفنية المميزة.
ولدت سعاد محمد حسني البابا في 26 يناير عام 1943 بالقاهرة والدها اشتهر باسم حسنى الخطاط كنية عن أنه كان خطاطا كبيرا في الثلاثينات والاربعينات.
نشأت السندريلا في أسرة فنية مارست الفن هواية واحترافا، حيث تنوعت مواهب أخواتها بين الغناء والتلحين والعزف والرسم والنحت ومن بين هؤلاء اشتهرت نجاة الصغيرة كمطربة وعز الدين كملحن. 
ففي هذه العائلة الكبيرة التي تتنفس الفن عاشت سعاد وسط مناخ يتذوق الحرف والكلمة ورأت عن قرب كثيرا من مشاهير السياسيين والفنانين ورجال الدين والمجمتع وهم يحضرون للبيت لمقابلة أبيها طلبا للوحة قرآنية أو كتابة اسمائهم بخط عربى جميل كان من بينهم الشيخ محمد رفعت الذي ربطته بوالدها صداقة قوية وعلاقة روحية طويلة. 
بدأت سعاد المشاركة بالغناء بعد أن أكملت الثالثة من عمرها في برنامج الأطفال الإذاعي الشهير "بابا شارو"، والذي كان يقدمه الإذاعي الكبير محمد محمود شعبان، واشتهرت سعاد في هذا البرنامج بغناء مجموعة أغنيات كتبت لها خصيصا.
كان أول من تحمس لرعاية موهبة السندريلا زوج والدتها، ففي بيته تعرف عليها الأديب والمخرج والممثل عبدالرحمن الخميسي الذي كان موعدها معه وكأنه موعد مع القدر، وكان عمرها لم يتجاوز الخامسة عشر، ووجد فيها صورة وصوتا مميزا، وشعر أنه أمام موهبة فطرية تحتاج لرعاية فنية.
وأدرك الخميسي مدى شغف سعاد بالدور فبدأ يطلب منها تمثيل مقاطع من الحلقات ففكر في تحويل القصة إلى فيلم سينمائي، وبعد نقاش طويل مع المخرج الكبير هنري بركات، اقتنع الأخير بالوجه الجديد، وحمل شهر مارس 1959 مولدها كنجمة جديدة في السينما المصرية، وذلك عندما عرض فيلم "حسن ونعيمة" بطولتها والفنان محرم فؤاد.
عاشت سعاد حسني رحلة فنية خصبة حافلة بالعطاء المتميز والمتنوع قدمت خلالها 83 فيلما من بينها إشاعة حب، رجال وامرأة، عائلة زيزى، المراهقات، صغيرة على الحب، شباب مجنون جدا، الزوجة الثانية، حب في الزنزانة، البنات والصيف، خلى بالك من زوزو.
وقد حصلت على عدة جوائز منها جائزة أحسن ممثلة في أول مهرجان للسينما المصرية عام 1971 عن دورها في فيلم " غروب وشروق"، وجائزة وزارة الثقافة المصرية عام 1986 كأحسن ممثلة عن فيلم الزوجة الثانية، ونفس الجائزة عام 1981 عن فيلم "أهل القمة".
وفازت بجائزة أحسن ممثلة من جمعية الفيلم في المهرجان الأول للجمعية عام 1985 عن فيلم أين عقلي، والمهرجان الثاني والخامس والثامن والعاشر عن أفلام: الكرنك، موعد على العشاء، حب في الزنزانة، شفيقة ومتولي.
تزوجت سعاد حسني في بداية مشوارها الفني من المصور السينمائي صلاح كريم لكن زواجهما لم يستمر طويلا، ثم تزوجت من المخرج على بدرخان حيث بدأت قصة حبهما مع تصوير فيلم "نادية"، وكان بدرخان وقتها يعمل مساعدا لوالده المخرج أحمد بدرخان واستمر زواجهما 11 عاما ثم انفصلا إلا أن انفصالهما لم يمنع من تعاونهما الفني حيث قدم لها العديد من الأفلام من بينها "الراعي والنساء"، وبعد على بدرخان تزوجت من زكي فطين عبد الوهاب ابن الفنانة الراحلة ليلى مراد إلا أن زواجهما كان سريا بسبب معارضة والدته ثم انفصلت عنه وتزوجت أخيرا من كاتب السيناريو ماهر عواد واستمر الزواج إلى أن فارقت عالمنا.
رحلت السندريلا عن عالمنا يوم 21 يونيو 2001 عن عمر يناهز 58 عاما، عندما عثر عليها جثة هامدة على أرضية الجراج الخلفى لبرج ستيوارت تاور بمنطقة (ميدافيل) بوسط لندن والتي لا يزال الغموض يكتنف حادث مقتلها.